العدد فى الليمون
- الدورى العام
- القدماء المصريين
- النادى الأهلى المصرى
- جدول الدورى
- عجائب وغرائب
- الدورى العام
- القدماء المصريين
- النادى الأهلى المصرى
- جدول الدورى
- عجائب وغرائب
كانت أصابع اليدين والقدمين، فى قديم الأزل، من الوسائل الفعالة لعملية العد والإحصاء، بعدها أصبح لدى البشرية عدّاد بدائى، مكون من أسلاك وخرز، نشأ فى قارة آسيا الساحرة، وقد تحول هذا الجهاز العظيم الذى ساعد البشرية لمئات السنين إلى لعبة أطفال شهيرة يستخدمها الطفل بألوانها المميزة لكى يتقن العد.. بعدها جاء الدور على القدماء المصريين العظماء الذين ابتكروا الأعداد المكتوبة، وهى رموز تعبر عن الأعداد المختلفة. وقد قام البابليون كذلك بجهد موازٍ لابتكار رموزهم الخاصة. بعدها أضيف للمنظومة مجهود الإغريق، فالهندوس، ثم الرومان، ثم ظهرت الأرقام الهندية، وهى الأرقام التى عدلها العرب واستخدموها فى بلادهم، واستخدموها فى أوروبا، فسميت بالأرقام العربية. وهى المستخدمة الآن فى اللغة العربية.
أى عدد هو كائن رياضى يستعمل فى العد وفى القياس.. والكائن الرياضى هو كائن مجرّد له عدة أمثلة فى الفلسفة الرياضية والرياضيات.. وتُقسم الأعداد إلى أنظمة عددية مختلفة، مثل: الأعداد الطبيعية، والأعداد الحقيقية، والأعداد الصحيحة، والأعداد الكسرية.
وقد قدم العرب كذلك للأعداد وعلومها إهداءً عملاقاً يتمثل فى «الصفر»، وقد تم تسجيل الصفر العربى قبل أن يسجله الهنود ببضع سنوات، وكان مجرد نقطة بعكس الدائرة التى استخدمها الهنود آنذاك للتعبير عن الصفر، لأن الهنود وجدوا تشابهاً بين الدائرة وبين الرقم خمسة فى أرقامهم.
وللأعداد عجائب وغرائب، مثل العدد الغريب 2520، الذى إذا أردنا الحصول على نصفه أو ثلثه أو ربعه أو خمسه أو سدسه أو سبعه أو ثمنه أو تسعه أو عشره عبر قسمته على أحد الأرقام من اثنين إلى عشرة، فسيكون الناتج دوماً عدداً صحيحاً دون أية كسور عشرية (جرب بنفسك).. والطريف أن هذا الرقم ينتج عن عملية ضرب ثلاثة أرقام فريدة فى بعضها، وهى السبعة (عدد أيام الأسبوع) والثلاثون (عدد أيام الشهر) والاثنا عشر (عدد أشهر السنة).
الأرقام عالم غريب وفريد، ولكن علينا الحذر والحرص والانتباه والتركيز عندما نتداول أى رقم من أى نوع فى أى موضوع، لأن الأرقام من عجائبها وميزاتها أنها تخدع إذا صدقناها دون البحث فى سياقاتها، فحين يُقال مثلاً إن أحد لاعبى كرة القدم قد أحرز مئات الأهداف فى مسيرته الكروية، فهذا الرقم وحده لا يكفى للدلالة على كونه لاعباً فذاً، فهنا نحتاج لمعرفة ما طبيعة الفرق الرياضية التى تلقت شباكها هذه الكمية الكبيرة من الأهداف، وعلى كم سنة حدث هذا المعدل التهديفى وغيرها من السياقات، تماماً مثل أن يُقال إن النادى الأهلى المصرى الآن فى مؤخرة جدول الدورى العام المصرى، وهى حقيقة مجردة، لكن سياقها هو أن النادى الأهلى لعب عدد مباريات أقل من نصف ما لعبته الفرق الأخرى نتيجة مشاركاته فى بطولات متعددة وتأجيل مبارياته، وهكذا فالأرقام تخدع، فلا تصدقوا الأرقام أو تكذبوها، فقط ابحثوا عن السياقات، ففيها ما لا يفصح عنه الرقم.. فالعدد فى الليمون لكن العقل فى الرأس.