بالصور| "مطعم فول وفلافل وأسرة متنورة".. قصة "أمل" في التعليم والحب

كتب: أسماء نبيل

بالصور| "مطعم فول وفلافل وأسرة متنورة".. قصة "أمل" في التعليم والحب

بالصور| "مطعم فول وفلافل وأسرة متنورة".. قصة "أمل" في التعليم والحب

عندما ذهبت "أمل" للعمل في مطعم صغير لـ"الفول والطعمية"، لم تكن تتخيل أن انطلاقتها في العمل والتعليم والحب أيضا، سيبدأ من هذا المكان، الذي وجدت فيه شريك عمرها، وبدأت معه تأسيس مطعم جديد، ثم أكملت تعليمها لتحصل على ليسانس الحقوق بالتعليم المفتوح، بدعم من بناتها الثلاث، اللاتي حرصن أيضًا على مساعدة الأسرة في "هدية" مطعم المأكولات الشعبية، رغم حصول أكبرهن على ماجستير في القانون الدولي، وانشغال أصغرهن بـ"الثانوية العامة".

تحكي "أمل" قصتها لـ"الوطن" حيث بدأت من مطعم فول وفلافل يقع بالقرب من مطعمهما بشارع أحمد عرابي على مقربة من محطة مترو أحمد عرابي، "حبينا بعض وكانت قصة حب جميلة".. بهذه الكلمات يصحبها ابتسامة تحمل كما من معاني الحب والاشتياق للذكريات الجميلة، عبرت الحاجة أمل عن بدء تعارفها على زوجها الحاج فارس، الحاصل على ليسانس الحقوق في مطعم والده الحاج سعيد، الذي قررا على إثره إكمال مسيرتهما ومساندة بعضهما البعض، في تطوير الطريق وتوسيعه لمطعم "هدية"، حيث بدأت العمل بمطعم الحاج "سعيد" المتخصص في الفول والفلافل عقب إتمام دراستها بكلية التجارة، ليصبح نجله شريك حياتها المستقبلي.

"عشان أكلنا بيتي ومختلف فقولنا نخليه هدية للناس".. كان هذا السبب الذي عبر به الحاج فارس عن سر اسم هدية، والذي قررا توسيع نشاطهما إليه من أجل التركيز على الأصناف التي يفضلها الناس.

فتقدم الحاجة أمل لزبائنها أنواع الكبدة والسجق وشاورما الدجاج والبطاطس والبانيه والمربى بالقشدة والحلاوة وغيرها من المأكولات التي يفضلها الشعب المصري عن غيرها.

ومن هنا تبدأ أسرة الحاجة أمل في تكوينها، حيث أنجبت 3 فتيات حرصن على إتمام دراستهن والاستمرار فيها حتى الآن، فالأولى حصلت على ليسانس الحقوق وماجستير في القانون الدولي، مستكملة طريقها لتحضير الدكتوراه، والثانية تخرجت أيضا من كلية الحقوق، أما الثالثة فهي في مرحلة الثانوية العامة بإحدى المدارس التجريبية، حتى اعتقدن أن والدتهن ستسير على نفس النهج ونجحن في إقناعها بدراسة الحقوق في التعليم المفتوح، لكن لم يكن الأمر سوى تلبية لرغبة بناتها فقط.

لم تفكر الحاجة أمل وزوجها في نقل مكان قوت يومهم إلى المناطق التي تحوي المطاعم الشهيرة كمصر الجديدة ومدينة نصر، بل كان لديهم مطاعم في أماكن مسبقا مثل شبرا والجيزة ومركز شباب الجزيرة.

لم تفكر في توسيع مساحته على الأقل، راضية ببساطته وتواضعه وزبائنها، الذين يترددون إليها من مختلف الفئات وأنحاء الجمهورية، فيتردد عليها زبائن من الأقاليم والمحافظات المجاورة والمناطق البعيدة، الذين يضطرون إلى طلب السيارات الخصوصية لتوصليهم إليها.

لا تمتلك صاحبة القلوب وذات الطبع الأصيل، صفحة خاصة بها على مواقع التواصل الاجتماعي، فيزيد رضاها يوما بعد يوم بكثرة متردديها من كل مكان دون الحاجة للترويج على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.

"يوماتي باكل عندها، كل يوم بجيلها من قليوب وبقيت عادة عندي، بسيب الوكل في بيتنا وأجي أكل هنا، أكل مية مية ونضيف اللي يخلي الواحد لو شبعان هياكل".. عبر محمد، الذي يبلغ من العمر 65 عاما عن روعة الطعام وطيب مذاقه الذي يدفعه للسفر يوميا إليها.

فيما عبر سعد بركات، المحاسب قائلا، "بتعامل مع الغالية دايما، أنا مش بناديها غير يا غالية عشان هي غالية عالناس كلها، وده السر اللي بيلخصلك كل اللي انتي شايفاه"، تحرص الحاجة أمل على الوجه البشوش والابتسامة الدائمة في وجوه زبائنها، وتأتي مراعاة ظروفهم المادية بالمقام الأول لديها في تحديد أسعار الطعام، قائلة، "أنا ببيع ببلاش قصاد المطاعم التانية".

كما أكدت أن المعاملة الطيبة والتحلي بالذوق مع الزبون هو العمود الفقري لجذبهم، لا بسبب بساطة الأسعار أو جودة الطعام.. لم يقتصر الأمر على الحاجة أمل وزوجها فقط، بل يساندهما بناتهما الثلاثة في أوقات الشدة والذروة. ولم يمنعهن تعليمهن العالي من ممارسة العمل مع والديهن، بل تعودن على الشقاء والتعامل بحرفية مع الزبائن، والذهاب للسوق والأفران وحمل قفص الخبز على رأسهن دون خجل أو إحراج "الشغلانة دي اللي معلماهم ومأكلاهم"، كما عبرت والدتهن، فالفول والفلافل تسببا في تكوين تلك الأسرة المتواضعة الحريصة على إتمام دراستها بتفوق دون التخلي عن عملها الأصلي أو التعري منه.


مواضيع متعلقة