«ملابس الأقزام» مصنع موقوف.. ورسالة دكتوراه رهن الانتهاء

كتب: نهال سليمان

«ملابس الأقزام» مصنع موقوف.. ورسالة دكتوراه رهن الانتهاء

«ملابس الأقزام» مصنع موقوف.. ورسالة دكتوراه رهن الانتهاء

فى الإسكندرية منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، كان «مصنع الملابس للأقزام» حديث الإعلام، فهو أول مصنع فى مصر بل فى الشرق الأوسط يتخصص فى إنتاج ملابس للأطفال والنساء والرجال من قصار القامة، وتم إنشاؤه بتبرعات بالأقمشة والأثواب من جمعية رجال الأعمال كما قدم نادى الروتارى بالإسكندرية 7 ماكينات خياطة، وبالفعل تدرب قصار القامة على فنون الحياكة وخرجت للنور أولى القطع فى بدايات عام 2016، ليفتح فرصاً للعمل ويوفر سلعة عانى كثيرون من انعدامها ودفعوا الصاع صاعين فى شراء الملابس ثم إعادة حياكتها بما يناسب مقاساتهم.

ونحو إتاحة المنتج أكثر وبأسعار طبيعية، فكر عصام شحاتة، صاحب الفكرة ورئيس جمعية الأقزام المصرية، فى أن يكون للمصنع محلات فى المحافظات منعاً لاستغلال التجار وللتحكم فى الإضافات المالية التى لا حصر لها على السعر من تكاليف نقل وتوزيع، إلا أن المصنع لم يمهل شحاتة فرصة كى ينطلق بأفكاره، حيث لم يلقَ المصنع الدعم المناسب لاستمراريته، فلم يستطع الوفاء برواتب العاملين فيه ولم تتوافر المواد الخام اللازمة للاستمرار لأن المصنع لم يقم بالأساس على الأرباح، كما أن الإنتاج لم يكن كبيراً بسبب اعتماده فى الأساس على أيدى عاملة من قصار القامة لم يصبحوا على مستوى عالٍ من الكفاءة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الخامات بشكل كبير.

بعد قرابة العام من توقف المصنع، يحاول القائمون على مصنع الأقزام للملابس الجاهزة بالإسكندرية إعادة تشغيل المصنع فى شكل جديد بالاستعانة بأشخاص ذوى قامة طبيعية، حتى يُتم قصار القامة تدريبهم على أكمل وجه.

مشاكل عديدة تواجه قصار القامة ومنها مشكلة الملابس التى لم يستطع مصنع الإسكندرية الاستمرار كى يحلها، لتشغل الفكرة الدكتورة نعمة يسرى، المدرس المساعد بكلية الاقتصاد المنزلى، فقررت أن تكون رسالتها لنيل الدكتوراه عن البحث عن طريقة لتوفير ملابس تلائم أشكال قصار القامة بمختلف شكل أجسامهم ومقاساتهم، وذلك بعد أن زارت مصنع الإسكندرية ووجدت أن المصنع لم يعد متخصصاً فى ملابس الأقزام وإنما ينتج ملابس لأشخاص طبيعى القامة ويتم توريدها للمصانع الأخرى كما ينتج ملابس القصار بنظام القطعة لكل شخص على حسب مقاسه مثله مثل «الترزى».

{long_qoute_1}

بدأت «نعمة» رحلتها مع «دكتوراه ملابس القصار» بإجراءات عملية وليست على ورق أكاديمى، حيث قدمت دورات فى كلية الاقتصاد المنزلى لتعليم الباترون وتفصيل الجونلة الحريمى لقصار القامة، كما تقدم الكلية مثل تلك الدورات لتصميم وتنفيذ الملابس التى يتدرب عليها قصار القامة كنوع من الاكتفاء الذاتى فى توفير مهنة وملبس، وتسعى المدرس المساعد إلى معالجة خوف قصار القامة من ماكينة الخياطة بسبب كبر حجمها وتكوين شكل أجسامهم من خلال دورات التفصيل ودورات تدريبية على استخدام الماكينة وتنفيذ الملابس بشكل مكثف حتى تصبح الماكينة مألوفة بالنسبة لهم ويتكون لديهم خبرة بالمجال الذى يعتبر جديداً بالنسبة لمعظمهم.


مواضيع متعلقة