«ميلاد» يعمل فى المسجد.. و«محمد» يشارك فى بناء «الكاتدرائية»

كتب: مروة عبدالله

«ميلاد» يعمل فى المسجد.. و«محمد» يشارك فى بناء «الكاتدرائية»

«ميلاد» يعمل فى المسجد.. و«محمد» يشارك فى بناء «الكاتدرائية»

بملابس بسيطة، ودقات لا تتوقف، يسابق العمال فى مشروعَى «كاتدرائية ميلاد المسيح» ومسجد «الفتاح العليم» بالعاصمة الإدارية الجديدة، عقارب الساعة للانتهاء من الأعمال المقررة ضمن المشروعين فى أسرع وقت، حيث تظهر ملامح الاقتراب من ساعات الحسم، والانتهاء سريعاً من وضع اللمسات النهائية للمشروعين. الكل يعمل فى تخصصه الدقيق، فمنهم من يقوم بلصق الأرضيات، ومنهم من يعلق الزجاج الملون، وآخرون يتجولون فى الأرجاء يرفعون مقاسات السجاد فى ساحات المسجد، والكل يعمل فى دأب، حتى لا تتوقف عجلة العمل عن الدوران.

وعلى أحد جوانب ساحة العمل الداخلية، التقت «الوطن» واحداً من العمال، وهو العم خميس محمد على، الذى يعمل «فنى كهرباء» منذ ٣٣ عاماً، حسب قوله، ووجدناه مستغرقاً فى عمله، حيث يقوم بوضع اللمسات الأخيرة، ويفحص بدقة جودة ما قام به من أعمال كهرباء. وقال «عم خميس»، وهو مستمر فى العمل حتى لا يداهمه الوقت: «أعمل هنا منذ بداية المشروع، يعنى منذ أن كان مجرد صحراء، وخلال عام ونصف شاهدت بعينى هذا الإنجاز الذى أفخر الآن بأننى جزء من تكوينه والعاملين به».

{long_qoute_1}

وعن تفاصيل يومه، قال «عم خميس»: أعمل ١٦ ساعة يومياً، بينها ساعة واحدة فقط للراحة، فلدىّ الطاقة للعمل، وأحب أن أنهى عملى فى أسرع وقت، ولو كان لدىّ الطاقة لبذلت وقتاً أكبر فى شغلى الذى أعتز به كثيراً. من جانبه، يقوم جمال فتحى بتركيب ما تبقى من رتوش للأرضيات، ويرفع المقاسات المناسبة لفرش السجاد الذى يكسو أرجاء المكان، وهو يقول«أنا بشتغل بقالى ٢٦ سنة، ولكن أحسن ٤ سنوات فى حياتى عشتها عندما بدأت العمل فى مشروعات القوات المسلحة، بسبب الخبرة التى اكتسبتها خلال عملى، والتى تضاعفت فى السنوات الأربع الأخيرة، فقد أدركت قيمته وأهميته، وعرفت معنى الإنجاز الحقيقى، وضرورة أن أنتهى قبل الموعد المحدد».

من جهته، يقوم ميلاد يوسف بعمل التشطيبات الخارجية لمسجد «الفتح العليم»،، قائلاً: «أودى عملى هنا بجد واجتهاد، وأجمل ما فى الأمر أن هذه دار عبادة، وبالتأكيد سيكون لى حظ من ثواب كل من يقوم بالصلاة فيها أنا وكل من عمل فى بناء هذا المسجد، فالجامع والكنيسة بيوت الله نحترمها ونتعلم منها الاعتدال والتسامح». وعلى بُعد عدد من الكيلومترات فقط، نجد فى الكنيسة صورة مماثلة، فالكل مشغول بعمله، بل إن البعض يعتذر عن الاستفاضة فى الحديث حتى لا يضيّع جزءاً من وقته الثمين، فلا وقت عند العاملين فى المشروعين للكلام، بل الوقت كله مكرس للعمل فقط.

وقال «عمّ محمد النقاش»، الذى يقترب من العقد السادس من عمره، بلغته البسيطة، وهو ممسك بفرشاته: «عايزين نورّى للعالم كله إحنا ازاى بنبنى مصر اللى بجد، بنبنى بلدنا بحب»، موضحاً أنه يعمل فى مجال الدهانات ويضع اللمسات الخارجية تحت إشراف المهندسين المتخصصين، ومؤكداً أن التعليق الوحيد الذى يسمعه على عمله من كل المشرفين هو «الله ينور يا عمّ محمد».

وأضاف «عم محمد»: «هذا ما يعطينى القوة للاستمرار والعمل بحب، وأبقى جعان وعايز آكل، لكن باستمر فى الشغل عشان أنا متحمس جداً للمشروعات هنا، وبحب شغلى جداً جداً». وأشار «عم محمد» إلى أن «مشروعات العاصمة الإدارية فتحت أبواب رزق لشباب كثيرين كانوا فى أول الأمر رافضين للأعمال البسيطة التى نقوم بها هنا، وبالرغم من بساطة ما نقوم به فإن هذه الأعمال تعكس الموهبة والحرفة والشطارة، وكلها فن وذوق».

موضوعات متعلقة

«الوطن» داخل أكبر بيوت الله فى أفريقيا

مسجد الفتاح العليم: ١٢٠٠ مهندس وعامل يسابقون الزمن للانتهاء من البناء

«الشهاوى»: افتتاح مسجد وكاتدرائية العاصمة الإدارية رسالة للعالم بأن مصر بلد المواطنة


مواضيع متعلقة