الدبلوماسيون.. كخط دفاع عن الوطن
- أكاديمية ناصر العسكرية
- إبراهيم الشيخ
- الأحداث الطائفية
- الدفاع الوطنى
- الدكتور إبراهيم
- الطلقات النارية
- العناية الإلهية
- الفريق أحمد شفيق
- أبحاث
- أبطال
- أكاديمية ناصر العسكرية
- إبراهيم الشيخ
- الأحداث الطائفية
- الدفاع الوطنى
- الدكتور إبراهيم
- الطلقات النارية
- العناية الإلهية
- الفريق أحمد شفيق
- أبحاث
- أبطال
عبارة أتذكرها جيداً منذ سمعتها منذ أكثر من ربع قرن من الزمان، كان هذا تحديداً فى شهر يناير من العام 1989، فى حفل تخريج الدفعة 17 من كلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر العسكرية، تلك الدفعة الأكثر شهرة فى تاريخ الأكاديمية لسببين: السبب الأول أن دارسيها كانوا غير متفرغين للدراسة كما هو متبع، فكانوا يذهبون إلى أعمالهم لتأديتها كالمعتاد، ثم يحضرون إلى الأكاديمية فى المساء لحضور المحاضرات والندوات، بالإضافة إلى إعداد الأبحاث الجماعية والفردية. كان كل دارس يعانى من الإرهاق الشديد ما بين العمل والدراسة والأبحاث. كنّا فى غاية التعب والإجهاد، وأيضاً فى منتهى العزيمة والإصرار.
أما السبب الثانى لشهرة تلك الدفعة رقم 17 فى تاريخ كلية الدفاع الوطنى، فهو لأنها ضمت شخصيات متميزة من المؤسسة العسكرية ومن وزارة الخارجية.. خمسون دارساً أذكر منهم من العسكريين الفريق أحمد شفيق، واللواء ماهر حسنى، واللواء عبداللطيف مبروك واللواء بحرى سعيد عبدالخالق وغيرهم ممن لا تسعفنى الذاكرة الآن بأسمائهم. ومن وزارة الخارجية أذكر على سبيل المثال لا الحصر.. السفير الدكتور إبراهيم الشيخ، والسفير عاصم مجاهد، والسفير مصطفى الديوانى، والسفير محمد العشماوى، والسفير فؤاد سليم والسفيرة هالة إسماعيل، والسفيرة منى خشبة، وشخصى المتواضع لله السفيرة عواطف شلبى.
عاماً كاملاً قضيناه معاً إخوة متعاونين فى عمل الأبحاث الجماعية، وأيضاً الأبحاث الفردية التى أهّلتنا للحصول على درجة زمالة كلية الدفاع الوطنى. وعندما وقفت أمام المشير أبوغزالة، وهو يسلمنى شهادة الحصول على درجة الزمالة، قلت له وهو يصافحنى: «أنا تشرفت جداً بزمالة الأبطال اللى بيدافعوا عن أرضنا وكرامتنا»، فرد علىّ سيادته بتواضع جمّ: «الدبلوماسيون هم خط الدفاع الأول».
كان المشير عبدالحليم أبوغزالة صادقاً عندما قال إن الدبلوماسيين هم خط الدفاع الأول.. فكم من الدبلوماسيين استشهدوا، وهم يؤدون عملهم.. أذكر منهم السفير كمال صلاح الدين والسفير إيهاب الشريف والدبلوماسى نمير خليل والسفيرة نادية يونس وغيرهم. وآخرون أخذوا رهائن فى عمليات إرهابية.. فما وهنوا ولا استسلموا.. ولكنهم ضربوا أروع الأمثلة فى الشجاعة وحفظ كرامة الوطن الغالى.. أتذكر منهم المرحوم السفير الشافعى مكى الذى ظل رهينة لمدة أسبوع كامل فى سفارة الدومينيكان فى مدريد، والسفير سامى توفيق فى سفارة اليابان فى ليما، والسفير نبيه الديروطى فى ليبيا، والسفيرة سلّامة شاكر التى أنقذتها العناية الإلهية من عمل إرهابى ضد سفارتنا فى أنقرة.
ولن أتطرق إلى الأحداث الدامية التى يتعرض لها الدبلوماسيون كل يوم.. والمواقف الصعبة التى تواجههم جميعاً فى عالم مضطرب يعيش وسط جنون طائفى إرهابى يوجه أول ما يوجه إلى الدبلوماسيين الذين يعيشون بعيداً عن بلادهم مغتربين عن أوطانهم، محرومين من دفء أهلهم وذويهم. ولن أتطرق إلى الحديث عما وقع لى عندما سافرت إلى سريلانكا فى منتصف عام 1989 فى قمة الأحداث الطائفية الإرهابية هناك، كنت بالنهار أسير وسط الدماء وجثامين القتلى، وأقضى الليل لا تسمع أذناى إلا أصوات المدافع والطلقات النارية وانفجار القنابل.
لقد عانى الدبلوماسيون قروناً طويلة، ويذكر لنا التاريخ أن المبعوثين الذين كان الحكام فى الماضى يبعثونهم برسائلهم إلى الخصوم.. كانوا هم دائماً أول من يتعرضون لأن تطير رؤوسهم بسيوف الخصوم إذا لم تصادف الرسائل التى يحملونها رضاءهم. هؤلاء هم الدبلوماسيون الذين يحملون رؤوسهم على أكفهم.
حقاً.. إن الدبلوماسيين هم خط الدفاع الأول عن الوطن.. هم الصامدون المبتسمون.. هم جزء من النسيج الوطنى الرائع لبلادنا.