أم كلثوم.. الرحلة بدأت بـ"قرش" زيادة للتعليم فوصلت "الست" لقمة المجد

أم كلثوم.. الرحلة بدأت بـ"قرش" زيادة للتعليم فوصلت "الست" لقمة المجد
- أم كلثوم
- تحت الصفر
- كوكب الشرق ام كلثوم
- ذكرى ميلادها
- أغانى ام كلثوم
- أم كلثوم
- تحت الصفر
- كوكب الشرق ام كلثوم
- ذكرى ميلادها
- أغانى ام كلثوم
تعد كوكب الشرق أم كلثوم من أشهر الشخصيات في مصر والعالم العربي بل وفى العالم كله، ورغم أن جمهورها ارتبط بها وبأغانيها، إلا أن ما يعرفه عنها يعد قليل جداً، لكونها أقامت سوراً حول حياتها الشخصية لتحتفظ بها لنفسها.
فأم كلثوم بدأت حياتها من "تحت الصفر" لكنها وصلت لقمة ما يمكن أن يصل إليه أحد، وما بين القاع والقمة واجهت متاعب كثيرة منها الفقر والجوع والحرمان والشقاء واليأس والعذاب والفشل ثم النجاح، فنجحت في مواقف كثيرة وفشلت في القليل لكنها فشلت في أن تكون امرأة عادية، بحسب ما نشره كتاب "أم كلثوم التي لايعرفها أحد" الصادر عن أخبار اليوم.
عندما كانت أم كلثوم طفلة تطلعت إلى الذهاب إلى الُكتاب مع شقيقها خالد، وهو ما شكل عبء على الأسرة نظراً للنفقات التي سيتحملوها، كما أن ظروف والدها الشيخ إبراهيم الذي كان إمام مسجد لم تكن تسمح بتعليم اثنين من أبنائه ومع إصرار أم كلثوم ورغبتها في التعليم، ألحت والدتها على أبيها لكي يتصرف في "قرش" زيادة أسبوعياً حتى تتعلم الطفلة الصغيرة في الكتاب، وبالفعل تمكن الوالد من ذلك بعد أن تعب من إلحاح ابنته وضعف أمام دموعها، فأصبحت أم كلثوم مثلها مثل شقيقها خالد.
أصبحت أم كلثوم تلميذة تتبع دروس الشيخ عبد العزيز في الكتاب القريب من منزلها، لكنها مع مرور الوقت كرهت التعليم والشيخ عبد العزيز معاً، خاصة بعد أن جارت عليها زميلتها عزيزة فقررت أن تنتقم منها، تقول أم كلثوم بحسب الكتاب: "ذهبت قبل موعد دخول التلاميذ إلى الكتاب وفتحت درج عزيزة وكسرت اللوح التي تكتب عليه، وفجأة دخل مفتش وزارة المعارف فقفزت من مقعدي وضربت له سلام".
وبالطبع سألها المفتش عن الشيخ عبد العزير فأخبرته أنه لم يحضر بعد، وعندما حضر الشيخ عبد العزيز بعد فترة من انتظار المفتش الذي استاء من تأخره، فقال له المفتش: "ماشاء الله البنت الصغيرة تحضر في الميعاد وحضرتك تتأخر نص ساعة"، فضاق الشيخ عبد العزيز بهذا اللوم وأخذ يطهضدها فكان يسأل أسلته للطلاب ثم يتجه نحوها ويقول لها: "قومي جاوبي يا بنت يا فالحة" ساخراً منها، فكان زملائها يغرقون في الضحك كلما سمعوا هذه العبارة.
ضاقت الدنيا في وجهها وكرهت الذهاب للكتاب حتى لا تقع في قبضة الشيخ عبد العزيز وأسئلته، وعندما توفى ظنت أن السماء فتحت لها الأبواب فلم تصدق وتصورت أنها تحلم، وحتى عندما رأت دموع زوجته وابنته، وسارت وراء جنازته حتى المدافن وانتظرت أن يدخلوه المقبرة ويواره بالتراب وكتبت: "كنت أتصور أن الشيخ عبد العزيز لايموت، كنت أتصور أنه سيطل برأسه فجأة من القبر ويقول لي قومي جاوبي يا بنت يا فالحة".
وتوهمت أنهم دفنوا التعليم في القبر مع الشيخ وأن عصر الذهاب للكتاب قد انتهى ولن يعود حيث تصورت أنه مخترع فكرة التعليم، لكنها انزعجت مرة أخرى عندما وجدت معلمين وكتاتيب، ولم يكن لديها رفاهية عدم الذهاب للكتاب حيث أصدر والدها أمره بأن تنتقل مع شقيقها خالد إلى كتاب أخر بعيد عن بلدتهم بكيلومترات في عزبة الحوال بالسنبلاوين.
وكانت أم كلثوم تقطع يوميا من 6 إلى 8 كيلو متر من منزلها إلى المكتب بسبب حبها للمغامرات بسبب لعبة "كرسي السلطان" التي كانوا يلعبون بها وهم في طريقهم البعيد للكتاب: "كنت أكثرهم مغامرة وإصرار على أني صاحبة الدور"، فبدأت تحب الكتاب من جديد بسبب حبها لهذه اللعبة خاصة بعد أن وجدت معاملة جديدة من الشيخ إبراهيم وأولاده.