"مصر تستطيع" يوصي بالاهتمام بـ"الإنجليزية" وتعليم "العربية" بشكل صحيح

كتب: عبده أبو غنيمة واحمد أبو ضيف

"مصر تستطيع" يوصي بالاهتمام بـ"الإنجليزية" وتعليم "العربية" بشكل صحيح

"مصر تستطيع" يوصي بالاهتمام بـ"الإنجليزية" وتعليم "العربية" بشكل صحيح

خرج مؤتمر "مصر تستطيع بالتعليم"، الذي نظمته وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بعدد من التوصيات نتجت عن الكثير من المناقشات والجلسات الحوارية، والتي استمرت على مدار يومين 17 و18 ديسمبر الجاري في مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر.

وبعد نقاشات عديدة، طرح خلالها العلماء أفكارهم الداعمة لاستراتيجية تطوير التعليم التي تتبناها الدولة، وأصدروا عددا من التوصيات وتمثلت في الاستعانة بالخبراء والعلماء المصريين المشاركين في المؤتمر في تقييم المؤسسات التعليمية والمناهج وطرق التدريس ووضع الخطط والبرامج التدريبية الداعمة لنجاح استراتيجية تطوير منظومة التعليم التي تتبناها الدولة، ووفقا للمعايير الدولية، وزيادة الاهتمام بالتعليم الفني قبل الجامعي والجامعي مع إتاحة الفرصة لخريجي التعليم الفني قبل الجامعي في الحصول على الدرجات العلمية الأعلى في تخصصاتهم بعد سنوات من العمل، والاهتمام بتدريس اللغة الإنجليزية، وزيادة عدد ساعات تدريسها؛ باعتبارها اللغة الأكثر انتشارا في المحافل العلمية.

كما أوصى المؤتمر بدراسة الاحتياجات المستقبلية لسوق العمل المحلية والمحيطة لوضع خطط كفيلة بتوفير خريجين متوافقين مع هذه الاحتياجات كأحد أساليب القضاء على البطالة، والاستفادة من تجربة محافظة البحر الأحمر في التغذية المدرسية التي تعتمد الربط بين المدرسة والأسرة، مع الاهتمام بتحويلها إلى منظومة صحية تعليمية متكاملة، تمنع التلاميذ من التسرب وتساعد على تنمية شعور الانتماء للأسرة والمدرسة وهما نواة الانتماء الوطني السليم.

وأكد المؤتمر أيضا ضرورة الاهتمام بتدريس الأخلاق والسلوكيات الحميدة، وربط الطلاب بالموروث الشعبي والوطني عبر تقديم المناهج بصورة شيقة وقوالب فنية ومسرحية ملائمة؛ بهدف الحفاظ على الشخصية المصرية بالشكل الذي يضمن تحقيق الانضباط السلوكي في شتى مناحي الحياة، وتحفيز المستثمرين على إقامة مراكز للتدريب المهني المستمر على الصناعات التي يقيمونها في مصر خصوصا الصناعات المعتمدة على تكنولوجيا حديثة ومتقدمة وحث المستثمرين على زيادة فرص التعليم الفني المزدوج من طلاب التعليم الفني بحلول عام 2030، ومنح امتيازات للملتزمين منهم بهذا المبدأ.

وأكد أيضا على ضرورة الاهتمام بالأنشطة المدرسية مع توظيف برامجها ومسابقاتها في تنمية الطالب وتشجيعه على الالتزام المدرسي وغرس قيم الانتماء ومحبة الآخر وقبوله، واستحداث صياغات وبرامج تعليمية خاصة لذوي صعوبات التعلم والاحتياجات الخاصة لتمكنهم من متابعة المناهج الدراسية بسهولة مع الحفاظ على إدماجهم مع أقرانهم في المدرسة، والتركيز على أهميتهم وفاعليتهم في المجتمع، والحرص على مشاركة الطلاب أنفسهم في وضع المناهج لذوي الاحتياجات الخاصة، والاستفادة من خبرات العلماء المصريين بالخارج وتصميم دورات تدريبية لأهالي وأصدقاء ذوي الاحتياجات الخاصة وصعوبات التعلم لتقبل أبنائهم.

جاء في التوصيات أيضا التأكيد على ضرورة جذب فروع من الجامعات الدولية والبرامج الدولية المانحة للشهادات المتفقة مع المعايير الدولية لزيادة تنافسية المؤسسات التعليمية مع الاهتمام بخفض تكاليف التعليم في هذه المؤسسات، والاهتمام بتشجيع وتعليم الشباب ريادة الأعمال والابتكار في إدارة الأفكار وتحويلها إلى مشروعات اقتصادية ناجحة، واستخدام بدائل إلكترونية للتنمية المهنية وإعداد للمعلمين، وفقا للاستراتيجية الوطنية الجديدة لتطوير التعليم.

كما أكد العلماء المشاركون في مؤتمر "مصر تستطيع بالتعليم" بمناسبة أن اليوم 18 ديسمبر من كل عام هو اليوم الذي خصصته منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم "يونسكو" يوما للغة العربية وهي لغتنا الأم، لافتين إلى أن المؤتمر  مناسبة جيدة للتوصية بالاهتمام بتعليم اللغة العربية تعليما سليما يجعل منها لغة إثراء للثقافة والحضارة الإنسانية.

وخلال 15 ساعة من العمل المتواصل، عقد المؤتمر 12 جلسة نقاشية حضرها العلماء المشاركون في المؤتمر بالاشتراك مع مسؤولين من الوزارات والأجهزة المعنية بالعملية التعليمية وتطويرها والنهوض بها، وجلسة واحدة شارحة قدمها الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، ناقشت الجلسات عددا من الموضوعات وهي التعليم العالي ودعم منظومة الاقتصاد المصري، ومنظومة تعليم أساسي "معلم، مدرسة، منهج" رؤية خارج الصندوق، واسأل الخبراء الذي عقد فى جلستين.

كما ناقش المؤتمر خلال جلساته وظائف المستقبل وريادة الأعمال، وإعداد الطالب لمهارات القرن الـ21، والتعليم العالي ودعم منظومة الاقتصاد المصري، والتعليم الفني والارتقاء بالصناعة والخدمات، والمناهج الدراسية في عصر الذكاء الاصطناعي "متعة التعليم الإلكتروني، ودور المدرسة والفن في تنمية الطالب المدرسي، والتجارب الدولية الناجحة في مجال التعليم العلاجي، وتنمية المهارات للطالب المصري والتعليم المدمج لذوي صعوبات التعلم والقدرات الخاصة، وريادة الأعمال ودور التعليم في تحفيز الطالب على الابتكار.

ويأتي انعقاد مؤتمر "مصر تستطيع بالتعليم" تماشيا مع إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2019 عام التعليم، بما يعكس توجه الدولة المصرية للاستفادة من عقولنا المهاجرة بالخارج ضمن استراتيجية مصر لبناء الإنسان المصري، كما يهدف المؤتمر إلى دعم الجهود الحكومية لتطوير منظومة التعليم ما قبل الجامعي والجامعي وكذلك التعليم الفني لتلبية الاحتياجات المحلية والدولية لسوق العمل، إضافة إلى بحث جهود تأهيل المعلم ورفع المستوى المهني وكذلك آليات النشر العلمي ودور خبرائنا بالخارج في دعم ترتيب الجامعات المصرية دوليا.

جدير بالذكر أن وزارة الهجرة تخلق من خلال سلسلة مؤتمرات "مصر تستطيع" منفذا ومناخا استيعابيا للعقول المصرية المهاجرة في مجال التعليم والبحث العلمي والتعليم الفني لتعظيم الاستفادة ودمج خبراتهم ضمن استراتيجية مصر لتطوير المنظومة التعليمية.

 


مواضيع متعلقة