فريد الأطرش بين عقبة أسمهان ودعم بديعة مصابني

فريد الأطرش بين عقبة أسمهان ودعم بديعة مصابني
- الموسيقى العربية
- ام كلثوم
- بديعة مصابنى
- عبد الوهاب
- فريد الأطرش
- الموسيقى العربية
- ام كلثوم
- بديعة مصابنى
- عبد الوهاب
- فريد الأطرش
صاحب بصمة واضحة في الموسيقى العربية، غير أنه من أسرة فنية من الطراز الأول، وهو ما يدفع الكثيرون أن يتوقعوا أن نجاحه ناتج من أسرته، لكن في الحقيقة شكلت له أسرتة الفنية عقبة كبيرة وخصوصًا شقيقته أسمهان بصوتها الذي دفع الكثيرون ألا يقبلوا غيره ومع ذلك رهنت نجاحها بنجاح "فريد".
بدأ المطرب الكبير فريد الأطرش، الذي يوافق اليوم ذكرى وفاته، حياته الفنية في القاهرة بالتوازي مع شقيقته أسمهان التي قطعت شوطاً طويلاً فى الفن واستقرت لدى جمهورها الذي أحب صوتها المميز وهو ما شكل عقبة كبيرة لـ"فريد" حيت أن الساحة الفنية في مصر لم تكن مهيئة لاستقباله خصوصًا وأن المسيطر عليها هم "منيرة المهدية وفتحية أحمد، وام كلثوم".
وأمام هذه العقبات التي واجهها فريد الأطرش لم يجد بدًا من أن يبدأ حياته الفنية عازف عود مع فرقة أسمهان، وإلى جانب ذلك قرر أن يعمل بمفرده عازفًا ومطربًا عند بديعة مصابني أشهر راقصة في مصر أنذاك، إلا أنه رغم ذلك لم يحقق النجاح المطلوب، بحسب كتاب "الفن والحياة وفريد الأطرش" لمحمد عبدالوهاب.
لذلك أخذت شقيقته على عاتقها أن تزلل هذه العقبات أمامه حتى تبرز موهبة فريد لذلك كانت تشترط عليهم في حفلاتها الاستعانة بفريد عازفًا ومطربًا، فحاولت أن يكون صعودها الفني مقترناً بأخيها، وألا يتأخر بروز أيًا منهم عن الآخر، إيمانًا منها بموهبة فريد.
ومع كل العقبات التي واجهها فريد كانت هناك عقبة أخرى متعلقة به شخصيًا إلا وهي طريقة نطق حرف الراء والحاء التي لم يألفهم منه الذوق المصري وقتها لكنه كان قوي الإرادة ومشحونًا بالعند والإصرار فلم يستسلم وينسحب.
فنجح فريد فى أن يكسب معركته ويحقق شعبية ويفرض موهبته التي رفضها البعض في البداية فكان الذين رفضوه هم الذين استمعوا له وتحمسوا لموهبته، وحينها أدرك فريد أن سطوة الجمهور والولاء المطلق لرغباته.
ولأن صوته كان يحمل بصمات الموهبة والاختلاف والتميز ويتمتع بكل الصفات الفنية اللازمة للنجاح كمطرب، فاستطاع أن يحرك مشاعر الناس بغير حدود فينفعلوا معه صائحين الله.
وعمل فريد عند بديعة مصابنى فى بدايته ساعده أن يكون إحساسه بالجمهور جاد ومستمر ومنه اقتبس الإيقاعات الراقصة والاسكتشات الغنائية الشعبية التي تعد من أفضل ما قدمه فريد لجمهوره، بالإضافة إلى المواويل التى كانوا يحبوا يسمعوها منه.
وبالقدر نفسه الذى كان يتمتع به فريد الأطرش من الموهبة والحماس كان يمل فنيًا بسرعة، حيث كانت حياته لا تترك له مجالاً للتفرغ لتأكيد وتدعيم لون موسقى ابتكره هو، ومع ذلك كان يحب الحياة تمامًا مثل حبه للجمهور وحبه لفنه الذين أخذوا منه حظاً متساويًا من الاهتمام وكانت المنافسة مستمرة بين الثلاثة دائمًا- الفن والجمهور والحياة، حتى اليوم الأخير من حياته.
ومع ذلك كان فريد الأطرش نموذج للإنسان البسيط الخالي من سوء النية أو المكر والخبث فكان صريح طيب القلب وربما يصل إلى السذاجة في بعض الأحيان، فكان واحدًا من الأصوات التي لها شخصية برزت في ألوان متعددة منها الشعبى والاستعراضى والطويل والقصير والحزين والمفرح.