بالمستندات: الفنان حسن كامى باع مكتبته لـ«محاميه الخاص».. وأسرة الراحل: أرغمه على التوقيع

كتب: أحمد غنيم ورضوى هاشم

بالمستندات: الفنان حسن كامى باع مكتبته لـ«محاميه الخاص».. وأسرة الراحل: أرغمه على التوقيع

بالمستندات: الفنان حسن كامى باع مكتبته لـ«محاميه الخاص».. وأسرة الراحل: أرغمه على التوقيع

أعلن عمرو رمضان، المحامى الخاص للفنان الراحل حسن كامى، أن «الفنان قبل وفاته باع له كل ممتلكاته».

وذلك فى تصاعد جديد لأزمة مكتبة «المستشرق»، حيث نفت أسرة الراحل صحة العقود التى يمتلكها المحامى، متهمين إياه بالاستيلاء على الممتلكات، من خلال استغلاله لشيخوخته، وإرغامه على توقيع مستندات بيع المكتبة والمنزل، مؤكدة أنه كان من الأثرياء ولم يبع شيئاً.

{left_qoute_1}

وأصدرت النيابة العامة قراراً بتشميع المكتبة، أمس، لحين انتهاء التحقيقات.

وكشفت مستندات حصلت عليها «الوطن»، أن «كامى»، الذى وافته المنية الجمعة الماضى، أبرم عقد شراكة يخص مكتبة المستشرق فى أبريل الماضى، وفقاً لبنوده آلت ملكية المكتبة كاملة بعد وفاته للمحامى عمرو رمضان أحد أطراف الشراكة فى التعاقد، المؤرخة بتاريخ 15 أبريل 2018، حيث تم تأسيس شركة التضامن المعنوية «شارل برسوم خليل البحرى وشركاه» ومقرها 15 شارع قصر النيل، وسمتها التجارية «المستشرق»، حيث يكون «كامى» طرفاً أول وشريكاً متضامناً، ويكون «رمضان» طرفاً ثالثاً ومديراً للمكتبة، فى حين أظهرت المستندات طمس اسم الشريك الثانى.

ووفقاً للعقد، فرأس مال المكتبة بعد تأسيس الشركة فقط 20 ألف جنيه، يملك «رمضان» 98% من أسهمها، فى حين يملك «كامى» 1%، ويملك الشريك الثانى المجهول 1% أيضاً، حيث يحق لهما الإدارة والتوقيع وفقاً للعقد للثنائى «كامى ورمضان»، ومعترف بتوقيعهما أمام جميع الجهات الحكومية وكل هيئات القطاع العام والخاص ولهما كل أعمال التصرف القانونى كالرهن والاقتراض من البنوك، ولهما حق فتح الحسابات البنكية باسم الشركة والسحب والإيداع والتمويل، وصرف وقبض الشيكات، وكل المستحقات.

{long_qoute_1}

ونص البند الثامن، وفقاً لعقد الشراكة، على أنه «اتفق الشركاء الثلاثة على استمرار الشركة، وعدم انتهائها بموت أحدهم أو انسحابه منها أو الحجز عليه أو إفلاسه»، كما نص العقد على أنه حال وفاة الطرف الأول «كامى» أو الثالث «رمضان» يعتبر متخارجاً من الشركة فى لحظة الوفاة، ولا يحق لورثة المتوفى إلا نصيبهم فقط من حصة رأس المال وأرباح الشركة أو خسائرها، ويقدر هذا النصيب يوم وفاة الشريك ويدفع للورثة نقداً، لتؤول ملكية المكتبة بعدها إلى الطرف الباقى على قيد الحياة.

ووقع «كامى» على العقد باسمه الرباعى «حسن كامى محمد على كامى»، حيث تم توثيق التعاقد فى إدارة التصديق بمحكمة جنوب القاهرة، ومن ضمن البنود التمهيدية للعقد، ظهر اسم نجوى ألفى فخرى، وهى زوجة الفنان الراحلة، حيث ذكر أنه فى عام 2007 كانت شريكة لزوجها فى المكتبة، قبل أن تتوفى فى فبراير 2012، وتترك حصتها فى رأس المال بقدر 85%، ووزعت وفقاً للعقد على الورثة الشرعيين. وتحققت «الوطن» بالبحث عن اسم الشركة المدرجة فى التعاقد فى الإدارة المركزية للسجل التجارى التابعة لجهاز تنمية التجارة الداخلية، وهى الإدارة المخصصة بتسجيل الشركات التجارية، حيث وجدت الشركة مسجلة برقم قومى 217169716، دوّن فيها تاريخ المكتبة بدءاً من 1980 حينما أسستها «جانيت توفيق بكرينة» قبل أن يدخل فيها «كامى» شريكاً للمرة الأولى فى عام 2000، وقبل أن تخرج زوجته من الشركة بعد وفاتها. وبتاريخ 2016، أضيف فى السجل التجارى للشركة اسم عمرو رمضان كشريك، ويستمر فى الشركة حتى عام 2020. ووصلت تداعيات أزمة «مكتبة المستشرق»، لذروتها، أمس الأول، بعدما قررت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، تشكيل لجنة برئاسة الدكتور هشام عزمى رئيس دار الكتب والوثائق القومية، لفحص وجرد كل محتويات مكتبة الفنان الراحل حسن كامى، وإعداد تقرير مفصل عنها على الفور لما تحتويه المكتبة من مقتنيات تراثية. كما تمت مخاطبة النيابة العامة، نيابة قصر النيل، باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للحفاظ على المقتنيات الفنية التراثية الموجودة بالمكتبة، وعدم تمكين أى من الورثة أو غيرهم من التصرف فيها إلا بعد انتهاء اللجنة المشكلة وفقاً للمادة الثالثة من القانون 8 لسنة 2009 وتعديلاته من فحص وجرد محتويات المكتبة.

كما جرى -حسب بيان الإدارة المركزية للشئون القانونية بوزارة الثقافة- إنذار كل من الورثة والحائز للمكتبة بمنع التصرف فى محتوياتها إلا بعد انتهاء أعمال اللجنة. وبسؤال المحامى عمرو رمضان، المدون اسمه فى التعاقد، كشف لـ«الوطن» أن مكتبة «المستشرق» هى فى شكل شركة وكان الفنان الراحل وزوجته شريكَين فيها، وأنه وآخرين انضموا كشركاء منذ أبريل 2018.

وتابع «رمضان»: «المكتبة تم بيعها قبل أشهر، وبالتحديد فى أبريل من العام الحالى، وكان الراحل يتولى مهمة إدارتها فقط، وهذا مكتوب فى التعاقد».

وعما نسب إليه من تصريحات حول أزمة مادية كان يواجهها «كامى»، فى أيامه الأخيرة، رد قائلاً: «الراحل حسن كامى كان يعانى من بعض الأزمات المادية فى الآونة الأخيرة قبل الوفاة.. ولا أستطيع أن أقول أكثر من ذلك». وقال ممثل أسرة الفنان الراحل، اللواء ممدوح محمود، زوج شقيقة «كامى»، لـ«الوطن»: «كامى لم يبع مكتبته، وإن الدولة عليها أن تتدخل لحمايتها كونها بها كتب قيِّمة يصل سعرها لـ100 ألف جنيه للكتاب، وخرائط ومقتنيات تاريخية بخلاف المقتنيات الموجودة فى منزله». وتابع: «الفنان الراحل كان لديه فيلا، و3 سيارات ولديه خادم وطباخ، وكان يرتدى ساعة ثمنها نحو 180 ألف جنيه، وسلسلة ثمنها أكثر من 200 ألف جنيه، والمحامى يدعى أن الفنان الراحل لم يجد ما يأكله فى الوقت الذى لم يترك له أياً من ممتلكاته بما فيها الساعات التى كان يرتديها حين وافته المنية، وهذا غير صحيح لأن الفنان من الأثرياء».

وقال هشام عزمى، رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق، إن «الأوضاع مطمئنة وجارٍ العمل للحفاظ على تراث الفنان الراحل»، مشيراً إلى أنه من المستحيل التعامل بالبيع أو الشراء لأى مخطوطات أو كتب نادرة، وأن ما يتردد عن بيع مقتنيات الفنان الراحل غير صحيح، مؤكداً «أن دار الكتب تتابع الموقف منذ اللحظة الأولى».

 

صورة من عقد الشركة


مواضيع متعلقة