باية محيي موهبة تبناها الاستعمار.. وناقد: "جوجل" كشف قصورنا تجاه الفن

باية محيي موهبة تبناها الاستعمار.. وناقد: "جوجل" كشف قصورنا تجاه الفن
- الفن التشكيلي
- بابلو بيكاسو
- قصور الثقافة
- محمد كمال
- باية محي الدين
- الفن التشكيلي
- بابلو بيكاسو
- قصور الثقافة
- محمد كمال
- باية محي الدين
احتفى محرك البحث الشهير "جوجل"، اليوم، بالفنانة التلقائية "باية محيي الدين" واسمها فاطمة حداد، جزائرية المولد (1931- 1998)، وهي واحدة من الأسماء المميزة في الفن التشكيلي بصفتها المؤسسة الأولى لمدرسة "الفن البدائي" أو "التلقائي".
وهي فلاحة جزائرية أمية ولدت في 1931 في الجزائر وقت الاستعمار الفرنسي، وكانت تعمل كـ"عاملة أنفار"، ولما رأتها أخت صاحبة المزرعة لفت نظرها وهي تشكل الطين لتصنع تماثيل.
يقول محمد كمال، الناقد والفنان التشكيلي: "ولما كانت نظرة المستعمر للعرب على أنهم خدم فقررت صاحبة المزرعة اتخاذ (باية) خادمة في منزلها، لكنها تحولت من خادمة لفنانة شائعة الصيت في فرنسا بعد أن اكتشف الاستعمار موهبتها، وتزوجت من محمود محي الدين في 1935 وتوقفوا عن نشاطهم الفن حتى نهاية الثورة الجزائرية".
وأضاف كمال لـ"الوطن"، أن الوسط الثقافي الفرنسي احتفى بفن باية محي الدين حيث قرر الفنان العالمي بابلو بيكاسو استقبالها في مرسمه لعدة أشهر، حيث قابلت زميله أندريه بريتون، موضحا أن الفنانة تنتمي لمدرسة الفن التلقائي، وهو أحد الفنون التي تقوم على الفطرة، فهي أمية لم تتعلم القراءة والكتابة كما أنها لم تدرس أصول الفن بشكل أكاديمي.
وأكد أن احتفاء "جوجل" بالفنانة الجزائرية يجعلنا نقف مع أنفسنا فهذه الفنانة التي تعد واحدة من أهم فنانات الفن التلقائي في العالم، اكتشفها الاستعمار ونحن الآن لا نزال نهمل الفن والفنانين، قائلا: "إحنا بنستعمر نفسنا وندمر بلدنا فين الفنانين التلقائيين لمصر وفين رعايتهم"، مؤكدا أن هذا هو دور قصور الثقافة في جميع أنحاء الجمهورية.
وتابع الناقد التشكيلي أن الفن الذي يحتفى به العالم، يرفضه بعض النقاد المصريين، مشيرا إلى أن هناك نقاد مصريون رفضوا الاعتراف بالفن التلقائي، رغم وجود أسماء لهم ثقل عالمي مثل الفنان حسن الشرق ابن المنيا الذي تحتفي به ألمانيا، والنحات جلال حسين ابن محافظة الفيوم، ولويس توفيق الترزي الأصم الأبكم الذي برع في هذا النوع من الفن، ومحمود اللبان وغيرهم الذين لا يلقون أي اهتمام من الدولة.