بلحظة تاريخية.. "الأذان يعانق أجراس الكنيسة" تحت سماء العاصمة الإدارية

بلحظة تاريخية.. "الأذان يعانق أجراس الكنيسة" تحت سماء العاصمة الإدارية
- أعمال إرهابية
- احمد الطيب
- السيسي
- العاصمة الإدارية
- ميلاد المسيح
- الفتاح العليم
- أعمال إرهابية
- احمد الطيب
- السيسي
- العاصمة الإدارية
- ميلاد المسيح
- الفتاح العليم
في "مشهد مهيب" عكس وحدة المصريين، تعانق أذان مسجد "الفتاح العليم" مع أجراس كاتدرائية "ميلاد المسيح" في سماء العاصمة الإدارية، على أنغام ترانيم عيد الميلاد المجيد، بعد أن افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي أكبر مسجد وكاتدرائية في الشرق الأوسط، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكبار رجال الدولة وشيخ الأزهر أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وممثلي عدد من الدول العربية ورؤساء الكنائس المصرية.
وتم تنظيم حفل فني قبل الافتتاح بفندق "الماسة" بالعاصمة الإدارية، بدأه الرئيس بالوقوف دقيقة حدادا علي شهيد الشرطة في حادث عزبة الهجانة الإرهابي.
{long_qoute_1}
وهنأ رؤساء الكنائس المسيحية بمختلف دول العالم الرئيس عبدالفتاح السيسي والبابا تواضروس الثاني بافتتاح مسجد "الفتاح العليم" و"ميلاد المسيح" بالعاصمة الإدارية الجديدة، في تسجيل مصور عرض ضمن فقرات حفل الافتتاح المسجد، وكان من بين المهنئين البابا فرنسيس بابا الفاتيكان والبطريرك بشارة الراعي بطريرك الكنيسة المارونية بلبنان، والبطريرك يوسف العبسي، متياس الأول بطريرك الكنيسة الإثيوبية.
وقال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في كلمته بتلك المناسبة: "أيها الإخوة والأخوات الأحباء، عيد ميلاد سعيد وسنة جديدة سعيدة!، بفرح أحييكم جميعًا في هذه المناسبة السعيدة لتدشين كاتدرائيّة الميلاد الجديدة، المبنيّة في العاصمة الإدارية الجديدة، ليمنح ملك السلام لمصر وللشرق الأوسط والعالم بأسره عطيّة السلام والازدهار، أتقدّم بتحيّة خاصة لأخي العزيز للغاية البابا تواضرس الثاني وإلى الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة التي عرفت كيف تعطي شهادة حقيقية للإيمان والمحبّة حتى في الأوقات الأكثر صعوبة".
وأضاف بابا الفاتيكان: "أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، لديكم شهداء يعطون القوّة لإيمانكمـ شكرًا على مثالكم، أتوجّه بتحيّة احترام للحكومة المصريّة و الرئيس عبد الفتاح السيسي، لترتفع على الدوام من الكاتدرائيّة الجديدة العبادة المقبولة لله في أعلى السماوات، ويحلَّ السلام والبركة على الأرض لجميع البشر الذين يحبّهم الله".
وتعليقا علي الافتتاح علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر صفحته على "تويتر": "متحمس لرؤية أصدقائنا في مصر وهم يفتتحون أكبر كاتدرائية بالشرق الأوسط، الرئيس السيسي ينقل بلاده إلى مستقبل أكثر اتساعا".
ومن ناحيته، أكد الأب هاني باخوم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية، أن هذا الحدث وحضور كل ممثلي الكنائس وبطريرك الأقباط الكاثوليك الأنبا إبراهيم إسحق، ورسائل البطاركة والبابا فرنسيس، أعطى ويعطي صورة حضارية لمصر، إشتقنا إليها واطمئن الجميع أننا في مسيرة تنمية وتوعية.
{long_qoute_2}
وقبل أن يصلي الرئيس صلاة العشاء بالمسجد التي آمها الدكتور أسامة الأزهري، مستشار الرئيس للشؤون الدينية، ألقى البابا تواضروس في الحدث التاريخي كلمة داخل المسجد، في سابقة فريدة لم تحدث من قبل سوى منذ 100 سنة، حين صعد القمص مرقس سرجيوس الشهير بالقمص سرجيوس (كاهن كنيسة مارجرجس بالقللي بالقاهرة) عام 1919 إلى منبر الجامع الأزهر في لحظة تجلت فيها الحركة الوطنية في تكاتف حقيقي لأجل صالح الوطن، قائلا إن هذا اليوم يمثل فرحًا ومناسبة غير مسبوقة في التاريخ، حيث نرى ونشاهد وسط هذا الحضور أن المآذن تتعانق مع منارات الكنيسة، مضيفًا: "إن مصر تهتم بالقوى الناعمة فيها، فهذه الصروح العظيمة بنيت بأموال وتبرعات المصريين وكان الرئيس أول المتبرعين، بالإضافة لجهود المصريين من مهندسيين وفنيين وعمال، حيث بنت بإخلاص كل المشاركين".
تابع: "أنا كمصري أقف في هذا المسجد وافتخر به وبهذه المناسبة السعيدة"، ثم وجه حديثه للرئيس قائلاً: "يا ريس لقد وعدتنا في يناير 2017 بهذا الوعد الكريم وبناء المسجد والكنيسة وكان هذا ضربًا من المستحيل لأنهم صروح ضخمة وكيف تبنى في هذا الوقت الوجيز، وها نحن نشهد الافتتاح العظيم في هذه المناسبة الجليلة"، مقدمًا الشكر للرئيس وكل الشركات التي عملت وشاركت في الأبنية، وكذلك للمهندسيين والفنيين والمكاتب الاستشارية والعمال الذي شاركوا في أعمال البناء.
كما وجه شكرًا خاصًا للقوات المسلحة والهيئة الهندسية للقوات المسلحة التي خططت وأشرفت على إنجاز هذا العمل العظيم.
ووضع شاشة عملاقة داخل كاتدرائية المسيح لنقل وقائع افتتاح مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية، قبل افتتاح الكاتدرائية بالتزامن مع ترأس البابا تواضروس الثاني قداس عيد الميلاد المجيد، ثم تحرك الموكب الي الكاتدرائية التي ألقى شيخ الأزهر كلمة تاريخية في افتتاحها، لأول مرة في تاريخ الأزهر قائلا: "إن افتتاح مسجد وكنيسة حدث يحدث لأول مرة في تاريخ الاسلام والمسيحية، مشيرا الي ان بناء الكنائس في الإسلام أمر محسوم، وضامنة شرعا لكنائس المسيحيين ومعابد اليهود، والشرع يكلف المسلمين بحماية الكنائس، قائلا اسألوا التاريخ ينبأكم بأن كل كنائس مصر بنيت بعد حكم الإسلام".
وعلى أجراس الكنيسة، دخل الرئيس السيسي مع البابا إلى الكاتدرائية وسط "زغاريد" الحضور وتصفيقهم، وقابلوا الرئيس بالورود وأعلام مصر، وحرص بدوره على مصافحة الجميع قبل أن يلقي كلمته وسط الهتاف "بنحبك يا ريس.. بنحبك يا سيسي".
ووجه الرئيس السيسي التحية لشهداء مصر، أثناء كلمتة قائلا: "لا أتحدث عن الجيش والشرطة والمدنيين وأشقائنا المسيحيين بل المصريين جميعاً، وإن هذه اللحظة تاريخية ومهمة في تاريخ مصر، لأننا منذ عامين في الكاتدرائية بالعباسية قلت للبابا، إننا خلال العام القادم سنحتفل فى الكاتدرائية الجديدة، واحتفلنا بالمرحلة الأولى، واليوم نحتفل بشكل كامل".
وتابع الرئيس: "أنا لا أحب تعبير الفتنة الطائفية لأن جميعنا واحد، وشجرة المحبة ستخرج من مصر إلى كل العالم"، منوهًا بكلمة البابا تواضروس عندما قال في 2013 "إن وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن"، وأنه يتم حاليًا بناء 14 مدينة جديدة بها كنائس ومساجد، ولكن يجب أولاً أن نحافظ على بلادنا مصر.
وعقب ذلك غادر الرئيس وترأس البابا قداس العيد بحضور رئيس ديوان رئيس الجمهورية مندوبا عن الرئيس السيسي.
واستهل البابا كلمتة خلال القداس، بالتهنئة بالعيد، وتوجيه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي على افتتاح مسجد وكاتدرائية العاصمة الإدارية، قائلا إنه أوفى بأن يكون اليوم تاريخيا وغير مسبوق، مشيرا إلى أنها رسالة رائعة عما هي مصر في الحاضر والمستقبل المشرق التي ينتظرها.
وشكر البابا الرئيس الفلسطيني وممثلي الدول الأجنبية والعربية التي شاركت في الافتتاح، وكل الذين حضروا القداس والافتتاح ومن قدم التهنئة للكنيسة بالعيد من المسؤولين والشخصيات العامة وأعضاء البرلمان، أيضا رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة الذي كان مايسترو انشاء الكاتدرائية والمسجد، ورجال الشرطة علي تأمين الكنائس وتعبهم في هذا الأمر.
وأعلن البابا خلال كلمته، الصلاة من أجل مصر وسلام العالم، وهنأ الأقباط بتلك المناسبة قائلا: "أهنئكم جميعا بعيد الميلاد المجيد وارجو للجميع كل خير وكل بركة في كل مكان"، وتحدث البابا خلال كلمته عن فقد الإنسان إنسانيته بسبب نقص الحب وكسر وصية الله حتى عاش في ظلمة، واختار أن يعيش في الفراغ واليأس وانتشرت الخطية في كل العالم، مشيرا إلى أن من كثرة تعامل الانسان مع الآلات جف قلبه من الحب وازدادات ضعفاته، وازداد العنف والجريمة والإرهاب والتفكك الأسري.
وقال البابا: "بعد أن خلق الله الإنسان، أراد له أن يكون إنسانا كاملاً يعيش في إنسانية كاملة، فاعطاه وزوده بكل المواهب الكثيرة، ولكن هذا الانسان قبل الخطية وكسر وصية الله وعاش في الظلمة، وهذه الظلمة التي نسميها "الظلمة الروحية" عاش فيها الانسان، وبعد ان كان يتمتع بالحرية وبالحب وبالوصية، اختار أن يعيش في الفراغ واليأس والخطية، ففقد الرجاء وعاش في الإحباط وامتدت الخطية وانتشرت إلى كل العالم، وانهارت إنسانية الإنسان، وفقد الإنسان أهم ماعنده، وهو إنسانيته، وصار الإنسان رويدا رويدا وجيلاً بعد جيل يفقد إنسانيته ويجف عنه الحب الذي تعطيه هذه الإنسانية، وأصبح جائعاً إلى الحب، ما جعله يعيش في هذا الفراغ الكبير رغم تقدم العالم بكل وسائل التواصل الكبيرة بين أطراف المسكونة".
وأضاف البابا: "كان العلاج هو الحب، أن يأتي من يقدم له الحب وأن يأتي حباً فيه، فجاء المسيح يقدم لطفاً وحناناً وحباً، وكان قصده من كل هذا هو أن يرجع الإنسان إلى إنسانيته، ويؤكد لكل أحد منا أن الله لا يكره إنساناً، هو يكره خطية الإنسان ولكنه يحب الإنسان ذاته".
واختتم البابا كلمته بالقول: "أهنئكم بهذا العيد وبفرحة الميلاد المجيد، والتي نتذكر فيها أحبائنا الشهداء الذين يفرحون أيضاً بوجودهم في السماء، ونتذكر المصابين ونصلي من أجل شفائهم، ونصلي من أجل سلام العالم كله، ونصلي من أجل بلادنا مصر وكل إنسان، ومن أجل كل كنيسة ومن أجل كل خدمة، ونصلي أن يرسل الله هذا الفرح لكل أحد، راجياً لكم اياما مقدسة في هذا العالم الجديد، وفرحة الميلاد تملأ قلوبكم جميعاً لكي تستطيعون ان تنقلوا هذا الفرح وهذا الحب لكل أحد في كل المجتمعات التي تعيشون فيها".
وأقيمت بتلك المناسبة قداسات العيد في كل إيبارشيات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الداخل والخارج، والتي ترأسها الأساقفة والكهنة، وسط إجراءات أمنية مشددة، خشية وقوع أي أعمال إرهابية، حيث أمَّنت قوات الأمن مدعومة بوحدات من القوات المسلحة، الكنائس، ومشطت الشوارع الجانبية في محيطها، ومنعت دخول السيارات والدراجات النارية إلى الكنائس أو الوقوف بجوارها، ونشرت كاميرات مراقبة فوق أسوارها، وعززت من الأكمنة الأمنيةغ الثابتة والمتحركة حولها، ونشرت خبراء المفرقات، وركَّبت بوابات إلكترونية على مداخلها، وتم زيادة عدد أفراد الخدمات الأمنية المعينة لتأمين الكنائس، ووجود حرم آمن حول كل كنيسة ونشر الصدادات الحديدية بمحيطها، والتأكد من هوية كل الأشخاص الداخلين للكنائس، ووجود خدمات من الشرطة النسائية، بكل كنيسة، لتفتيش السيدات.