3 دول "تتفق" على تقاسم السيطرة في سوريا بعد الانسحاب الأمريكي

3 دول "تتفق" على تقاسم السيطرة في سوريا بعد الانسحاب الأمريكي
بعد مرور أقل من 10 أيام، على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب قوات بلاده من سوريا، بشكل مفاجئ، موضحًا أن بلاده هزمت "داعش" الإرهابي "السبب الوحيد في بقاء القوات الأمريكية هناك"، واتفقت موسكو وأنقرة على تنسيق العمليات البريّة في سوريا.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن موسكو وأنقرة اتفقتا، اليوم، على تنسيق العمليات البريّة في سوريا، مضيفا، "تم التوصل إلى تفاهم بشأن الكيفية التي سيواصل من خلالها الممثلون العسكريون لروسيا وتركيا تنسيق خطواتهم على الأرض في ظل ظروف جديدة وفي إطار رؤية تتمثل باجتثاث التهديدات الإرهابية في سوريا"، وفقا لما ذكرته وكالة الأناضول الإخبارية التركية.
فيما قال مولود شاووش أوغلو، وزير الخارجية التركي، إن أنقرة وموسكو لهما موقف موحد يهدف إلى تطهير سوريا من "جميع التنظيمات الإرهابية"، وأن بلاده ستواصل "التعاون الوثيق" مع روسيا وإيران بشأن سوريا والقضايا الإقليمية.
وأعلن الجيش السوري، دخول قواته إلى منطقة منبج التي تسعى تركيا لانتزاعها من سيطرة الأكراد، إلا أن التحالف الدولي أكد أنه لا توجد أي تغييرات في التواجد العسكري في تلك المنطقة.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد قال إن واشنطن ستسحب ألفي جندي تقريبا في سوريا في تغيير لإحدى ركائز السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، الأمر الذي أثار قلق حلفاء الولايات المتحدة، وفقا لـ"سكاي نيوز".
وكان ينتشر نحو ألفي عسكري من القوات الأمريكية في هذا البلد، وتعد خطة الانسحاب تحولا مفاجئا للاستراتيجية الأمريكية، خاصة بعدما عدل ترامب عن رغبته التي كررها مرارا في وقت مبكر من هذا العام، وقرر الإبقاء على نحو ألفي جندي أميركي منتشرين في سوريا لمحاربة داعش الإرهابي.
وتأتي أنباء الانسحاب الأمريكي من سوريا، بالتزامن مع وصف وزارة الخارجية الروسية الوجود الأمريكي في سوريا بـ"غير الشرعي"، قائلة إنه تحول لعائق خطير في طريق تسوية الأزمة السورية.
في الوقت نفسه، اعتبرت قوات سوريا الديمقراطية قرار الانسحاب الأمريكي المفاجئ من شرقي سوريا "طعنة في الظهر وخيانة لدماء آلاف المقاتلين"، في أول تعليق لها على القرار.
وكانت تركيا، قد تدخلت ضد وحدات حماية الشعب في منطقة غربي الفرات في العامين الماضيين، لكنها لم تستهدف بعد أي منطقة شرقي النهر، وأحد أسباب ذلك هو رغبتها في تجنب المواجهة المباشرة مع القوات الأمريكية.
من ناحيته، يرى الدكتور هشام البقلي، خبير الشئون العربية والإيرانية، أن ذلك الاتفاق شديد الأهمية حاليا، حيث إن وجود موسكو وأنقرة وطهران في دمشق معروف جدا، وهو ما يمهد للقمة الثلاثية المنتظرة في يناير المقبل، التي سيتم فيها الاتفاق على خطة التحرك في سوريا مستقبلا.
وأضاف البقلي، لـ"الوطن"، أن الاتفاق الجديد يثبت استمرار تواجد القوى الثلاث في سوريا وأنها سيكون لها يد في عملية استعادة السيطرة على كل الأراضي السورية والانتقال السياسي للسلطة.
وتابع أنه خلال الفترة المقبلة ستشهد سوريا مستجدات متعددة، سواء من القوى الثلاث أو من خلال التحرك العربي بالتنسيق مع قوى الرئيس السوري بشار الأسد، حيث تسعى روسيا وتركيا وإيران، لإعادة سيطرة النظام السوري على كل الأراضي وإعادة إعمار البلاد وانتقال السلطة.
وأشار إلى أن الانسحاب الأمريكي أعطى دفعة قوية لسوريا بإعادة ترتيب أوراقها من جديد والبدء في خطة إنهاء الأزمة.