لافتات «نعم للدستور» تتحول لدعاية مبكرة لانتخابات مجلس الشعب

لافتات «نعم للدستور» تتحول لدعاية مبكرة لانتخابات مجلس الشعب

لافتات «نعم للدستور» تتحول لدعاية مبكرة لانتخابات مجلس الشعب

لافتة ضخمة تطالب من يطالعها بـ«الاستجابة إلى صوت العقل والتصويت بنعم فى استفتاء الدستور»، هى إحدى اللافتات الدعائية للدستور، التى لا يميز إحداها عن الأخرى سوى توقيع صاحبها، وهو غالبا ما يكون راغبا فى الترشح لمجلس الشعب، أو عضوا سابقا فى البرلمان ويسعى من وراء الترويج للدستور إلى تمهيد الطريق لترشحه للبرلمان وتعريف المواطنين بشخصيته. وبات الترويج للدستور والدعوة للمشاركة فى الاستفتاء بمثابة بوابة ذهبية لراغبى الترشح فى الانتخابات المقبلة. إحدى اللافتات مكتوب عليها: «صوتك غالى.. شارك بنعم للدستور»، مُذيلة بتوقيع حزب «الحركة الوطنية» الذى يترأسه الفريق أحمد شفيق، وحملت اللافتة أيضا صورة المستشار طه سيد حنفى، عضو لجنة القيم بالحزب، وتدعو للتصويت بـ«نعم» على الدستور. وفى العباسية، علق المواطن هانى عبدالدايم لافتة ضخمة فى منطقته، كتب عليها: «صحيح الدستور به أخطاء لكن نتركها لمجلس النواب المقبل لتصحيحها»، حتى جلسات الصلح بين العائلات لم تخل من الدعاية بـ«نعم» للدستور المقبل، كما حدث أثناء جلسة الصلح بين عائلتى زليتين والزوايدة بالبدارى فى أسيوط؛ حيث أعلن أبناء عائلة الزوايدة تأييدهم للدستور بلافتة ضخمة فى سرادق الصُلح. أيمن صلاح مقلد، أحد أصحاب اللافتات الداعية لتأييد الدستور بالمنشية والجمالية، برر دعوته بالتصويت على الدستور بـ«نعم»، قائلا: «الدستور مصلحة عامة، ونفسنا نعمل أى حاجة عشان البلد تتقدم، واللافتة دى مجرد خدمة بسيطة». «مقلد»، الذى ينوى الترشح فى انتخابات مجلس النواب المقبلة، ينتظر إقرار الدستور ويقول: «البلد هترجع أحسن من الأول بعد الدستور، أنا كنت عضو مجلس شعب سابق فى 2009 و2010 عن الحزب الوطنى، وراجل معروف» ويثق «مقلد» فى دور الدعاية كداعم للتصويت على الدستور، ويقول: «حتى لو لم تأت الانتخابات البرلمانية أولا، دايرة المنشية والجمالية كلها عصبيات وقبليات، بنحث الناس تنزل تقول نعم، وإن شاء الله بنسبة 90% الانتخابات الرئاسية هتكون الأول».[SecondImage] «كل الحاجات دى مش هتأثر فى رأى الناس؛ لأن خلاص المصريين بقى عندهم وعى كامل، والسياسة على لسان الجميع»، هكذا يقول المستشار حماد الجندى، النائب السابق لهيئة النيابة الإدارية، الذى أشرف على العديد من الانتخابات السابقة. ويقول المستشار أيمن عبدالوهاب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: «ليست الانتخابات فقط هى الدافع الذى يجعل الأفراد والشركات والأحزاب يعلقون لافتات داعية للتصويت بنعم فى الدستور»، مشيرا إلى أن الظاهرة قديمة لكنها تتضمن أبعادا جديدة، ويضيف: «صحيح بعض اللافتات مرتبطة بالانتخابات، خاصة تلك التى تحمل أسماء معروفة، لها ثقل، لكن أيضا هناك بعدا آخر هو العداء للإخوان، وهذا أمر واضح؛ فالجماعة جعلت فكرة التفاعل مع الدستور كأنه رسالة مضادة لها». اللافتات التى يتبارى أهالى الحسين فى تعليقها بالميدان لتأييد الدستور رسمت خطا جديدا فى مواجهة الإخوان، ولن تستطيع لاءات الجماعة مواجهة «نِعم أولياء الله الصالحين»، بحسب الحاج عبدالله، بائع السبح بالميدان، أحد المشاركين فى تعليق اللافتات، ويقول: «اللى بيحب النبى وسيدنا الحسين لازم يروح يستفتى على الدستور ما حدش فينا هيقاطع، والإخوان ياما شوهوا ديننا». «شريف»، الذى يعمل فى محل كشرى مواجه لجامعة الأزهر، شارك بالنيابة عن صاحب المحل فى تعليق لافتات «نعم للدستور»، يؤكد أنه لا أحد يجرؤ على تقطيع هذه اللافتات مثلما حدث فى بعض الأماكن.