لماذا يمثل الإخوان خطرا على ألمانيا أكبر من داعش والقاعدة؟

كتب: عبدالرحمن قناوي

لماذا يمثل الإخوان خطرا على ألمانيا أكبر من داعش والقاعدة؟

لماذا يمثل الإخوان خطرا على ألمانيا أكبر من داعش والقاعدة؟

نشر موقع إذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله"، تقريرا يستند لمصادر أوردها تحقيق لموقع فوكوس، بعنوان "الإخوان المسلمون أخطر على ألمانيا من داعش والقاعدة"، يشدد على أن للإخوان المسلمين تأثيرًا ملحوظًا على الجالية المسلمة بألمانيا.

واستدل التقرير، حسب جهاز الاستخبارات الداخلية الألمانية، بأن الجمعية الإسلامية والتي تعد واجهة الإخوان في ألمانيا، تشكل خطرا على الديمقراطية، إلا أن الأخيرة نفت ذلك.

وحسب تصريحات بوركهارد فرايير، رئيس جهاز الاستخبارات في ولاية شمال الراين فيستفاليا، للمجلة الألمانية، فإنه حذر من تأثير الإخوان المسلمين وأنهم خطر أكبر على الديمقراطية الألمانية مقارنة مع الوسط السلفي الراديكالي الذي يدعم أتباعه تنظيمات إرهابية مثل القاعدة أو "داعش".

السفير رخا أحمد حسن، سفير مصر السابق في ألمانيا، قال إن ألمانيا توجد بها دراسات منذ سبعينيات القرن الماضي، تحذر من الأقليات الإسلمية بشكل عام، لأنها تخلق بؤر ثقافية تؤدي لعادات ازدواجية مخالفة للمجتمع الألماني، وهو ما يضر ببنية المجتمع.

رخا أضاف لـ"الوطن"، أن الألمان يعتبرون تلك الجماعات تهديدًا للديمقراطية الألمانية، التي تعتبر أسلوب حياة أكثر منها أسلوب حكم، حيث تختلف تلك الجماعات الإسلامية، والقادم أغلبها من تركيا، عن طبيعة الحياة في ألمانيا ونظام حكمها ومعيشتها، موضحًا أن ذلك الخوف على الديمقراطية هو السبب الرئيسي لرفض انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.

وأشار سفير مصر السابق في ألمانيا إلى أن الخوف يأتي من الانقسام في المجتمع الناتج عن عدم القدرة على تعايش الجماعة مع المجتمع، واحتمالية وجود عناصر كامنة لديها الاستعداد لممارسة الإرهاب ونشر التطرف، خاصةً أن ألمانيا بها أعداد كبيرة من الإخوان والسلفيين، الذين لا ينتمون لجماعات إرهابية، ولكن من الممكن اعتبارهم عناصر خطيرة على الديمقراطية الألمانية.

من جانبه قال ماهر فرغلي، الباحث في شئون حركات الإسلام السياسي، إن جماعة الإخوان المسلمين تمثل، على المدى المتوسط والبعيد، خطرًا كبيرًا على ألمانيا، بالإضافة للسلفيين المنتشرين فيها، حيث أن الإخوان تتوغل داخل المجتمع ببطئ وبطرق مختلفة.

وأضاف فرغلي لـ"الوطن" أن خطورة الإخوان الحقيقية على الديمقراطية الألمانية، تأتي بسبب توغلهم وتمددهم عن طريق عدم الإعلان عن انتمائهم للجماعات الإرهابية، واستخدامهم القوانين الليبرالية، بعكس تنظيمات القاعدة وداعش التي تعلن عن مسئوليتها عن العمليات الإرهابية بكل وضوح.

وأشار الباحث في شئون حركات الإسلام السياسي إلى أن أعداد الإخوان في ألمانيا يصل للآلاف، ويتوارون خلف جمعيات كثيرة لا تحمل اسم الجماعة، وهناك تخوف من وصولهم للبرلمان الألماني أو الحكومة، لافتًا إلى تنظيمهم جناحا خارجيا للتنظيم الدولي، واستغلال الجاليات واستقطابها للضغط على الحكومات العربية.


مواضيع متعلقة