إحسان عبدالقدوس أديب ظلمه النُقاد وأنصفه القُراء.. وحقق الـ«بيست سيلر» قبل الجميع

إحسان عبدالقدوس أديب ظلمه النُقاد وأنصفه القُراء.. وحقق الـ«بيست سيلر» قبل الجميع
- أفلام سينمائية
- إحسان عبدالقدوس
- الدار المصرية اللبنانية
- الدكتور جابر عصفور
- الدول العربية
- الرغبة الجنسية
- الصالون الأدبى
- الطبقة الوسطى
- العلاقات الاجتماعية
- أبطال
- أفلام سينمائية
- إحسان عبدالقدوس
- الدار المصرية اللبنانية
- الدكتور جابر عصفور
- الدول العربية
- الرغبة الجنسية
- الصالون الأدبى
- الطبقة الوسطى
- العلاقات الاجتماعية
- أبطال
أكد عدد من النقاد أن تجربة الروائى والقاص إحسان عبدالقدوس الإبداعية، لم تنل حقها من القراءة النقدية الوافية، فالبعض حصره فى موضوعات الجنس، بينما قرأه البعض الآخر بسطحية، كما أنه لم يحظ برضا من حكمتهم الأيديولوجيا سواء من التيار اليسارى أو اليمينى، ورغم ذلك استطاع كسب قرائه، الذين ارتبطوا بأعماله ورأوا فيها مرآة تعكس صورهم، وتعبر عن أفكارهم وطموحاتهم، فحقق رواجاً كبيراً قبل تدشين ظاهرة الـ«بيست سيلر» فى مصر والدول العربية، وأشار النقاد إلى أن إحسان طرح موضوعات متعددة فى أعماله الإبداعية، ولم يقف عند موضوع الجنس، وأنه كان صاحب فكر ليبرالى على مستويات عدة، وأن أفكاره التقدمية كانت سابقة لعصره، ومن هنا فأعماله تظل مناسبة لهذا الوقت وقابلة للطرح والتأثير فى المستقبل.
وقال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، إنه من أشد المعجبين بأعمال إحسان عبدالقدوس، موضحاً «كنت أجد متعة كبيرة جداً فى قراءته فى شبابى، وأجد المتعة ذاتها عندما أعيد قراءة أعماله وأنا شيخ عجوز، فهو من أجمل وأهم روائيينا، وأنا كتبت عنه فى أكثر من مجال، فهو روائى كبير مظلوم من النقاد، لكنه لم يُظلم من القراء لحسن الحظ، كما أن السينما أيضاً أقبلت عليه، فكان واحداً من أصحاب أكبر أرقام توزيع على مستوى الرواية والقصة العربية، فهو مقروء جداً فى مصر والدول العربية».
{long_qoute_1}
وأضاف عصفور لـ«الوطن» أن إحسان لم يحظ بتقديم قراءة نقدية وافية عنه إلى الآن، لأنه حُصر دائماً فى منطقة الرغبة الجنسية بمعناها السطحى، وهذا حالَ دون تفهمه ودراسته أو قراءته على نحو عميق، وظلت دائماً الكتابة النقدية عنه على مستوى السطح، وليست على مستوى الأعماق، فلم ينظر إليه روائياً وقاصاً عميق الأبعاد والجذور، وأظن أن نوع كتابته هو الذى كان يُغرى بذلك، وأن كتابته من النوع السهل الممتنع، ويبدو للسطحيين أنه بلا أعماق، مع أن هذه السهولة الظاهرية خدّاعة، وكان ينبغى أن تلتفت العين الناقدة إلى ذلك، وربما كانت هذه هى الأسباب فى تجاهل الحركة النقدية لإبداعه.
واستطرد: حتى بعد هذه السنوات لم نجد الاحتفاء النقدى الكافى، ولا معنى للتذرع بأننا نواجه مشكلات أو كلام من هذا النوع، فإحسان يحتاج إلى مزيد من الدراسات العميقة إلى الآن، والمسئولية ليست على النقاد الشباب، لكن على النقاد الذين عاصروه، واستخفوا به.
وعن رؤيته لأدب إحسان أكد «عصفور»: أنه بالتأكيد لم تكن وجهة نظر النقاد صائبة بالمرة، فهو روائى عنده عالم خصب، ولم يكن موضوعه الجنس فقط، لكن السياسة أخذت حظها من أعماله، وكذلك الشخصيات بتراكيبها المتعددة، فهو كاتب يستحق القراءة، حتى إننا عندما نريد تقديم نموذج للكتابة العربية المعاصرة للأجانب لا نجد من هو أفضل من إحسان نقدمه لهم كنموذج لهذه الكتابة، لأن لغته العربية سلسة سهلة جداً وموضوعات أعماله متنوعة، كما أن رواياته كانت أكثر تقدماً من المجتمع، وآراءه التحررية لم يتم تقبلها بسهولة وحتى الآن، بالإضافة إلى أنه على المستوى السياسى كان ليبرالياً أصيلاً، وذلك جعله يصطدم بأنظمة الحكم، منذ عهود الملكية وما بعد الثورة.
{long_qoute_2}
ودعا عصفور إلى إعادة طبع أعماله، ليتم تقديمها للقارئ بشكل يليق بمكانتها، ويدفع الناس الذين لم يقرأوا له إلى قراءته، فهو ما زال من أكثر الناس مقروئية إلى الآن برغم الكارثة التى ارتكبها الناشر الإخوانى سعيد السحار، بحذف الجمل والألفاظ التى لم يكن مقتنعاً بها، وهذه كانت جريمة كونها اعتداء على الرواية، فانسحبت الروايات من عنده إلى الدار المصرية اللبنانية، التى تحرص على طباعة الأعمال دون حذف، فقد قرأت الطبعات الجديدة وقارنتها بالطبعات الأولى، ووجدت أنها طبق الأصل.
واعتبر الدكتور صلاح فضل، أستاذ النقد، أن إحسان عبدالقدوس من أبرز المبدعين التنويريين، لأنه تولى فى أعماله الإبداعية، منذ بدايتها حتى نهايتها، الدفاع عن حرية المرأة، وحرية الوطن، ومنظومة القيم التقدمية التى تدفع المجتمع إلى تحقيق الرقى الحضارى فى العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية.
وأضاف «فضل» لـ«الوطن» أنه عندما ضم صوت المرأة إلى واحدة من أبرز رواياته الأولى «أنا حرة»، لم يكن يلجأ إلى مجرد حيلة فنية فى السرد، وإنما كان يتمثل تاريخ المرأة المصرية وتجربتها الأليمة، فى مواجهة المجتمع البطركى القاهر، ويعلن أنها عن طريق التعليم والوعى والقراءة والنضج سوف تواجه هذا المجتمع وسوف تنتصر عليه، دون أن تتنازل عن أنوثتها وحقها فى الحب وتشكيل الأسرة.
واستطرد «فضل»: أعرف أن تجربة أمه الرائدة فاطمة (روزاليوسف) الصحفية الشجاعة، صاحبة الصالون الأدبى، الذى كان يضم كبار المثقفين المصريين فى حينها، والنجمة المسرحية، كانت مؤثرة، متابعاً «فتجربته معها وكيف عانت من ظلم جده لأبيه القاضى الشرعى، الذى حرمها من رؤيته فى طفولته، وكيف كانت تتحمل الذل والهوان، وتتردد إلى البيت الذى يقيم فيه من سلم الخدم، وتستعطف العاملين فيه حتى ترى ابنها، كل ذلك أثر تأثيراً عميقاً فى نفسية إحسان، فوهب قلمه للدفاع عن حق المرأة فى تقرير مصيرها ومساواتها بالرجل».
{long_qoute_3}
وعن أهم سمات أعمال إحسان الأدبية، أشار «فضل» إلى أنه استطاع أن يلمس الوتر الحساس فى المجتمع المصرى، عن طريق تعمقه فى القضايا النفسية وتحليله لكثير من العقد والمشكلات الشخصية، التى تحكم سلوك الرجال والنساء وتهيمن على حياتهم، فعلى الرغم من أن دراسة إحسان كانت القانون ومهنته هى الصحافة، غير أنه تميز بخاصية جوهرية، كانت فارقة بالنسبة له وأعطته نبرته وميزته الخاصة، وهى أنه كان يلجأ إلى استدراج بطلاته وأبطاله من الشباب للاعتراف له، وحكاية مشكلاتهم والتعبير عن عواطفهم والفضفضة بخواطرهم وهواجسهم بشكل مستفيض، ثم لا يلبث أن يستخدم كل ذلك فى صناعة نماذجه الإبداعية ورواياته الشيقة»، وأشار «فضل» إلى أن هذه الميزة كانت تجعله أقرب إلى تمثيل الواقع منه إلى إطلاق العنان لخياله، وعرض أدق التفاصيل، بشكل أكبر مما كان يتاح عادة للروائيين، الذين يغلقون على أنفسهم مكاتبهم، ويصنعون عوالم تخيلية، لا تعتمد سوى على تجاربهم الشخصية، فكان إحسان يوشك أن يمثل صوت المجتمع، أو لنقل صوت الطبقة الوسطى المتعلمة والطموحة فى المجتمع أو لنقل على وجه التحديد صوت الشباب من بنات وأبناء المجتمع الذين يطمحون إلى ممارسة حياتهم وحريتهم بأكبر قدر من الانطلاق، وبروح عصرية، ووجد هذا صدى كبيراً لدى قرائه، فكان أكثر كتاب جيله انتشاراً ومقروئية، ووجد صدى عظيماً أيضاً لدى صناع السينما فكان من أكثر الكُتاب الذين تحولت أعمالهم الروائية إلى أفلام سينمائية، وتخطى تأثيره حدود وطنه، ليكون القاصد العربى الذى يمثل الوجه المستضىء المستنير لحركة تحرير المرأة.
وقال فضل إن هناك شقاً آخر لا ينبغى أن نغفله فى أعمال إحسان، وهو الجانب السياسى، كونه شخصية سياسية حتى النخاع، موضحاً أنه قابل عبدالقدوس ذات مرة فى السبعينات، وعاب عليه أنه أسهم فى صناعة ديكتاتورية عبدالناصر، وتعزيز ديكتاتورية السادات، حيث كان رئيس تحرير الأهرام فى ذلك الحين، فحكى له قصته الكاملة مع الزعيم عبدالناصر، وكيف أدخله السجن الحربى، وكيف تباعد إحسان عنه بعد ذلك، بشكل شديد، ثم حكى له قصته مع السادات وكيف كانت مقالاته فى مجلة أكتوبر الحوارية تؤرق السادات لما فيها من نقد سياسى، وأضاف أن إحسان عبدالقدوس لم يُدرس حتى الآن من الوجهة السياسية لأن رواياته أيضاً كثير منها ذات طابع سياسى وبعضها وطنى مثل (فى بيتنا رجل)، وبعضها يصب فى السياسة بطريقة غير مباشرة، موضحاً: أحسب أن إتقانه لفن الرواية، واستخدامه لكثير من التقنيات السردية، كان عاملاً أساسياً لنجاحه من الوجهة الجمالية إلى جانب نجاحاته الفكرية.
وعن عدم وجود قراءة نقدية متكاملة لأعماله الأدبية، قال فضل: كان إحسان يتربص بالنقاد، ويخشى مؤاخذاتهم، وقال لى مرة إن النقاد لم يستطيعوا الحكم عليه لأن له عدداً كبيراً من الروايات، وليس بوسع ناقد أن يقرأها ويحللها جميعاً، وعندما أجبته بأن الناقد مثل الطبيب يكتفى بعينة من الدم لكى يحلل الجسم كله، صرخ فىّ قائلاً: هل تحول النقاد إلى مصاصى دماء؟! لكنه بالفعل لم يأخذ حقه النقدى، وذلك لأن التيار اليسارى فى النقد المصرى لم يكن راضياً عنه، لأن إحسان ليس يسارياً، والنقاد يتحمسون لليساريين فقط، والتيار اليمينى كان يراه خارجاً على الأخلاق المُحافظة، فلم يرض عنه لا اليسار ولا اليمين، لكن رضى عنه قراؤه، وهذا أعظم مكسب.
وأكد الدكتور حسين حمودة، الناقد الأدبى، أن تجربة إحسان عبدالقدوس الروائية والقصصية تجربة غنية ومهمة جداً، على الرغم من أن كثيرين من النقاد، وكثيرين من الأكاديميين، لم يأخذوا هذه التجربة بما يليق بها وبما تستحق من اهتمام، ربما لأنهم رأوا فيها قدراً من البساطة، وربما بعضهم رأى أن هذه البساطة تصل إلى قدر من التبسيط، وبالتالى كانت هذه الأعمال خارج مجال اهتماماتهم، وأتصور أنهم فى هذا قد ظلموا تجربة إحسان عبدالقدوس ظلماً كبيراً.
وأضاف «حمودة» لـ«الوطن» أن أعمال إحسان عبدالقدوس القصصية والروائية مكتوبة بطريقة خاصة به وحده، وأتصور أنه خلال هذه الطريقة استطاع أن يكتسب لقراء الرواية والقصة أعداداً كبيرة جداً، وربما أسهم فى صياغة مبكرة لما سمى بعد رحيله بظاهرة (البيست سيلر) أو الكتابة الرائجة، وتابع: نُقلت أعمال كثيرة لإحسان إلى السينما ولقيت نجاحاً كبيراً، وربما هذا أغراه فى بعض كتاباته بأن يهتم بكتابة أعمال تصلح لتحويلها إلى أفلام سينمائية، ولكن على كل حال استطاع إحسان فى كتاباته كلها أن يهتم بقضايا كانت مُلحة فى وقته وأن ينطلق من متغيرات كثيرة طرأت على بلده وعلى العالم كله، وبذلك كانت أعماله مفتوحة على مشاغل حية ومتجددة فى الوقت نفسه، وأتصور أن جزءاً كبيراً من أسباب رواج أعمال إحسان يرجع إلى الطريقة السهلة السلسة التى كتب بها أعماله، وربما أفاد من هذه الوجهة فى خبرته الطويلة بالكتابة الصحفية»، واستطرد «حمودة»: أتصور أن أعمال إحسان التى قُرئت على نطاق واسع خلال سنوات حياته، لا تزال وسوف تظل أعمالاً مقروءة حتى فى المستقبل، ولعل هذا يرجع إلى انشغال إحسان فى كتاباته بالقدرة التوصيلية التى تربط ربطاً حميماً بين أعماله ومن يقرأون هذه الأعمال، بالإضافة إلى بعض القيم التى دافع عنها، والتى تستحق أن يتم الدفاع عنها فى غير زمن وفى غير مكان، وكذلك هناك الأسلوب الجميل البسيط الذى كتب به أعماله والذى يظل أسلوباً مشوقاً ودافعاً على قراءة أعمال إحسان عبدالقدوس».
- أفلام سينمائية
- إحسان عبدالقدوس
- الدار المصرية اللبنانية
- الدكتور جابر عصفور
- الدول العربية
- الرغبة الجنسية
- الصالون الأدبى
- الطبقة الوسطى
- العلاقات الاجتماعية
- أبطال
- أفلام سينمائية
- إحسان عبدالقدوس
- الدار المصرية اللبنانية
- الدكتور جابر عصفور
- الدول العربية
- الرغبة الجنسية
- الصالون الأدبى
- الطبقة الوسطى
- العلاقات الاجتماعية
- أبطال