سيد عبدالغنى: ديمقراطية السادات كانت «مزيفة» وسياساته سلمت «رقبة» مصر إلى أمريكا
سيد عبدالغنى، رئيس الحزب الناصرى
أكد سيد عبدالغنى، رئيس الحزب الناصرى، أن الديمقراطية التى ادعى الرئيس السادات أنه سيطبقها فى مصر كانت ديمقراطية «مزيفة» وسياساته سلمت «رقبة» مصر إلى أمريكا، موضحاً أنه استعان بالإخوان والجماعة الإسلامية لضرب اليسار فى الجامعة، كما أن طلبة الجامعة من الناصريين رفضوا لقاءه عام 1972، وكانوا يتهمونه بالارتداد عن مشروع جمال عبدالناصر.
وأضاف «عبدالغنى» فى حوار لـ«الوطن» أن الرئيس الراحل حوّل «أكتوبر» من حرب للتحرير إلى معركة جزئية لتحريك عمليه السلام وعندما أبلغ «كيسنجر» بخط سير عمليات حرب أكتوبر اطمأنت إسرائيل وضربت الجيش السورى، موضحاً أن كل المعاهدات مع الكيان الصهيونى حبر على ورق، وما زالت الأراضى العربية محتلة.. وإلى نص الحوار:
ما تقييمك للفترة الساداتية بعد مرور 100 عام على ميلاد السادات؟
- أنا من الجيل الذى ظُلم من ردة الرئيس السادات على عهد الرئيس جمال عبدالناصر، وهذا الجيل دفع فاتورة ارتداد مصر القوية القائدة والرائدة عن عالمها وعن دول عدم الانحياز ودول أفريقيا، بعد أن كانت ثورة يوليو المصرية، تقود تحرُّر شعوب العالم الثالث وكانت تناطح الاستعمار القديم الممثل فى إنجلترا وفرنسا، واستكملت المناطحة مع المستعمر الجديد للعالم وهو الولايات المتحدة الأمريكية، لكن «السادات» بعد سبتمبر 1970 وتنصيبه رئيساً للدولة أطاح برجال ثورة يوليو فى مايو 1971، وبعد حرب 1973 وبالتحديد فى 16 أكتوبر 73 خرج بالحرب من التحرير إلى التحريك، وأعنى أنه استخدم الحرب لتحريك عملية السلام ولم يكن طموحه حرباً شاملة لتحرير كل سيناء والأرض المحتلة فى سوريا، وعندما أبلغ الرئيس السادات «كيسنجر» وزير خارجية أمريكا بخط سير العمليات، قام «كيسنجر» بطمأنة جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل وهو الأمر الذى أعطى فرصة للأخيرة لضرب القوات السورية فى الجبهة الشمالية، وهنا استمرت الجولان تحت الاحتلال، وبالمناسبة تحرير الجولان خطوة لتحرير فلسطين ويُخيف إسرائيل جداً.
حوّل «أكتوبر» من حرب للتحرير إلى معركة جزئية لتحريك عملية السلام
كل ذلك كشف أن «السادات» بدأ مبكراً التمهيد لمفاوضات السلام فى «كامب ديفيد»، وبالمناسبة كثير من كبار الضباط والشباب فى الجيش احتجوا على عدم تطوير الحرب واجتمع بهم السادات فى قصر الطاهرة وبعد أن وعدهم السادات بإعادة تطوير الحرب، كان الوقت قد مضى وتسبب هذا التطوير المتأخر فى حدوث الثغرة ونفاذ العدو ولم يتمكن الجيش من تحقيق الانتصار الكامل على العدو الإسرائيلى، وأجرينا بعد ذلك مفاوضات الكيلو 101 ومباحثات جنيف 1 و2.
ولأول مرة نشاهد جيشاً منتصراً يفرط فى انتصاره سياسياً بسبب السادات الذى أنهى دور مصر القيادى والريادى بعد طرد الخبراء الروس وتسليم مصر لشروط أمريكا وتحولت مصر من دولة اشتراكية إلى دولة تنتهج سياسات الانفتاح الاقتصادى ومنع الرئيس السادات صيانة المصانع وأغلقها وعمل على تخريبها وكانت بداية عصر الخصخصة فى عهده، وبالمناسبة طلب من الرئيس السادات تنفيذ كل هذه السياسات حتى تصبح مصر دولة مستهلكة بعد أن كانت دولة منتجة ومصدرة، وكل هذا جعل على حسين يؤلف كتاب «الاقتصاد المصرى من الاستقلال إلى التبعية» وكان يشرح ما حدث فى مصر فى عهد «السادات»، وتحول الاقتصاد المصرى من اقتصاد مستقل لاقتصاد تابع للاستعمار.
وعندما قال السادات إن 99% من اللعبة فى يد أمريكا أصبح بعدها عروسة ماريونيت فى أيدى واشنطن وربيبتها إسرائيل وحينها سلم مشروعه الاقتصادى المصرى ورأينا فى فترات قبل كامب ديفيد مصر التى كانت تصنع أغلب احتياجاتها تحولت إلى استيراد الهيلانكا بدل استخدام القطن المصرى طويل التيلة، وطالما سلمت قرارك الاقتصادى، فقد سلمت قرارك السياسى للغير.
كيف تتهم «السادات» بكل هذه الاتهامات وهو كان يواجه تحديات كبيرة والتاريخ أثبت أن سيناء عادت كاملة بالسلام؟
- الحقيقة هى أن «كامب ديفيد» كانت التطور الطبيعى للحاجة الساقعة، وهنا أعنى أن قرارات السادات الخاطئة خلال حرب أكتوبر كانت تمهيداً لتحقيق رغبة الرئيس السادات لزيارة إسرائيل للتحدث عن السلام، ثم التحرك إلى مفاوضات السلام فى كامب ديفيد، وللأسف سيناء لم تعد كاملة تحت السيادة المصرية لأن مصر لم يكن لها الحق فى أن يكون لها جيش قوى فى خطوط «أ» و«ب» و«ج» لكن الجيش المصرى بعد ثورة 30 يونيو عاد بكامل عتاده إلى أرض سيناء واستطاع الجيش أن يحرر مصر من الإرهاب ووجود الجيش فى سيناء يعنى انتهاء اتفاقية «كامب ديفيد»، ولم تعد القوات المسلحة المصرية ملتزمة بها واستعدنا هيمنتنا وسيادتنا على سيناء.
أبلغ «كيسنجر» بخط سير العمليات فاطمأنت إسرائيل وضربت الجيش السورى.. وضرب أول فأس فى الاقتصاد المصرى ونفذ أكبر «ردة» على مشروع عبدالناصر
وبالمناسبة بعد حرب 1967 طالب موشى ديان، رئيس الوزراء الإسرائيلى، الرئيس جمال عبدالناصر، بوقف حرب الاستنزاف مقابل أن تعود سيناء كاملة لمصر مقابل تخلى مصر عن فلسطين وسوريا، ولكن «ناصر» رفض لأنه كان يعمل على تحرير كامل التراب العربى، والجيوش العربية فيما بعد جميعها وقفت مع مصر فى حرب أكتوبر 1973 ولكن السادات اتخذ قرارات منفردة.
نفذ تعليمات أمريكا وأغلق المصانع فتحولنا من دولة صناعية إلى تابعين ومستهلكين
كيف تقيّم تجربة الرئيس السادات فى الديمقراطية بعد قيام المنابر الثلاثة وسمح بتأسيس 3 أحزاب تعبر عن اليسار واليمين والوسط، وفى عهده انتخب أول برلمان بعد الحقبة الناصرية التى ألغت الأحزاب ولم تكن تعترف بالانتخابات؟
- السادات من خلال إعلانه تأسيس المنابر الثلاثة وتأسيس الأحزاب الثلاثة كان يريد أن يثبت للخارج أنه مؤمن بالديمقراطية والتعددية الحزبية، ولكن على الأرض، لم يكن مسموحاً للأحزاب بحرية الحركة، وفى يناير 1977 سجن الرئيس السادات كل قيادات العمل الوطنى كما أنه عجل بصدور القانون رقم 2 من قانون العقوبات والذى يقضى بسجن أعضاء أى تجمع يزيد على 5 أفراد لمدة 25 سنة، كما أنه حل برلمان 1976 ومنع نواب المعارضة من النجاح بتعليمات مباشرة منه فى برلمان 1979، ولم يكن هناك أى أصوات معارضة فى برلمان 1979، وهذه ديمقراطية مزيفة والعمل الحزبى له شروط، أبرزها إعطاء الأحزاب حق العمل داخل الجامعة والنقابات والمشاركة فى الانتخابات عن طريق القوائم النسبية.