دكان «عم حمودة»: صوت «عبدالوهاب» يعلو فوق «تكتكة» ماكينة الخياطة

كتب: محمد غالب

دكان «عم حمودة»: صوت «عبدالوهاب» يعلو فوق «تكتكة» ماكينة الخياطة

دكان «عم حمودة»: صوت «عبدالوهاب» يعلو فوق «تكتكة» ماكينة الخياطة

يمعن النظر فى قطعة القماش الموجودة أسفل ماكينة الخياطة، محاولاً التغلب على ضعف نظره لاستكمال مهنته، فتخطّيه السبعين من عمره لا يراه عائقاً عن الاستمرار فى عمله داخل دكان بشارع درب نصر بمنطقة بولاق أبوالعلا، حيث يقوم بإصلاح الملابس القديمة، وإعادتها لسابق عهدها بحرفية عالية.

حمودة عبدالفتاح الكبير، يعشق صوت ماكينة الخياطة كعشقه لصوت محمد عبدالوهاب، الذى لا ينقطع عن الدكان، منذ أن تعلَّم أصول مهنته وهو صغير، فكان يعود من المدرسة مهرولاً نحو الدكان، ليساعد والده طوال ما تبقى من ساعات اليوم: «من وقتها لحد دلوقتى باشتغل بنفس الحماس كأنّى لسَّه شباب، اللى اتغير فى شغلى إنى بقيت بصلح اللبس بس، لا بفصّل بنطلون ولا بدلة ولا بجامة زى زمان.. البركة فى الجاهز».

أصعب ما يواجهه «حمودة» فى مهنته حالياً هو لضم الإبرة: «نظرى على القدّ، وأول ما حد يلضمها ليا أو أعرف ألضمها بصعوبة بعد ما ألبس النضارة، أنطلق ومفيش حاجة تقف قدامى»، يقولها بخفة ظله لجيرانه وزبائنه، ثم يحكى عن خوفه على مهنته التى يتوقع أن تنتهى يوماً ما: «الجاهز موّتنا، وأنا شخصياً نفسى أرتاح لكن اللى مانعنى مصاريف الحياة والدنيا». لـ«حمودة» رأى فى الأزياء الآن، يختلف عن وجهة نظر أبناء جيله: «الموضة أحسن من زمان، والناس أشيك. الجينز حلو جداً، والشباب بيلبس كويس، بس المشكلة دلوقتى فى الغلاء بس»، حيث يشفق على الشباب، ويحكى عن الحذاء الذى كان يشتريه من شارع «فؤاد» بـ3 جنيهات ونصف، وفى أغلى حالاته يصل إلى 5 جنيهات ونصف: «وسط البلد كانت فيها الغالى كله، شوف بقى دلوقتى الشباب بيشتروا بكام؟».


مواضيع متعلقة