أبطال بين سطور نجيب محفوظ: انتصروا للحق وقاوموا الاحتلال البريطانى

أبطال بين سطور نجيب محفوظ: انتصروا للحق وقاوموا الاحتلال البريطانى
- أديب نوبل
- أرض الواقع
- أولاد حارتنا
- الأديب العالمى
- التراث الشعبى
- الحارة الشعبية
- العادات والتقاليد
- الكاتب الصحفى
- المجتمع المصرى
- بين القصرين
- أديب نوبل
- أرض الواقع
- أولاد حارتنا
- الأديب العالمى
- التراث الشعبى
- الحارة الشعبية
- العادات والتقاليد
- الكاتب الصحفى
- المجتمع المصرى
- بين القصرين
شخصية طالما تحدث عنها الأديب الراحل نجيب محفوظ بين طيات رواياته، وأظهر كل جوانبها، حتى إنها حُفرت داخل أذهاننا بالصورة التى رسمها لنا «محفوظ» فى مؤلفاته المختلفة، فلا يمكن لأحد أن ينسى فيلم «فتوات الحسينية» الذى شارك الأديب العالمى فى كتابة السيناريو الخاص به، أو رواية «أولاد حارتنا» التى صور فيها الحارة الشعبية وزحفت إلى صفحاتها حكايات بعض الفتوات القدامى.
{left_qoute_1}
ولم يتوقف إنتاج «محفوظ» عن الفتوات عند هذا الحد، ففى السبعينات من القرن الماضى أخرج لنا الراحل ملحمة «الحرافيش» التى تناول خلالها أسرة عاشور الناجى التى توارثت «الفتونة» أباً عن جد، انحاز «محفوظ» إلى شخصية الفتوة فى الكثير من كتاباته، ومن فرط حبه للحرافيش أطلق على أصدقائه المقربين هذا الاسم، وهو تاريخ كبير وثقه «محفوظ» فى رواياته جعل من شخصية الفتوة واقعاً يذكره الشباب فى عصرنا الحالى.
ويقول الكاتب الصحفى ياسر ثابت، فى كتابه «فتوات وأفندية»، إن التراث الشعبى اهتم بحكايات «الفتوات والشطار والعياق»، ولكن الأدب اتخذ من عالم الفتوات مادة حية، خاصة فى الكتابة الروائية، مثلما فعل «محفوظ» فى «الحرافيش» و«أولاد حارتنا» و«حكايات حارتنا» و«دنيا الله» و«الثلاثية».
ويضيف «ثابت» أن «أديب نوبل» استخدم بعض الحكايات الحقيقية وأدخلها فى نصوصه، كما استخدم فى ثلاثيته حكاية فتوات الحسينية الذين اشتهروا بمقاومة الإنجليز، ومن أشهر ما فعله الفتوات أيامها أنهم قاموا بحفر حفرة كبيرة وأسقطوا فيها سيارات الإنجليز، هذه الحادثة ذكرها «محفوظ» فى رواية «بين القصرين» عندما قام بردم الحفرة بطل الرواية السيد أحمد عبدالجواد.
{left_qoute_2}
ويبدى «ثابت» إعجابه بنهاية سيرة عاشور الناجى، فتوة روايته الأشهر «ملحمة الحرافيش» والتى تناول فيها الكاتب الراحل سيرة عشرة أجيال من فتوات القاهرة والتى انتصر خلالها على فتوات الحارات المجاورة، قائلاً: «انتصر عاشور الناجى على فتوات الحارات المجاورة فأضفى على حارتنا مهابة لم تحظ بها من قبل، فحق لها الإجلال خارج الميدان، كما سعدت فى داخلها بالعدل والكرامة والطمأنينة».
وحسب «ثابت»، فإن «محفوظ» ركز على إظهار الجوانب الإيجابية خلال «ملحمة الحرافيش» وأوضح أقصى مراحل القوة والنقاء فى الوقت ذاته وذلك حينما ساوى عاشور ربيع الناجى بين الوجهاء والحرافيش، وفرض على الأعيان إتاوات ثقيلة، وحتَّم «عاشور» على الحرافيش أمرين وهما أن يتدربوا على الفتونة حتى لا تتراجع قوتهم يوماً فيتسلط عليهم وغد أو مغامر، وأن يعيش كل منهم من حرفة أو عمل يقيمه لهم من الإتاوات، وبدأ «عاشور» بنفسه، فعمل على بيع الفاكهة، وأقام فى شقة صغيرة مع والدته.
وتعامل «محفوظ» مع شخصية الفتوة بعمق شديد، يقول «ثابت»: «تعاقب على الحرافيش عدد كبير من الأبطال الفتوات كل منهم يقضى على الفتوة الذى يسبقه، ويبشر بعهد جديد من العدل والنور بعد أن امتلأت بالظلم والجور، وفى كل مرة يكتشف الحرافيش أنهم وقعوا ضحية الفتوة البطل الجديد».
وتطرق «ثابت» أيضاً إلى شخصية الفتوة فى كتابه «فتوات وأفندية»: «أنا الوحيد اللى اتكلمت عن الفتوة بعد الراحل نجيب محفوظ ووصلت للكثير من الشخصيات دى على أرض الواقع.. الأسماء دى لازم يذكرها التاريخ ويحتفظ بيها، كانوا جزء ماينفعش التغافل عنه فى المجتمع المصرى». ويعد الروائى يوسف القعيد واحداً من أبرز الكتاب الذين جالسوا «محفوظ»، حيث يروى «القعيد» أن «محفوظ» كثيراً ما كان يجلس على مقهى عرابى، أحد المقاهى المملوكة لأحد كبار فتوات منطقة شارع الجيش بالقاهرة، وفى أحيان أخرى يجلس على مقهى الفيشاوى فى حى الحسين ليعرف الكثير من خبايا وقصص هؤلاء الفتوات، ويقول «القعيد»: «المقاهى دى كان اللى بيملكها فتوات ومحفوظ كان بيقعد يتشرب من حكايات وقصص الناس عشان كده القصص اللى دونها فى روايات أولاد حارتنا والحرافيش منقولة من الواقع، هو كان بيعرف حكايات ينسج بيها روايات ما زال التاريخ يشهد على قربها من الحارة الشعبية البسيطة».
ووفق «القعيد» أيضاً، فإن «البلطجة هى التى انتشرت فى وقتنا الحالى وحلت محل عصر الفتونة ولكن شتان الفارق بينهما، وهناك فرق كبير بين الفتوة والبلطجى، البلطجى كلمة تركية معناها حامل البلطة، والفتوة كان يحترم العادات والتقاليد والقيم فى المجتمع، بعكس البلطجى الذى يغتصب حقوق الناس بقوة السلاح».
بوستر فيلم «الفتوة»