د. جمال عبدربه يكتب: جفاف أوروبا قد يخفض مزروع البطاطس فى مصر للربع

كتب: جمال عبدربه

د. جمال عبدربه يكتب: جفاف أوروبا قد يخفض مزروع البطاطس فى مصر للربع

د. جمال عبدربه يكتب: جفاف أوروبا قد يخفض مزروع البطاطس فى مصر للربع

تلعب البطاطس، كأحد أهم محاصيل الخضر، دوراً مهماً سواء على المستوى الداخلى من خلال سد الفجوة الغذائية للمستهلك المصرى أو على مستوى الاقتصاد القومى من خلال زيادة عائدات العملة الصعبة إذ سجل آخر تقرير صدر عن المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية أن مصر صدرت نحو 732 ألف طن بطاطس للدول الأوروبية العام المنصرم بما قيمته 209 ملايين دولار بما يعنى دخول نحو أربعة مليارات جنيه لجيوب المزارعين ودعماً للاستثمار الزراعى.

وقد برزت فى الأشهر الأخيرة مشكلة ارتفاع أسعار البطاطس التى عانى منها المستهلك المصرى والتى يلخص أسبابها الدكتور أسعد عواد مدرس بساتين الخضر وخبير زراعة وإنتاج البطاطس فى عدد من المحاور وهى انخفاض أسعار بيع البطاطس فى العام الماضى حيث كان المزارع يبيع الكيلو بـ1٫5 جنيه فى الوقت الذى كان فيه سعر كيلو علف المواشى يفوق 4 جنيهات مما دعا البعض لشراء البطاطس واستخدامها كعلف حيوانى لرخص ثمنها ما جعل المزارعين يحجمون عن زراعتها فى العروة التالية مما أدى لقلة العرض وزيادة الطلب وبالتالى ارتفاع الأسعار. كذلك قلة إنتاجية الفدان حيث لم يزد متوسط إنتاجية الفدان عن ٨ إلى ١٠ أطنان مقارنة بالظروف العادية التى كان يصل فيها الإنتاج لنحو ١٥ إلى ١٨ طناً للفدان بسبب التغيرات المناخية وانتشار الأمراض الفيروسية. كما أنه معلوم أن العروة الشتوية تزرع بتقاوى تؤخذ من ناتج العروة الصيفية يطلق عليها (التقاوى الكسر) ونظراً لأن التقاوى كان سعرها مرتفعاً نتيجة قلة المعروض، تم استخدام جزء من هذه التقاوى وإنزالها السوق للمستهلك سعياً لتخفيض الأسعار مما أدى لإحجام المزارعين عن زراعة البطاطس.

وهناك عدد من الأصناف تزرع فى مصر ومنها «الكارا» وهو الصنف الغالب زراعته بكل من الدقهلية والغربية وثماره ذات (براعم) عيون حمراء اللون، واسبونتا وهو مرغوب لدى المستهلك المصرى وثماره كبيرة الحجم جداً ولونه سمنى ويزرع بكل من المنوفية والقليوبية، والصنف بيكاسوا، وهو شبيه بالصنف كارا ويعتبر من أفخر الأصناف ولونه أبيض زاهٍ ويتحمل التخزين تحت النوالات وقش الأرز حيث يمكن تخزينه لمدة ثلاثة أشهر وهو يزرع بالقليوبية، والصنف مونديال، ويشبه الاسبونتا ويزرع بالمنصورة ويستخدم كتقاوى للعروة الشتوية هو والصنف ديامانت، وصنف مونديال يصلح للطبخ فقط ولا يصلح للتحمير، والصنف ليدى روزيتا، وهو صنف يزرع لاستخدامه فى تصنيع الشيبسى ويزرع فى منطقة المنوفية ويتم التعامل ما بين المزارع وشركات تصنيع الشيبسى بنظام الزراعة التعاقدية.

والحقيقة أنه ونتيجة لموجات الجفاف التى ضربت أوروبا فقد انخفضت الكميات الواردة من تقاوى البطاطس هذا العام بمقدار الربع ومعنى ذلك أن المساحات التى ستزرع ستقل بمقدار الربع عن العام الماضى. الاتحاد العام لمنتجى ومصدرى الحاصلات البستانية الذى أشرف بعضويته استورد التقاوى لحساب المزارعين المتعاقدين معه بـ16700 جنيه فقط للطن فى الوقت الذى يباع فيه الطن فى السوق السوداء بضعف هذا المبلغ!!! وهنا لا بد من تدخل حاسم من قبل الدولة لمنع المضاربات تلك والتى وحتماً ستؤثر على المساحة المزروعة بالبطاطس وبالتالى توقع قلة الإنتاج ومن ثم قلة المعروض وهنا ننبه إلى أنه قد تحدث موجة ارتفاع أسعار جنونية للبطاطس فى شهرى أكتوبر ونوفمبر المقبلين إن لم يتم تدارك الأمر وعمل توازن ما بين السوق الداخلية وما يتم تصديره، علماً بأنه وكما سبق أن أوضحنا فإن تقاوى العروة الشتوية تؤخذ من ناتج العروة الصيفية التى تتم زراعتها هذه الأيام فى شهرى ديسمبر ويناير لتنتج فى أبريل ومايو المقبلين ومن ثم فالحذر الحذر من الآن.

وسعياً للمشاركة بحلول لهذا الأمر فقد وقع الاتحاد العام لمنتجى ومصدرى الحاصلات البستانية هذا العام بروتوكولاً للتعاون مع البنك الزراعى المصرى يتم بمقتضاه الوصول للمزارع الصغير حيث يتعاقد المزارع مع الاتحاد من خلال البنك بالحصول على حصته بقرض لمدة ستة أشهر بفائدة 2.5٪ يتحمل الاتحاد نصفها والمزارع النصف الآخر تشجيعاً للمزارعين ودعماً للمزارع الصغير حيث لا يهدف الاتحاد إلى الربح، ومن هنا فنحن ندعو جميع المزارعين لعمل عضوية بالاتحاد ليتمتعوا بالمزايا التى يقدمها الاتحاد لأعضائه دونما استغلال أو جشع كما يحدث الآن من بعض ضعاف النفوس.


مواضيع متعلقة