بالصور| "رمز للانتصار على الإعاقة".. ناجي مرشد كفيف بدرجة فنان تشكيلي

بالصور| "رمز للانتصار على الإعاقة".. ناجي مرشد كفيف بدرجة فنان تشكيلي
- فنان تشكيلي
- مرشد سياحي
- فنان تشكيلي كفيف
- فن تشكيلي
- متحف الفن المصري
- فنان تشكيلي
- مرشد سياحي
- فنان تشكيلي كفيف
- فن تشكيلي
- متحف الفن المصري
داخل غرفته الصغيرة يقضي ساعات طويلة أمام لوحة بيضاء فارغة، يستشعر بروحه الطبيعة من حوله يذهب في عالم من الخيال، ليتخيل كل ما يحيط به، وفور أن تأتي الفكرة إلى رأسه يبدأ في وضع الخطوط الأولى لرسمته معتمدا على أصابعه بديلا عن الفرشاة، كلما وضع يده في علبة الحبر الأسود تتوارد باقي أجزاء الرسمة إلى خاطره حتى تكتمل فيخرج عملا فنيا كاملا ينافس به الكثيرين في مسابقات ومعارض فنية كبرى.
حرمان أحمد ناجي من بصره منذ ولادته، لم يكن مانعا في طريق نجاحه، بدعم من أسرته استطاع أن يحصل على شهادته الجامعية من قسم التاريخ بجامعة عين شمس ودبلومة متخصصة في التاريخ الإسلامي، أهلّته إلى الالتحاق بالمتحف المصري ضمن فريق متدربي مدرسة الوعي الأثري للمكفوفين، وحسب قوله، عمله كمرشد أثري للمكفوفين كان بداية اكتشاف المحيطين به لموهبته في الرسم.
قبل حوالي 10 سنوات شارك ناجي في صالون الفن الخاص بمركز سعد زغلول الثقافي، بأعمال نحتية ملونة لنماذج من التراث المصري القديم، وهناك التقى بمن آمن بموهبته ورأى فيه المزيد، الفنان التشكيلي طارق مأمون، ومدير متحف الفن المصري الحالي، وحسب حديث مأمون لـ"الوطن" شجعه على خوض تجربة الرسم لأنه رأى فيه مزيد من الموهبة وطاقة وحماس ورغبة في النجاح وبالفعل نجح ناجي في أن يتقدم بخطوات ملحوظة في مجال الفن التشكيلي.
"لوحة لكأس زجاجي داخله زهرة" هي أول لوحة للفنان أحمد ناجي، الذي يستعين بخياله في رسمه ويحاكي الطبيعة،" يرسم لوحاته كلها باللون الأسود على لوحة بيضاء"، حسب قول الفنان طارق مأمون الذي وصفه بـ"رمز للانتصار على الإعاقة والحماس والرغبة في النجاح".
خيال الفنان الثلاثيني الكفيف لا يقف عند رسم الطبيعة والأشخاص من حوله، بل رسم لوحات فرعونيه ومبانٍ والمساجد، وطبقا لحديثه لـ"الوطن"، تعلم على يد الفنانة التشكيلية رشا سليمان كيف يتخيل الأشياء من حوله ويعبر عنها بفنه التعبيري، "بتخيل الأشكال بإحساسي وبرسمها".
فعاليات فنية عديدة حضر فيها الفنان الكفيف بلوحاته، كان آخرها المعرض الفني بالدورة الثانیة من الملتقى الدولي لفنون الأشخاص ذوي الإعاقة تحت رعایة رئیس الجمهورية، و المعرض الفني للفنون التشكیلیة والحرف الیدویة للمبدعین من ذوي الإعاقة بتنظیم المجلس الأعلى للثقافة بمركز الھناجر، وحصل على تكريمات عدة من وزيرة السياحة ورئيس المجلس الأعلى للأثار ومركز سعد زغلول الثقافي.
إلى جانب موهبته في الرسم، يبدع الشاب الثلاثيني في مهمته الأساسية كمرشد أثري للمكفوفين بمدرسة الوعي الأثري للمكفوفين بالمتحف المصري، يحفظ ترتيب كل قطعة أثرية داخل المتحف وحسب قوله، "يعتمد على حفظ ترتيب الأثار ويشرح موضوعات مطابقة للعصر الذي يعود إليه كل أثر للأطفال والشباب للمكفوفين من زوار المتحف".
رغم مشاركته في العديد من المعارض والفعاليات الفنية وسفره إلى العاصمة التونسية كمرشد أثري للمكفوفين في اثنين من أكبر المتاحف الوطنية هناك، إلا أن حلم المشاركة في المؤتمرات الوطنية للشباب ومنتدى شباب العالم الحلم الأكبر الذي يراود ناجي، ووفقا لكلامه، "بحلم أتكلم عن نجاحي قدام الرئيس وكل الشباب المشارك، نفسي العالم يعرف فني ويشوفه".