بيرم التونسي.. شاعر حارب الاحتلال بالسخرية وعاداه الملك بسبب "الخازوق"

بيرم التونسي.. شاعر حارب الاحتلال بالسخرية وعاداه الملك بسبب "الخازوق"
- أم كلثوم
- الأفلام السينمائية
- شعر العامية
- بيرم التونسي
- سيد درويش
- أم كلثوم
- الأفلام السينمائية
- شعر العامية
- بيرم التونسي
- سيد درويش
يعتبر من رواد شعر العامية في مصر وممن نجحوا في تطويرها، وكان دومًا خفيف الظل ويواجه بسخريته اللاذعة القضايا السياسية والاجتماعية كافة عن طريق أشعاره، فواجه الاحتلال الإنجليزي وزعماء السياسية والفنانين وممن يقلدون الغرب.
واسمه الحقيقي هو محمود محمد مصطفى بيرم، وولد في حي الأنفوشي بالإسكندرية، وكان والده من أصل تونسي ويعمل بالتجارة وصناعة النسيج، وكانت أمه مصرية من الإسكندرية تصنع الحلوى بالمنزل، وكانت بداية تلقيه العلم في الكتّاب ثم التحق بالمدرسة ثم توفي والده وهو صبي فترك التعليم ليعمل بالتجارة حتى أفلس ولكنه ظل مولع بالقراءة، فكان يقرأ بمكتبة البلدية كتب التراث والتاريخ.
في العشرين من عمره ظهرت موهبته الفنية حيث نشرت له جريدة "الأهالي" قصائد متتالية، وتم نشر قصيدته الشهيرة "المجلس البلدي" التي يهاجم بها الضرائب وكانت تفرضها البلديات "المجلس البلدي" وحينها حققت الجريدة مبيعات غير مسبوقة، وحينها قرر بيرم أن يصدر جريدة خاصة به وتم رفض طلبه فأصدر جريدة "المسلة" بدون ترخيص ولم يتخل عن سخريته فكتب عنها "لا هي جريدة ولا هي مجلة" وانتقل إلى القاهرة ونشر قصيدته التي هاجم بها زواج الملك فؤاد فتم إغلاق الصحيفة وأصدر "الخازوق" وأغلقت أيضًا حينما تكلم عن مولد الملك فاروق.
بتلك الفترة تعرف على "سيدر درويش" وكتب له العديد من الأغاني والأناشيد الوطنية وكان مازال يحمل جنسية والده التونسية ويتمتع بالحماية الفرنسية ولكن بسبب مواقفه طلبت السلطات البريطانية رفع الحماية عنه وتم نفيه إلى تونس وهناك أصدر مجلة "الزمان".
وفي عام 1920 تسلل إلى الإسكندرية بجواز سفر مزور وعاد للعمل مع سيد درويش وكتب له أغاني أوبريت "شهرزاد"، وتم اعتقاله مرة أخرى ونفي إلى فرنسا وظل في المنفى ما يقرب من 19 عامًا.
وقررت السلطات الفرنسية نفيه إلى السنغال بسبب عودته لنشاطه الأدبي والسياسي وحينما مرت السفينة التي تنقله بمدخل قناة السويس تسلل إلى بورسعيد ومنها وصل إلى القاهرة وتوسط له بعض السياسيين الكبار لدى الملك فؤاد وحينها تفرغ بيرم للشعر.
وبدأ بيرم التونسي في كتابة "المقامات" ذات الطابع الروائي وتعتبر أول المؤلفات باللهجة العامية التي تكتب بهذا الشكل في العصر الحديث وجمع فيها بين السرد النثري والشعر العامي، وكتب أيضًا العديد من الأغاني المنفردة وأغاني الأفلام السينمائية والمسلسلات الإذاعية والمسرحيات.
وبتلك الفترة كتب أيضا بيرم التونسي أوبريت "ليلة من ألف ليلة" والتي كان قد بدأ كتابتها في مارسيليا عند نفيه وأخرجها زكي طليمات عام 1949، وتبعها بكتابة أوبريتات "عزيزة ويونس، يوم القيامة" اللذان لحنهما الشيخ زكريا أحمد، وتعاون في أغاني مع كوكب الشرق أم كلثوم بتلك الفترة.
وعند اندلاع ثورة 1952 تحمس لها بيرم التونسي وكتب لها الكثير من الأغاني، وفي عام 1954 منح الجنسية المصرية وعين في المجلس الأعلى للفنون والآداب وظل يكتب الشعر وزادت إنتاجيته بتلك الفترة وحاز على جائزة الدولة التقديرية في عام 1960.
في أيامه الأخيرة اشتد عليه المرض ورحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 5 يناير من عام 1961 عن عمر ناهز 67 عامًا، تاركا إبداعات في الشعر العربي ومدرسة شعر العامية التي أضاف لها الكثير ممن لم يسبقه إليها أحد.