صراع بين أب وابنته على منصب عمدة فى المنوفية

صراع بين أب وابنته على منصب عمدة فى المنوفية
- أوراق ترشح
- الاستفتاء على الدستور
- التنمية الزراعية
- الجلسات العرفية
- عمدة المنوفية
- أوراق ترشح
- الاستفتاء على الدستور
- التنمية الزراعية
- الجلسات العرفية
- عمدة المنوفية
الأب: سأعمل على إعادة القيم القديمة وفوز ابنتى يسعدنى ويرفع رأسى
بدافع مختلف، تقدم كمال الشافعى، مدير سابق لأحد بنوك التنمية الزراعية، بأوراق ترشحه لمنصب «العمدية»، بقرية «كفر الأكرم»، التابعة لمركز قويسنا، بعد أن سبقته ابنته وتقدمت بأوراق ترشحها ليتنافسا على منصب واحد بعد أن أقنعته الأخيرة بضرورة خوض التجربة.
يقول الحاج كمال: «خرجت على المعاش منذ نحو 19 عاماً، وعملى فى عدد من بنوك التنمية والائتمان الزراعى علمنى كيفية التعامل مع كل الفئات وعلاقاتى طيبة بالجميع فضلاً عن ثقة أهالى كفر الأكرم والقرى المجاورة لها، التى جعلتهم يستعينون بى فى جلسات الصلح العرفية فى المنوفية ومحافظات أخرى».
{left_qoute_1}
وعن الدافع لخوض التجربة والترشح لمنصب «العمدة» بقرية كفر الأكرم التى يبلغ تعدادها 7 آلاف نسمة، أكد أن الدستور والقانون يكفلان لأى مواطن التقدم للمنصب، ولكن ما يحدث على أرض الواقع هو توريث للمنصب، وقالها العمدة السابق فى إحدى الجلسات العرفية: «أنا عمدة أباً عن جد عن جد وسأورثها لأولادى مش لأخواتى». وأضاف: «حزنت لترديد مثل هذه العبارات»، مشيراً إلى أنه عزم فى السابق على التقدم للمنصب وتراجع بعد أن وجد شخصاً يكن له كل الاحترام والتقدير وقامة كبيرة يتقدم للمنصب ذاته.
وأضاف: «لدى 5 أبناء، 4 بنات وولد وحيد، والأب هو الشخص الوحيد الذى يتمنى أن يكون أبناؤه أفضل منه، ومن الممكن أن تتحقق أحلام الأب فى أبنائه، ففى شبابى تمنيت أن أكون صحفياً وحققت حلمى فى ابنتى علا الشافعى الصحفية بالأهرام وفى فترة الخمسينات، كنت لاعباً فى نادى الزمالك بفريق الناشئين فى عمر 16 عاماً وكنت كابتن الفريق الذى لعب له الكابتن الشهير حمادة إمام، وتلك الفترة كانت النظرة للعب كرة القدم على أنه عيب ومضيعة للوقت، خاصة فى الريف، ولم أستمر سوى ثلاث سنوات فقط من عام 55، كرست كل جهدى لتربية بناتى وابنى الوحيد وتعاملت معهم جميعاً كأصدقاء نتشاور ونختلف ونتفق مع وجود خط أحمر فى النهاية اسمه الأب».
وحول ترشحه أمام ابنته لمنصب العمدة بالقرية أشار إلى أن ابنته «عبير»، المرشحة للمنصب، هى ابنته الثالثة بين أخواتها ولكن الناس دائماً ما ينادونه بـ«أبوعبير» لنشاطها وتحركها الدائم لحل المشاكل، مثلما يفعل هو، وكثيراً ما كانت تحضر معه جلسات الصلح العرفية. وأضاف: «منذ أيام تلقيت اتصالاً من عبير تخبرنى برغبتها فى الترشح لمنصب العمدة بعد أن علمت بفتح باب تلقى الأوراق بمديرية الأمن، وفى البداية طلبت منها موافقة زوجها التى هى فى عصمته أولاً فأخبرتنى أنه وافق ورحب بالفكرة فأخبرتها بموافقتى، وقلت لها إن هذا يكفله الدستور والقانون وفوزك بالمنصب شىء يسعدنى ويرفع رأسى».
وعن تقبل الأهالى لتولى سيدة منصب العمدة أكد أنه ليس عيباً ولا ضد الدين ولا ضد الدستور، كما أن نظرة الأهالى لمنصب العمدة تغيرت كثيراً مع تغير القيم والثقافة، وفقدت القرى قيمها الجميلة باحترام الكبير والالتزام بالكلمة والميل إلى الحق والسعى وراء الخير، مشيراً إلى أن الطراز القديم من العمدة انقرض ومع الوقت أصبح منصباً بلا قيمة، وكثيراً ما نجد فى القرى أشخاصاً كلمتها أقوى من ألف عمدة بسبب ثقة واحترام الناس.
وتابع: «قديماً كانت القرى لا تخرج مشاكلها خارجها وكان نادراً جداً أن تصل قضية أو شكوى أو محضر إلى قسم الشرطة ولا يتم الاستعانة بالداخلية إلا فى الجرائم الكبرى مثل جرائم القتل بعد أن كانت الجلسات العرفية تقضى على كل المشاكل والمشاحنات بين العائلات فى مهدها، وإذا أراد الله وتقلدت المنصب سأعمل على إحياء هذه القيم من جديد قبل أن تنقرض وسأعمل على توجيه الجهود وتضافر العائلات لخدمة القرية وحل مشاكلها».
كمال الشافعى
الابنة: أخوض التجربة لتغيير نظرة الريف للمرأة.. وقادرة على حل المشاكل
دفعها حب العمل العام، واستنكارها لنظرة المجتمع الريفى للمرأة، إلى محاربة تلك العادات عبر فعاليات عدة، ونظراً لقناعتها بما يمكن أن تقدمه المرأة للمجتمع قررت الترشح لمنصب «عمدة قرية كفر الأكرم» التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية لتصبح أول سيدة تترشح للمنصب، فضلاً عن أنها تنافس والدها الذى ترشح للمنصب ذاته.
تقول عبير كمال الشافعى، معلم خبير بمدرسة قويسنا المتميزة للغات، البالغة من العمر 45 عاماً، إنها علمت بالصدفة عن فتح باب الترشح لمنصب العمدة بالقرية، وإن كثيراً من المحيطين بها دفعوها لاتخاذ القرار نظراً لاهتمامها بالعمل العام وتقديم خدمات لأهالى القرية، حتى إن مديرها السابق كان يناديها بـ«شيخ العرب»، لاعتيادها على ممارسة هذا الدور، فأمعنت التفكير فى الأمر واتخذت القرار، فالمرأة وصلت إلى مقاعد البرلمان والحقائب الوزارية «فلماذا لا تصل إلى منصب العمدة بأى قرية؟»، على حد قولها.
{left_qoute_2}
وأضافت «عبير» أن منافسة والدها على المنصب لا تعنى وجود أى خلافات بينهما، بل بالعكس فهو يدعمها ويساندها خاصة بعد اتخاذها هذا القرار، تماماً كما فعل زوجى: «عرضت الأمر على والدى وقتها كان زوجى العميد بالقوات المسلحة فى خدمته وتعذر الاتصال به، ورحب والدى بعد موافقة زوجى وبالفعل تمكنت من التواصل معه لأحصل على مباركته للقرار، ووجدت منهما كل الدعم والمساندة وفوجئت أيضاً بترحيب أولادى وإعجابهم بالفكرة وأخبروا زملاءهم بفخر فى مدارسهم عكس ما توقعت».
وعن ردود فعل أهالى القرية، أوضحت أنها تباينت ما بين استنكار وترحيب، فهناك من استنكر الفكرة وأولهم الموظفة التى تلقت أوراق ترشيحى، إلى جانب الهجوم الذى وصل إلى حد السباب من قلة جاهلة، مشيرة إلى أنها انخرطت فى العمل العام خلال الانتخابات والاستفتاء على الدستور، وكانت وما زالت حريصة على حضور جلسات الصلح العرفية، لافتة إلى أن ردود الفعل السلبية زادتها إصراراً على خوض التجربة إلى النهاية، بهدف تغيير نظرة المجتمع عن المرأة وقدرتها على تولى كل المناصب القيادية بعد أن وصلت فى أغلب دول العالم إلى مناصب نافذة بداية من رئيسة جمهورية مروراً برئاسة الوزراء وفى مصر وصلت المرأة إلى منصب الوزير والمحافظ ورئيسة مدينة.
وأضافت أنها على يقين من توجه الدولة لتمكين المرأة للمشاركة فى كل المجالات بدعم من الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومنصب العمدة يمكن أن يكون بداية للانخراط فى العمل العام، وخطة من الممكن أن تتطور إلى أماكن أعلى فى المجالس المحلية ومجلس النواب: «مفهوم العمدية وقيمته تغيرا فى الفترة الأخيرة، وهدفى استعادة قيمة وقوة منصب عمدة القرية بالإضافة إلى خدمة أهالى القرية وحل مشاكلهم، أحلم بأن أحول قريتى إلى قرية مثالية ونموذجية مثل قرية كفر وهب التى أطلق عليها أهالى قويسنا كفر باريس، بجهود مواطنيها الذين لم يكن لديهم أى سلطات أو مناصب وأتمنى أن أرى قريتى أجمل قرية».
«ووالدى سندى وهو من زرع فينا حب الخير وقضاء حوائج الناس وأستمد منه القوة، فالعمل ليس بالجنس والنوع بل بالضمير والحب والقوة والقدرة على اتخاذ القرار والقدرة على التصرف فى المواقف وتحمل المسئولية»، قالتها المرشحة لـ«العمدية»، منوهة بأن عمدة القرية يجب أن يكون قادراً على حل النزاعات بسماع كل الأطراف، وهو ما تجيد فعله من خلال مشوارها الطويل فى هذا المجال، حيث حضرت العديد من الجلسات وساهمت فى مشاكل ونزاعات، لافتة إلى أن العمدة بوجوده القوى وحضوره الدائم، منتقدة إقامة كثير من العمد بشكل دائم خارج قراهم ولا يحضرون إليها إلا وقت الأزمات.
عبير كمال الشافعى