"الإنجيلية" تحتفل بالميلاد.. و"أندرية" يشكر السيسي على تقنين الكنائس

كتب: مصطفى رحومة:

"الإنجيلية" تحتفل بالميلاد.. و"أندرية" يشكر السيسي على تقنين الكنائس

"الإنجيلية" تحتفل بالميلاد.. و"أندرية" يشكر السيسي على تقنين الكنائس

ترأس القس أندرية زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية، الاحتفال الرسمي للطائفة بعيد الميلاد المجيد، ظهر اليوم، بكنيسة قصر الدوبارة بوسط القاهرة، وسط مشاركة كبيرة من الشخصيات العامة والمسئولين والوزراء والسفراء ومندوبين عن رئيس الوزراء وشيخ الأزهر وممثلي الكنائس الأخرى، وحضور كريم الديواني، أمين رئاسة الجمهورية مندوبا عن الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وكان أبرز الحضور الدكتور هشام عرفات وزير النقل، واللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة، والأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة مندوبا عن البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وحضور وفد من القيادات الإنجيلية الأمريكية، يمثلون المجلس الاستشاري للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأعضاء لجنة الحريات الدينية، وكتَّاب مختصين في الشأن الإنجيلي واللاهوتي وقسوس لكنائس إنجيلية أمريكية.

وتضمن برنامج الحفل، الانطلاق بموكب دخول ثم تلاه صلاة افتتاحية للدكتور القس جورج شاكر نائب رئيس الطائفة، وتقديم ترنيمتين جمهوريتين، وكانتاتا، ثم القى القس رفعت فكري رئيس السنودس الإنجيلي كلمة، وأعقبها كلمة للقس سامح موريس راعي الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة، وأخيرًا كلمة شكر الضيوف من رئيس الطائفة القس أندرية زكي، وكلمة أحد الضيوف الأجانب ثم كلمة رئيس الطائفة.

ووجَّه رئيس الطائفة الإنجيلية، في كلمته خلال الاحتفال، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، والدولة المصرية، على قرارِ تقنينِ أوضاعِ 627 كنيسة ومبنى خدمات وبيوت مؤتمرات من إجمالي 5407 لكافة الطوائف، يخص الطائفةَ الإنجيليَّةَ منها 85 كنيسة ومبنى خدمات وبيوت مؤتمرات، من إجمالي 1070 تقدَّمْنَا بهم للجنةِ توفيقِ وتقنينِ أوضاعِ الكنائس، وعلى قراره بتأسيس "اللجنة العليا لمواجهة الأحداث الطائفية"، وعلى إيفاده كريم الديواني، أمين رئاسة الجمهورية لحضور الاحتفال نيابةً عنه.

كما وجه زكي الشكر لكل المسئولين والشخصيات العامة، الذين حضروا الاحتفال، والذين أنابوا عنهم مندوبين، أو الذين أرسلوا برقيات تهنئة بالعيد.

والقى القس أندرية زكي، كلمة العيد والتي حملت عنوان: "الميلادُ ومجتمعُ المتانةِ والمرونةْ"، مشيرا إلى أن ذكرى ميلاد المسيح مناسبة ملهمة فيها جوانب مضيئة لفتح العقول على آفاق جديدة، قائلا: "في هذهِ الأيَّامِ المجيدةِ نجدُ فرصةً جليلةً للتقاربِ وتبادلِ التهاني التي تعبِّرُ عن مشاعرَ صادقةٍ".

وأضاف زكي: "نرَى في أحداثِ الميلادِ نماذجَ مضيئةً لأشخاصٍ انعكستْ في سلوكِهم سماتُ مجتمعِ المتانةِ، وتُلهمُنا ردودُ أفعالِ كلٍّ منهم تجاهَ طفلِ المذودْ؛ فمِنْهُم منِ استطاعَ صناعةَ القرارِ في وقتٍ مناسبٍ رغمَ التحدِّياتِ التي واجهَهَا، مِنْ خلالِ امتلاكِه لأدواتِ المعرفةْ، ومنهُم منِ استوعبَ الجميعْ، ومنهُم منْ آمَنَ بالتكامُلِ، وكلُّ هذهِ سماتٌ رئيسيَّةٌ لمجتمعِ المتانةِ والمرونةِ"

وضرب زكي أمثلة على مجتمع المتانة والمرونة بالسيدة مريم العذراء، ويوسف النجار، والرعاة، والمجوس، مشيرا إلى أن قدومِ المجوسِ معَ الرُّعاةِ في ذكرى الميلاد؛ يعد الاجتماعِ الاول للأغنياءِ والفقراءْ حولَ المسيح، واصفا قرار السيدة العذراء ويوسف العذراء بالمجئ لمصر بالمسيح هربا من هيرودس، بأنه قرار صعب أن يتركوا بلادِهم، بيوتِهم، وكلِّ شيءٍ وراءَ ظهورِهم والذِّهابُ لأرضٍ مصرَ، مشيرا إلى أن هذَا القرارُ تَتَجَلَّى فيهِ أعلى درجاتِ المتانةِ والمرونةِ؛ إذْ تخطَّى يوسفُ حواجزَ خوفِه، مؤمنًا بقدرتِه وقدرةِ مريم على إدارةِ الأزمةْ، وأيضًا كان ليوسف حساسيةٌ روحيةٌ جعلتْه لا ينسَى دعمَ الله حتَّى في أصعبِ المواقفْ.

وتابع زكي: "نرَى في قصَّةِ الميلادِ رسائلَ قويَّةً تحثُّنا على الشَّفافيةِ الرُّوحِيَّةِ والمساءلةِ والإيمانِ بقدرةِ الأفرادِ وتعزيزِها، وبناءِ الثقةِ المتبَادَلَةِ، واستيعابِ الجميعِ، والتكاملِ، وقبولِ واحترامِ الآخرْ، واستخدامِ أدواتِ صناعةِ القرارِ بحكمةٍ، وهذه أهمُّ سماتِ مجتمعِ المتانةِ والمرونةِ، هذا المجتمعُ الصلبُ هو حِصنٌ آمنٌ ضدَّ كلِّ أفكارِ العُنفِ والتطرُّفِ والغُلوِّ، وهوَ مسؤوليَّةٌ روحيَّةٌ ووطنيَّةٌ تقعُ على عاتِقِنَا جميعًا". 

واختتم كلمته بالقول: "علَيْنَا التَّحلِّي بحساسيَّةٍ روحيَّةٍ لخلق نوعًا منَ المتانةِ والمرونةِ تجعلنَا قادرينَ على تخطِّي الأزماتْ، كَمَا تُمَكِّنَا مِنَ التَّعَامُلِ مَع التَّحديَّاتِ الرُّوحيَّةِ الَّتِي نَعيشُ فِيها؛ أيًّا كانَ نَوْعُ السِّقُوطِ فِي الخَطيَّةِ، وتِكْرَارُ الهَزيِمَةِ الرَّوحِيَّةِ سواءُ مرةً أمْ مِئَاتِ المرَّات".

 

وشهدت الكنائس، إجراءات أمنية مشددة، خشية وقوع أي أعمال إرهابية، وأمَّنت قوات الأمن الكنائس، ومشطت الشوارع الجانبية في محيطها، ومنعت دخول السيارات إلى الكنائس أو الوقوف بجوارها، ونشرت كاميرات مراقبة فوق أسوارها، وعززت من الأكمنة الأمنية الثابتة والمتحركة حولها، وركَّبت بوابات إلكترونية على مداخلها، وتم زيادة عدد أفراد الخدمات الأمنية المعينة لتأمين الكنائس، ووجود حرم آمن حول كل كنيسة ونشر الصدادات الحديدية بمحيطها، والتأكد من هوية كل الأشخاص الداخلين للكنائس، ووجود خدمات من الشرطة النسائية، بكل كنيسة، لتفتيش السيدات.

 

 


مواضيع متعلقة