"أحمد" يتاجر في "قش الأرز": "الناس بتحرقه وأنا ببيعه"

"أحمد" يتاجر في "قش الأرز": "الناس بتحرقه وأنا ببيعه"
شكاوى متجددة على مدار كل عام، من السحابة السوداء، المصاحبة لحريق قش الأرز، ومحاضر وتهديد بالغرامات المالية والحبس للمخالفين، للذين يقومون بحرق القش، أمر قرر أحمد ماهر الاستثمار فيه، واعتبره مشروعه الأول بعدما أنهى دراسته وفترة تجنيده، من خلال تأجير عدد من الماكينات الخاصة بجمع القش ثم كبسه ومن ثم بيعه وتوزيعه على عدد من المحافظات.
كثيرا ما استمع الشاب إلى حديث أهله وجيرانه بإحدى قرى مركز سمنود بالغربية، وكان قد قرأ عبر مواقع الإنترنت من قبل عن بعض فوائد القش، وبكثير من البحث والإطلاع قرر أن يكون ذلك مشروعه، بجمع القش من المزارعين، ودفع مبالغ لهم مقابل ذلك القش، ثم بيعه لكثير من المشتريين، الذين يعرفهم ويعرفوه: «أنا خلصت دبلوم صنايع، ويدوب خلصت جيش، وطلعت قولت هبدأ الفكرة بتاعتي».
يحكى "أحمد"، صاحب الـ23 عاما، ويقم بتأجير بعض المعدات بـ300 جنيه يوميا، ويجمع بها أطنان من القش من خلال مزراعين عدة سبق واتفق معهم حول شراء القش منهم بـ200 جنيه للفدان، ثم يدخل بأحد المعدات لجمع القش من الأرض، ثم يوضع بمكبس ويتم ضغطه، ثم بعد ذلك يتم تحميله على عربات ومن ثم توزيعه، مقابل أسعار مختلفة.
وتابع: «من 700 جنيه للطن لحد 1000 في بعض الأوقات، ولما موسمه بيخلص ومبيبقاش في كتير منه بيزيد تاني»، يجمع الشاب القش قدر المستطاع في تلك الفترة، ويبيعه سريعا كذلك، ويشتريه منه بعض المصدرين للفاكهة والخضروات، الذين يضعونه بين الأقفاص وبين ثمرات الفاكهة، كما يبيعه لبعض السكان الذين يضعونه فوق أسطح منازلهم ليحميها، ويبيعه كذلك لمصنعي سروج الخيول والحمير كما يتم طحنه ويدخل فى العلف كذلك.
وقال: «ليه زبونه يعني، ومببطلش شغل طول فترة الرز دي، ولما حد بيكملني من محافظة بعيدة بشحنله الكمية اللي عايزها وبحاسبه على تمن الشحن»، قالها موضحا أن قريته تكاد تخلو من حريق قش الأرز بعدما اشترى كميات كبيرة منه، وكان هو الوحيد بين أخوته الذين يعملون خارج مصر، والذي اختار هذا الطريق: «قلت مش هسافر برة مصر وأديني شغال في القش وزي الفل».