بالفيديو والصور| مسجد الفتاح العليم: ١٢٠٠ مهندس وعامل يسابقون الزمن للانتهاء من البناء
بالفيديو والصور| مسجد الفتاح العليم: ١٢٠٠ مهندس وعامل يسابقون الزمن للانتهاء من البناء
- السيسي
- الرئيس عبدالفتاح السيسي
- مسجد الفتاح العليم
- كاتدرائية ميلاد المسيح
- العاصمة الإدارية
- افتتاح مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية المسيح
- السيسي
- الرئيس عبدالفتاح السيسي
- مسجد الفتاح العليم
- كاتدرائية ميلاد المسيح
- العاصمة الإدارية
- افتتاح مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية المسيح
بمجرد دخولك إلى العاصمة الإدارية الجديدة، وعلى طول الطريق المؤدى إلى موقع مسجد «الفتاح العليم»، سيدهشك ما تراه من حركة دؤوبة ومنظمة دون كسل أو تراخٍ أو محاولة لتضييع الوقت. الكل هنا يعمل بجد ويسابق الزمن لإنجاز مهمته، لا فرق بين مسلم ومسيحى، بين عامل ومهندس، فى مشهد يشبه خلية النحل، وكلما اقتربت من المبنى استقبلتك مآذنه الأربع البيضاء وقبته الكبيرة التى تمثل تحفة معمارية، لتكشف عن جمال المسجد شيئاً فشيئاً، حتى تقف أمامه لتتفحص تفاصيله بالكامل.
«الوطن» تحدثت مع العاملين بالمشروع، وقال المهندس جوزيف فريد عطية، المدير التنفيذى بالمشروع، بصفته مسئولاً بشركة «أركاريديون»: أنا سعيد جداً لعملى بالمسجد، وأننى أشارك فى بناء أحد بيوت الله، وهذا يعكس الروح الوطنية، وما تربينا ونشأنا عليه داخل بيوتنا، مضيفاً: «رغم أننا احترمنا مفهوم الوقت وأدرنا المسألة بدقة لإنجاز هذا الصرح الكبير، فإننا لم نغفل أبداً جودة التفاصيل التى تلاحقنا بها المتابعات المستمرة دوماً من القادة، فالمسجد يُعد أكبر مسجد فى أفريقيا». المهندس كريم سالم، المسئول عن متابعة ومراقبة تنفيذ العمل على الأرض، وصف موقع المسجد قبل البدء فى العمل، قائلاً: «كان المكان قبل نحو عامين فقط صحراء يحيطها صخور وتلال من الرمال، ومع إعطاء إشارة العمل الأولى، بدأت آلات الحفر مع سواعد العمال تشكل خريطة جديدة للمكان، وقد كان العمل ولا يزال مستمراً على مدار أكثر من 16 ساعة فى اليوم الواحد، وينقسم إلى ورديات مختلفة».
إذا دخلت أرض المسجد حتما ستجذب عينيك آيات القرآن المكتوبة بشكل بارز على جدرانه، والشهادتان المحفورتان على الأعمدة وأضواء النجف المعلق، بينما تتسلل أشعة الشمس من نوافذ زجاجية اكتست بألوان زاهية لتكمل المشهد الجمالى، بشكل يعكس الجهد المبذول على مدار شهور العمل. آلات تقطيع الرخام والبلاط، وأكوام الرمل، ومواد البناء، التى تنتشر فى كل ركن من أركان المسجد، ومشهد العمل المحموم، تشير جميعها إلى قرب الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة استعداداً لفتح المسجد.
{long_qoute_1}
ووسط الزحام، وبينما تجاوزت عقارب الساعة الثانية عشرة ظهراً، افترش خميس محمد، أحد فنيى الكهرباء، قطعة كرتون على أرض المسجد واتجه ناحية القبلة وصلى الظهر، وبعدها عاد إلى مكانه يستكمل مهام عمله بجد واجتهاد اختلطا بآثار الزمن على وجهه.
وقال الرجل الخمسينى، الذى يعمل فى مهنته منذ 23 عاماً، إنه جاء من محافظة بنى سويف ليشارك فى بناء مستقبل أبنائه وأحفاده، موضحاً أنه كان من بين آلاف عملوا فى مشروع هضبة الجلالة، ومنه جاء إلى أرض العاصمة الجديدة. ووصف العمل فى المشاريع الجديدة التى تنفذها الدولة بأنه ذو إحساس مختلف: «فرحة كبيرة لما الواحد مننا يشوف الصحراء بتتشق بإدينا وتطرح عمار لأجيال جاية فى بلدنا».
ولأن تحقيق الأمان جزء لا يتجزأ من أى مشروع، حرصاً على سلامة العاملين، قال رفعت شعبان، مسئول السلامة والصحة المهنية بموقع العمل فى مسجد «الفتاح العليم»، إن مهمته الأساسية تتمثل فى التأكد من تأمين العمال قبل بدء العمل وقبل الصعود على السقالات، مضيفاً: «من الضرورى التأكد من متابعة التزام العمال بقواعد السلامة المهنية، لعدم تعريضهم للخطر أثناء العمل، ولدينا كل أدوات الإسعافات الأولية بالموقع، لسرعة التدخل وعلاج أى عامل يتعرض للإصابة».
التصميم الخارجى للمسجد لم يغفل حق زائريه من ذوى الاحتياجات الخاصة، حيث صُممت لهم ممرات خاصة، أو ما يُعرف بـ«رامبات»، لتسهيل دخولهم على الكراسى المتحركة، فضلاً عن توفير مصعد داخلى لتسهيل مهمة الصعود إلى الطابق العلوى، وفقاً للمهندس هانى ماهر، الذى أشرف على التصميمات المعمارية للمشروع، مستخدماً الشكل الثمانى الذى يعكس الحضارة الإسلامية.
وأوضح «ماهر»، لـ«الوطن»، أن المسجد يقع على مساحة ١٦ فداناً، ويحاط بسور كبير يمتد إلى ٣ كيلومترات، تتخلله ٥ بوابات للعبور إلى المصلى، وصحن المسجد نفسه له 7 بوابات، 3 رئيسية، واثنتان جانبيتان واثنتان للسيدات، مصممة بشكل مميز، ما يعكس عظمة المعمار المصرى. وتبلغ المساحة الداخلية للمسجد ٦٥٠٠ متر دائرية، وأُنجزت قبته بشكل يخطف الأبصار، بقطر ٣٣ متراً، بخلاف ٤ قباب فرعية تنتشر حول القبة الرئيسية فى تناغم هندسى، بالإضافة إلى ٤ قباب أخرى فى واجهة المدخل الرئيسى، لتكتمل ٩ قباب زاهية تزين المسجد، بينما ترتفع مآذن المسجد شامخة إلى عنان السماء، بارتفاع 95 متراً.
وفى وسط المصلى، وقف على محمد، نجار، ممسكاً بفرشاة وعلبة دهان، منهمكاً فى طلاء الجدار الخشبى الذى يحيط بالمصلى، واصفاً تجربة عمله فى مبنى «الفتاح العليم» بـ«المختلفة» عن عمله فى بقية الأماكن السابقة. خارج مبنى المسجد، وعلى بعد عدة أمتار، تقع المكاتب الخاصة بالمهندسين والإداريين المكلفين بإدارة أعمال المشروع، من بينهم عم عادل، وهو عامل أصم، مهمته تتمثل فى إصلاح أعطال السباكة فى المكاتب أو «الكرافانات»، يتلقى تعليمات مديريه بلغة الإشارة، ويطبقها بسرعة.
العامل الأصم، سبق له العمل فى عدد من المشاريع القومية، ومن أول يوم له فى موقع العمل بمسجد «الفتاح العليم» يتعامل مع زملائه بلغة الإشارة التى حاولوا اكتساب بعض معانيها لتسهيل التواصل معه، ويقول المدير التنفيذى للمشروع: «يستوعب العامل التعليمات بسرعة، ويُظهر تقدماً ملحوظاً فى الأداء يوماً بعد يوم». وعبّر العامل الخمسينى بلغة الإشارة، لـ«الوطن»، عن شعوره البالغ بالسعادة للعمل فى المشروعات القومية، متمنياً الخير لمصر وللأجيال المقبلة.
موضوعات متعلقة
«الشهاوى»: افتتاح مسجد وكاتدرائية العاصمة الإدارية رسالة للعالم بأن مصر بلد المواطنة
«ميلاد» يعمل فى المسجد.. و«محمد» يشارك فى بناء «الكاتدرائية»
«الوطن» داخل أكبر بيوت الله فى أفريقيا