بريد الوطن| احذروه فهو يكره الموسيقى

بريد الوطن| احذروه فهو يكره الموسيقى
هى مقولة خالدة لفولتير، قالها ليهاجم متطرفى الكنيسة فى عهده وفى كل العهود، وأنا أتعجب.. لماذا يكره الإرهابيون والمتطرفون الفن والموسيقى والأدب والرياضة، ويعتبرون أن تلك الأنشطة تفتح أبواب الشيطان، وتحرض على الرذيلة، علاوة على أنها مضيعة للوقت؟ لقد تعجبت ذات مرة وقد رأيت أحد فقهاء الإرهاب على التليفزيون وهو يقول بمنتهى الثقة: «وكما تعلمون بالطبع فإن الموسيقى حرام بإجماع الفقهاء!»، لذلك أرى تطبيق المثل العربى على المتطرفين على طريقة «داونى بالتى كانت هى الداء».. فما داموا يكرهون الفنون والموسيقى والرياضة والأدب، فإن هذه الأنشطة -جميعاً أو منفردة- قد تكون أفضل الوسائل لمقاومة الإرهاب، إن القضاء على الإرهاب وتخليص العالم من شروره لا يتم من خلال الطلعات الأمنية أو الجوية فقط، وإنما من خلال طلعات أرضية، العمل العسكرى لوحده هو مثل رش المبيد الكيماوى على رؤوس الأشجار وترك التربة موبوءة ومعتلة وعطشى وغير مؤهلة، سوى لنمو النباتات الشوكية، والأعشاب الضارة اليابسة. فى المدارس نستطيع تحقيق التوازن بين التطرف والسماحة، وبين الخير والشر، وبين الإرهاب والتعايش، فلنبدأ فى تعليم الأطفال الموسيقى والرسم والتمثيل والتصوير وكل ألوان الفنون.. صدقونى، كل هذه الأشياء ستقاوم التطرف بدون أى تدخل أمنى أو حكومى، ولكن يجب أن نبدأ من الحضانة!!
سامح لطفى هابيل - محام بالنقض
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي:
bareed.elwatan@elwatannews.com