«قصر الخديوى توفيق» بحلوان فى قبضة الخارجين عن القانون.. والأهالى: «يا تهدوه يا تهتموا بيه»

«قصر الخديوى توفيق» بحلوان فى قبضة الخارجين عن القانون.. والأهالى: «يا تهدوه يا تهتموا بيه»
- أزمة القمامة
- أهالى المنطقة
- التوك توك
- الخارجين عن القانون
- الخديوى توفيق
- تجار المخدرات
- تعاطى المخدرات
- حل أزمة
- حل الأزمة
- آثار
- أزمة القمامة
- أهالى المنطقة
- التوك توك
- الخارجين عن القانون
- الخديوى توفيق
- تجار المخدرات
- تعاطى المخدرات
- حل أزمة
- حل الأزمة
- آثار
بناية ضخمة ذات طراز معمارى فريد دل على قدم تاريخها الذى يعود إلى أواخر القرن الثامن عشر، «قصر الخديوى توفيق» هكذا يعرّفه سكان شارع الجبل بمدينة حلوان، حيث أحد الشوارع الذى يطل عليه المبنى الواقع فى الجهة الخلفية من مستشفى حلوان العام، ظهرت عليه ملامح التخريب التى طالته على مدار عقود طويلة مضت، فكانت مداخله خالية من أبواب تحميها، كما خلت جدرانه المرتفعة من نوافذها التى لم يبق منها إلا آثارها، ورغم الأهمية التاريخية التى قد يبدو عليها «القصر» إلا أن أحداً لم يكن يتولى حراسته من اللصوص ومن كل باحث عن مأوى لفعل كل ما هو مخالف، حسبما قال سكان المنطقة.
{left_qoute_1}
محمد عبدالوهاب، رجل سبعينى يعيش فى منزل مجاور لـ«قصر الخديوى توفيق» منذ ما يزيد على 35 عاماً، يحكى ما يراه على مدار هذه العقود التى جاور فيها ذلك المبنى العتيق، الذى يزداد حاله سوءاً يوماً بعد يوم: «كل يوم بيعدى الوضع بيبقى أسوأ من اليوم اللى قبله ومبقيناش عارفين نعمل إيه».
أرض واسعة يقع عليها «القصر» يطل منها على 3 شوارع رئيسية كبيرة فى حلوان، ما جعل «عبدالوهاب» يتحسر على هذه المساحة غير المستغلة من قبل المسئولين عنها، التى أصبحت مطمعاً للكثيرين من تجار وشاربى المخدرات، على حد قوله: «المبنى بقى مكان لشرب المخدرات وكل الخارجين عن القانون»، لم يكن «القصر» وكراً للخارجين عن القانون فحسب، على حد قول «عبدالوهاب»، وإنما تحولت الأرض المحيطة به مع مرور الوقت إلى مقلب كبير للقمامة: «بالليل ريحة الزبالة بتكون فظيعة، الناس بتيجى من أماكن بعيد ترمى الزبالة هنا، ولما بيولعوا فيها الدخنة بتطلع علينا تخنقنا فى بيوتنا».
حفرة كبيرة قام الحى بحفرها فى الأرض الفضاء أمام المبنى والتابعة له، قبل بضع سنوات، كانت، على حد قول «عبدالوهاب» لحل أزمة القمامة التى يعانون منها، إلا أن ذلك لم يكن حلاً، بل ساعد على زيادة الأزمة، ليعبر عن ذلك قائلاً: «بدل ما يحلوا الموضوع حولوا المكان لمقلب زبالة رسمى كل الناس بترمى فيه، هم ريحوا دماغهم وإحنا مش مهم».
وفى بيت آخر يطل على هذا المبنى المهجور، كان أحد السكان، رفض ذكر اسمه، تحدث عن معاناة يعيش فيها هو وأسرته منذ سنين طويلة بسبب هذه «الخرابة» حسب ما وصفها: «حرام اللى إحنا فيه ده، بالليل مبنعرفش ننزل من بيوتنا من اللى بيحصل فيه»، متحدثاً عن عمليات سرقة متواصلة لكل ما كان يحتوى عليه القصر، من أخشاب وحديد وأبواب ونوافذ، ورغم الشكاوى المتكررة التى تقدم بها الأهالى إلى حى حلوان، على حد قوله، إلا أنها لم تغير شيئاً: «اشتكينا كتير للحى عشان ييجوا يشوفوا حل للموضوع ده ويريحونا بيردوا علينا يقولوا لنا إن المبنى عليه نزاع بين وزارتى الصحة والآثار، عشان هو فى ضهر مستشفى حلوان العام، المستشفى عايزه تاخده تعمله مستشفى كبيرة والآثار بتقول لأ ده آثار ولازم نحافظ عليه، وفى الآخر لا هو متحافظ عليه كأثر ولا اتحول مستشفى تنفع الناس».
وأشار إلى أنه غير متأكد من كون هذا القصر يعود إلى الخديوى توفيق كما يتردد منذ عقود طويلة أم أنه يعود إلى غيره، إلا أن هذا لم يشغل باله على أى حال، وفق قوله، وإنما كل ما يشغله أن تحل هذه الأزمة التى يعيش فيها جيرانه: «مش مهم دلوقتى هو كان بتاع مين، المهم إنه يا إما يتهد ويتعمل بدل منه حاجة تفيد الناس يا إما يحافظوا عليها ويرحمونا من اللى بنشوفه كل يوم».
«المكان بقى مأوى ببلاش للمجرمين ومحدش قادر يقف قدامهم» يقولها الخمسينى كمال هليل، صاحب كوافير رجالى مجاور لـ«القصر»، ويسكن فى هذا الشارع منذ عام 1995، من خلال محل عمله المجاور لمستشفى حلوان العام فهو على تواصل مع الكثير من العاملين فيه، ومن خلال حديثه معهم تأكد من الأنباء التى تتردد حول الأزمة القائمة بين وزارة الصحة ووزارة الآثار على هذا المبنى: «فيه خناقة بين وزارتى «الصحة والآثار» عليه، كل جهة عايزه تاخده ليها، ساعات نسمع إنه هيتهد ويتعمل مستشفى استثمارى، وده لو حصل بالنسبة لنا هيكون أفضل لأنها هتدى روح للمكان وهتمنع الوباء اللى بنشوفه هنا والمشاكل والقلق اللى إحنا فيه، بس برضه كله كان كلام ومحصلش حاجة لحد دلوقتى».
لم يتخذ الخارجون عن القانون هذا المكان لتجارة وتعاطى المخدرات فحسب، وإنما كان أيضاً مقراً لهم، حسب «هليل»، لتنفيذ بعض العمليات الإجرامية الأخرى: «كتير بنات اتخطفت فى المكان ده، وكتير كمان بلطجية يخطفوا عيل بتوك توك ويجيبوه هنا يثبتوه وياخدوا منه التوك توك بتاعه، ده غير بقى تجار المخدرات والدعارة اللى بتحصل فيه سواء بمزاج البنات أو غصب عنهم».
قرب مقر رئاسة حى حلوان من المبنى، وكثرة الشكاوى التى لم تؤت ثمارها على مدار أعوام طويلة مضت، جعلت أهالى المنطقة يتدخلون بصورة مباشرة فى محاولة منهم لحل الأزمة، وفق قول «هليل»، فقبل 8 أعوام، عندما بدأت الأمور تزداد سوءاً تجمع أهالى المنطقة وقاموا بشراء مواد بناء واستخدموها فى إغلاق كافة مداخل «القصر»، إلا أن ما فعلوه أتى بنتائج عكسية، معبراً عن ذلك بقوله: «للأسف عملوا لنفسهم مداخل تانية واللى اتعمل بقى لصالحهم هما والمكان بقى مقفول عليهم، لأن القصر ليه أكتر من مدخل عشان مساحته كبيرة جداً».