خبراء يشرحون أسباب الانسحاب "الكامل والسريع" للولايات المتحدة من سوريا

07:12 م | الأربعاء 19 ديسمبر 2018

رغم نفى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا، خلال الآونة الأخيرة، أي تغيير في الوجود الأمريكي بسوريا، حيث قال في بيان صدر عنه في وقت سابق من الشهر الجاري، إن "أي تقارير تشير إلى تغيير في موقف الولايات المتحدة فيما يتعلق بالوجود العسكري في سوريا باطلة، ومصممة لزرع الارتباك والفوضى"، إلا أن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية أعلن، الأربعاء، أنه يجري التخطيط حاليا لسحب القوات الأمريكية من سوريا بشكل كامل وسريع.

وأضاف المسؤول، أن القرار اتخذ من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي طالما أشار إلى رغبته في الخروج من سوريا.

ويقول هادي نصرالله، الباحث السياسي اللبناني، إن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الأراضي السورية، خطوة هامة للغاية، مشيرا إلى أنه مطلب مستمر.

وأضاف نصرالله، في اتصال هاتفي لـ"الوطن": "اعتقد أن المتضررين من هذا الانسحاب العسكري هم الأكراد، لا سيما وأن الولايات المتحدة تقدم لهم الدعم، والانسحاب بالنسبة لهم يعني أنهم أصبحوا مكشوفين للعدوان التركي المتوقع على التنظيمات الكردية التي يعتبرها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (إرهابية)، كما أن على عمليات الحكومة السورية إعادة بسط سيادتها على الأراضي السورية الكاملة".

وتابع: "لا نثق بالإدارة الأمريكية لأنها ليست المرة الأولى التي تعلن الانسحاب فيها، سننتظر ونرى، وبخصوص قول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن قواته هزمت تنظيم داعش الإرهابي، فأنا على يقين بأن الجيش العربي السوري أولا والقيادة السورية ثانيا والشعب السوري ثالثا والحلفاء رابعا، هم فقط من هزم تنظيم داعش الإرهابي".

ويختتم نصر الله حديثه لـ"الوطن": "ليتذكر ترامب عندما قامت الولايات المتحدة بضرب الجيش السوري في دير الزور وقتل منهم المئات كي يتمكن إرهابيو داعش من السيطرة على تلال استراتيجية في المنطقة عام 2016".

ولدى الولايات المتحدة حوالي 2000 جندي في سوريا، حيث يقومون في الأساس بتدريب قوات سوريا الديمقراطية لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، حسب تقرير لـ"سي إن إن".

"هذا الانسحاب لم يتأكد بعد"، وفقا للمحلل السياسي السوري، تيسير النجار، لأن روسيا أعلنت التصريح ذاته منذ عامين ولم تنسحب، والذي حدث حينها مجرد استبدال قوات كانت منتشرة على الأراضي السورية، إلى قوات متمركزة في قواعد عسكرية روسية.

واستبعد المحلل السياسي السوري في حديثه لـ"الوطن" انسحاب القوات الأمريكية في سوريا بسبب التواجد الروسي الذي يستمر حتى الآن، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت هذا فقط حتى لا يتسبب حرج مع تركيا التي أعلن رئيسها رجب طيب أردوغان منذ أيام حشد قوات من الجيش التركي لبدء تنفيذ عملية "درع الشمال"، لقتال الأكراد وتحديدا قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب.

وحققت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تدعمها الولايات المتحدة والتي يقودها الأكراد بعض النجاح في الآونة الأخيرة ضد الجماعة الإرهابية، وهي على وشك السيطرة على آخر بلدة كبيرة تحت سيطرة "داعش" شرق نهر الفرات.