ملحمة تطوير العشوائيات: آلاف الأسر تغيرت حياتها للأفضل.. ومصر خالية من «المناطق الخطرة» 2019

ملحمة تطوير العشوائيات: آلاف الأسر تغيرت حياتها للأفضل.. ومصر خالية من «المناطق الخطرة» 2019
- تطوير العشوائيات
- الأسمرات
- مصر بدون عشوائيات
- إيواء سكان المناطق الخطرة
- بشاير الخير
- تطوير العشوائيات
- الأسمرات
- مصر بدون عشوائيات
- إيواء سكان المناطق الخطرة
- بشاير الخير
«مصر بدون عشوائيات» حلم طال انتظاره لعقود طويلة، لكن مصر باتت تقف على أعتابه الآن بعد 4 سنوات من العمل الدؤوب فى معركة مواجهة العشوائيات التى بدأتها بقوة منذ 2014، لتتمكن خلال تلك الفترة من تحقيق نتائج إيجابية كبيرة ملموسة على الأرض، تمثلت فى مدن كاملة لإيواء سكان المناطق الخطرة وغير الآمنة، والتى استقبلت آلاف الأسر من الذين ودعوا «مساكن الموت» وانتقلوا إلى حياة آدمية وآمنة.
وتُعتبر مدينة «الأسمرات»، بمراحلها الثلاث، المقامة على جبل المقطم، أبرز مشروعات تطوير العشوائيات، وتبلغ مساحة «الأسمرات 1» 63 فداناً بإجمالى 6138 وحدة سكنية، وتبلغ مساحة «الأسمرات 2» 60 فداناً بإجمالى 4470 وحدة سكنية، وتبلغ مساحة «الأسمرات 3» 80 فداناً بإجمالى 7400 وحدة سكنية. فيما يُعتبر مشروع «بشاير الخير» بالإسكندرية الذى افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى المرحلة الثانية منه أمس الأول، أحد المشروعات المهمة للقضاء على العشوائيات، وشملت المرحلة الأولى منه 1632 وحدة سكنية، فيما شملت المرحلة الثانية 1869 وحدة سكنية، وسيشمل المشروع 3 مراحل أخرى تستهدف توفير 30 ألف وحدة سكنية. أما ثالث المشروعات الكبرى لمواجهة العشوائيات فهو مشروع مدينة «المحروسة 1 و2» بمدينة النهضة بالقاهرة، والذى يضم نحو 4900 وحدة سكنية.
{long_qoute_1}
«الحاجة نادية» وابنتها وأحفادها الخمسة، من الأسر التى انتقلت إلى مدينة الأسمرات فى مايو 2017، وتقيم بالمدينة حتى الآن على مدار نحو عام ونصف العام، بعد أن ودعوا مسكنهم القديم المتهالك فى منطقة الدويقة. تقول الحاجة «نادية» لـ«الوطن»: «الفرق بين الدويقة والأسمرات السما والأرض، عيال بنتى فرحانين بالمكان الجديد لأنهم لاقيين مكان يلعبوا فيه فى نضافة وأمان، وجينا هنا بشنطة هدومنا وشوية حاجات بسيطة من بيتنا القديم، خدنا الشقة متشطبة وجاهزة من مجاميعه، ربنا يديمها علينا نعمة». مثال الحاجة نادية هو واحد من بين عشرات الآلاف من الأمثلة الأخرى التى تغيرت حياتها بشكل كامل خلال السنوات الأربع الماضية، من بينها أسرة «الأسطى إبراهيم»، المكونة من 6 أفراد، والتى حصلت على وحدة سكنية جاهزة فى مدينة «بشاير الخير 1» بالإسكندرية، يقول «إبراهيم» الرجل الخمسينى الذى يعمل فنى كهرباء حر: «شكرت ربنا إنى خدت شقة فى المكان ده، بقى عندنا مدرسة نضيفة ووحدة صحية محترمة، وبأسعار مخفضة، بقيت مطمئن على أولادى وحياتنا اتحسنت 180 درجة، وربنا ما يرجع أيام غيط العنب». رغم المكسب الذى يحصل عليه «الأسطى إبراهيم» نظير عمله، ويوفر له وضعاً مادياً مستقراً بحسب قوله، فإن مسكنه القديم فى منطقة غيط العنب لم يكن ملائماً، ولم يكن فى استطاعته أن يغيره ليستأجر أو يشترى وحدة سكنية فى مكان آخر، يضيف: «المشروع ده جالنا من السما، وشكراً لكل واحد ساهم فيه».
يقول الدكتور خالد صديق، المدير التنفيذى لصندوق تطوير العشوائيات، إن ما تم تحقيقه خلال السنوات الأربع الماضية «إنجاز بمعنى الكلمة لم تشهده مصر فى أى وقت سابق»، مضيفاً أنه قبل نهاية عام 2019 ستكون مصر خالية من المناطق الخطرة وغير الآمنة، مشيراً إلى أن إجمالى ما تم إنفاقه منذ 2014 حتى الآن فى ملف تطوير العشوائيات يبلغ نحو 20 مليار جنيه بين منشآت جديدة وتجهيزات وخدمات وبنية تحتية. ولفت «صديق» إلى أن الدولة لا تعمل فى القاهرة والإسكندرية فحسب على هذا الملف الخطير، لكنها تعمل فى مختلف المحافظات، حيث هناك مشروعات لتطوير العشوائيات تم تنفيذها فى مدينة بورسعيد التى أصبحت خالية من المناطق العشوائية تماماً بحسب قوله، وهناك مشروعات أخرى يتم تنفيذها فى سيناء قاربت على الانتهاء، إضافة إلى مشروعات سكنية أخرى فى حلايب وشلاتين والوادى الجديد ومرسى مطروح.
وفرّق «صديق» بين العشوائيات غير الآمنة والخطر، والعشوائيات غير المخططة، قائلاً: «النوع الأول هو ما يحتاج إلى تدخل سريع وعاجل، لأن سكانه يعيشون فى بيئة غير آدمية ومعرضون للأمراض والجرائم وربما الموت، ومصر ستكون خالية من هذا النوع بنهاية العام الجديد، أما المسطحات العمرانية غير المخططة، فتبلغ نحو 40% من مصر، وهناك خطة لتطويرها بشكل كامل قبل عام 2030».