«عام التعليم».. هل تواكب مصر تكنولوجيا العالم المتقدم؟

«عام التعليم».. هل تواكب مصر تكنولوجيا العالم المتقدم؟
- تطوير التعليم
- عام التعليم
- التعليم الإلكتروني
- الروبوت
- تطوير التعليم
- عام التعليم
- التعليم الإلكتروني
- الروبوت
أصبح هناك اتجاه صارم من القيادة السياسية بمصر لاستبدال المناهج التقليدية التى تعتمد على التلقين بأخرى تقوم على تحفيز التفكير والإبداع، لذلك أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى أن عام 2019 هو عام التعليم، مما يؤكد الاهتمام المتنامى من الدولة بهذا الملف الاستراتيجى والعمل على الارتقاء والنهوض به لمستوى أفضل.
وفى الوقت الذى تسعى فيه مصر لتطوير منظومة التعليم، يسيطر الذكاء الاصطناعى والنظم الذكية للإنتاج على ملفى التعليم والإنتاج فى العالم، ويأتى ذلك بالتزامن مع الثورة التكنولوجية الحالية التى قد يرى البعض أنها من الممكن أن تهمش دور العنصر البشرى.
لذلك أصبح البشر مطالبين بامتلاك مهارات مبتكرة تضمن لهم الوجود إلى جوار الآلة المتقدمة والروبوت ذاتى التعلم، خاصة أن هناك بعض التقارير الدولية التى أشارت إلى أن أكثر من 40% من المسميات الوظيفية الحالية ستختفى خلال العقدين المقبلين، وتحل محلها مسميات وظيفية تتعلق بمجالات جديدة يتصدرها الذكاء الاصطناعى والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهذا لا بد أن يتزامن معه إعادة النظر فى استراتيجية التعليم بشكل عام.
{long_qoute_1}
وفى هذا الصدد، قال الدكتور ماجد نجم رئيس جامعة حلوان، إن قرار إعلان 2019 «عام التعليم» يكون بمثابة دفعة قوية لتحقيق نقلة نوعية للتعليم، الذى يعانى من ضعف فى الإنفاق، وفى الجودة، وكفاءة الخريجين بسوق العمل.
وأضاف أن الجامعات بدأت تفعيل نظام الامتحان الإلكترونى فى الكليات، موضحاً أن هناك تكليفاً رئاسياً بضرورة عمل امتحان إلكترونى موحد وتعميمه على كل الجامعات بداية من العام المقبل، ونحن الآن نقوم بتجهيز وتطوير البنية التحتية للجامعة لتطبيق هذا النظام.
وأشار الدكتور نظمى عبدالحميد، نائب رئيس جامعة عين شمس، إلى أن الجامعات المصرية تتحسن بشكل ملحوظ والدليل على ذلك حصول كلياتها على مراكز متقدمة فى تصنيف شنغهاى ضمن أفضل 500 جامعة للعام 2018، مؤكداً أن التقييم الدولى لتعليمنا سوف يتغير للأفضل الفترة المقبلة خاصة مع إدخال حوافز العلوم والتكنولوجيا فى البحث العلمى. وأضاف أن جامعة عين شمس حريصة على استخدام التكنولوجيا وبقوة فى العملية التعليمية، وحالياً يتم إدخال بيانات لحوالى 170 ألف رسالة علمية على الموقع الإلكترونى للجامعة، متابعاً: «لدينا نحو 38 برنامجاً مميزاً داخل جامعة عين شمس موزعة على نحو 12 كلية لتحسين مستوى التعليم لحاملى شهادات البكالوريوس والليسانس»، موضحاً أن الذكاء الاصطناعى سيقفز سريعاً خلال الفترة المقبلة وسوف يكون له مردود فى عام 2019.
{long_qoute_2}
وقالت ماجدة نصر عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب، إن مشروع تطوير منظومة التعليم يسير بشكل جيد بالرغم من وجود بعض العوائق والمشكلات إلا أننا نعمل على القضاء على هذه التحديات، مشيدة بجهود الدولة، التى تقوم على محورين، هما: تغيير المناهج لتكون مبنية على الفكر والإبداع، وتدريب ورفع كفاءة المعلمين لتتواكب مع النظام الجديد.
وبررت «نصر» توقف استيراد الروبوت وما يتعلق بالذكاء الاصطناعى برغبة الدولة فى التوجه نحو إنتاجه بدلاً من استيراده، أو قد يكون رغبة فى تغيير ثقافة الأفراد وتدريبهم على استخدامه بشكل صحيح حتى لا نسىء استخدامه فى المستقبل.
وتسعى الدولة خلال الفترة الماضية إلى تطوير التعليم الفنى، حيث أعلن الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، أن الوزارة ستطلق نظاماً جديداً للتعليم الفنى خلال عام 2019، وأن المستهدف هو استيعاب 70% من طلاب الشهادة الإعدادية بالتعليم الفنى.
وتتضمن استراتيجية تطوير التعليم الفنى إنشاء وتحويل عدد من المدارس الفنية إلى «مدارس للتكنولوجيا التطبيقية» لتشكل نحو 10-20% من مدارس التعليم الفنى، خلال السنوات الثلاث الأولى من البرنامج، بالإضافة إلى حصول جميع مدارس التعليم الفنى على شهادة الجودة والاعتماد المؤسسى من قبل الهيئة القومية لجودة التعليم والاعتماد.
كما تعد الجامعات التكنولوجية هى الحل الأمثل لمواكبة الثورة التكنولوجية فى التعليم الفنى، والتى تعمل على دمج الدراسة التطبيقية والنظرية، فهى تشمل تخصصات تكنولوجية فى مجالات أكثر ارتباطاً بسوق العمل، مثل التشييد والصيانة، العلوم الصحية والتطبيقية، الفندقية والخدمات السياحية، الصناعات الإلكترونية، التصميم الهندسى، كما تعتبر متطلباً رئيسياً لتعزيز تنافسية الدول، خاصة فى ظل الثورة الصناعية الرابعة.
ويناقش مجلس النواب حالياً مشروع قانون إنشاء الجامعات التكنولوجية تمهيداً لإصداره، الذى ينص على إنشاء 8 جامعات على مستوى محافظات مصر، ومن المقرر إنشاء 3 جامعات خلال الفترة الحالية موزعة بين منطقة القاهرة الجديدة، ومدينة قويسنا بالمنوفية، ومحافظة بنى سويف.
وفى هذا الصدد، أكد الدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفنى، أن العام المقبل سيشهد إطلاق نظام «التعليم الفنى 2.0»، موضحاً أن الجامعة التكنولوجية فى التعليم الفنى تهدف إلى مساعدة الطلاب المتفوقين على تنمية مهاراتهم فى التخصصات التكنولوجية الدقيقة وصيانة الأجهزة، وهو ما قد تفتقده كليات الهندسة فى كثير من الجامعات.
وأشاد «مجاهد» بدعم الدولة للعملية التعليمية ولاسيما التعليم الفنى، حيث نظم صندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء احتفالية فى أكتوبر الماضى بمجمع التعليم التكنولوجى المتكامل بالفيوم لتخريج ثانى دفعة له، مضيفاً أن هناك تعاوناً بين الجانب المصرى والإيطالى للاستفادة من خريجى المجمعات للعمل ببعض الدول الأوروبية على رأسها إيطاليا.
{long_qoute_3}
وقال المهندس حسن مشعل، رئيس الإدارة المركزية للتعليم الفنى بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، إن الإدارة المركزية قامت بتفعيل نظام «التعليم بالجدارات» بالتعاون مع منظمة «اليونيسكو» بهدف الوصول بمنظومة التعليم الفنى لمستوى العالمية. وأضاف أنه تم إنشاء المدرسة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا الطاقة النووية بالضبعة وهى الأولى من نوعها فى الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن وزارة التربية والتعليم قامت بتحمّل جميع تكاليف إقامة الطلاب خلال فترة الدراسة وتم عقد امتحان أولى لقياس مهارات التفكير لدى الطلاب.
وأوضح أنه تم إنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية «المعتمدة دولياً» وذلك بالتعاون مع رجال الصناعة ومنهم «العربى» و«السويدى»، وجهات دولية كبرى ومنها «سيمنز الألمانية» من أجل بناء قدرات ومهارات الطلاب المبتكرين فى التعليم الفنى الذين يمكن من خلالهم تدعيم الصناعة المحلية.
وطالب «مشعل» بإنشاء موقع إلكترونى لرجال الأعمال يتم من خلاله تحديد احتياجاتهم ومواصفاتهم من العمالة الفنية، والتى ستساعد على وضع المناهج بمواصفات فنية، وإمداد المدارس بالآلات والمعدات التى تتناسب مع أعمالهم.
وأكد أن تطوير عملية التعليم قد أتت بثمارها والدليل هو «مشروع رأس المال الدائم» الذى يقوم على التعليم والإنتاج، محققاً أرباحاً فى العام الماضى بلغت 262 مليون جنيه، ومن المتوقع أن يحقق هذا العام 300 مليون جنيه.