بعد قضية أقدم سجين بمصر.. أغرب 5 حالات أشعلت فتنة الثأر في الصعيد

كتب: محمد متولي

بعد قضية أقدم سجين بمصر.. أغرب 5 حالات أشعلت فتنة الثأر في الصعيد

بعد قضية أقدم سجين بمصر.. أغرب 5 حالات أشعلت فتنة الثأر في الصعيد

أحد أخطر الظواهر الاجتماعية في مصر، يعاني منها المجتمع المصري كمعاناته من الإرهاب، يقوم فيها فئات بالخروج عن القانون، وهي قديمة قِدَمَ الوجود البشري على سطح الأرض، وبالمجتمعات المستقرة تعتبر أحد أهم منغصات سلامتها وأمنها والعدو الأول للتنمية والتطوير لتمسك أبناء تلك الظاهرة بعادات موروثة لا تتغير بتغير السنوات عليهم.

شهدت ظاهرة الثأر أو "التار" حالات غريبة للغاية تؤدي بدورها لإشعال تلك الفتنة الخامده شررها في هشيم المحافظة التي تقع بها، ولا تلبث حتى تحصد في طريقها العديد من الأرواح بعد قيام نزاعات قبلية، وتبرز في المحافظات ذات العصبية القبلية مثل صعيد مصر.

"كنت مغصوبا على الأخذ بالثأر.. عاداتنا في الصعيد"، كلمات قالها كمال ثابت، المعروف إعلاميا بـ"أقدم سجين في مصر" الذي أكد أنه وإذا لم يأخذ بثأره لعاش ذليلا بقية حياته "لا مفر منه ولا مهرب".

- "معرفتش أقتل قاتل ابني قتلت اللي شهد الواقعه في أسيوط":

في إحدى الوقائع الغريبة في جرائم الثأر بمحافظات الصعيد، اقتص أهل الضحية لثأرهم من طرف آخر لمجرد أنه شهد الواقعة ولم يتدخل فيه ما لا يصدقه عقل، حيث انتقمت سيدة لموت نجلها من أحد المسنين ممن صادف حظه بأن يخرج من منزله ليشهد جريمة ثأر قتل خلالها نجل تلك السيدة بعدما حاول أن يحتمي بذلك الرجل المسن ولكنه عجز عن حمايته ليلقي ذلك الشاب مصرعه على يد خصومه.

وتنتهي تلك الواقعة عند ذلك الرجل المسن ولكنها لم تنته عند والدة الشاب المقتول حتى بدأت تفكر في الثأر لنجلها من ذلك الرجل العجوز الذي رفض حماية نجلها لتتفق مع أحد الأشخاص على قتل حفيده البالغ من العمر 11 عاما في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها محافظة أسيوط في يونيو 2016.

- "حمار أكل من أرض مجاورة فقامت الحرب بأسيوط":

لم تكن تلك الواقعة هي الأولى التي شهدتها محافظات الصعيد، فداخل إحدى زراعات مركز "منفلوط" بمحافظة أسيوط قامت سيدة بترك حمارها يتجول داخل الأرض الزراعية لها، فخرج عن حدود المزرعة وتجول في أرض زراعية لجارها، وقام بأكل بعض الخضرة من أرض جارها، حدثت مشادة بين السيدة وجارها في المزرعة، الذي وعلى إثرها تلقت عيار ناري ما أرداها قتيلة في لحظتها.

لم يكتف صاحب المزرعة بقتل السيدة بينما أصيب أحد أفراد عائلتها بطلق ناري ويدعى "سرور.ع.م.ع" 23 سنة، في الصدر، ورش خرطوش بالقدم اليسرى، و"محمد.ف.ك" 26 سنة، فلاح، مصاب برش خرطوش بالوجه والرأس، من عائلة "علي محمد"، الطرف الأول، بسبب "حمار"، تجول في الأرض الزراعية المملوكة.

جاء ذلك على يد أفراد من عائلة "قناوي" وإصابة "محمد.س.ع" 30 سنة، فلاح، مصاب بجرح سطحي بالرأس، و"عبد العزيز.م.ف.س" 44 سنة، فلاح، مصاب بطلق ناري بالقدم اليمنى، طرف ثان، و"محمود.س.ح" 15 سنة، طالب، مصاب بطلق ناري بالظهر، تم تحويله إلى مستشفى أسيوط الجامعي، تصادف مروره وقت المشاجرة.

وبعد الفحص تبين حدوث مشادة كلامية بين الطرفين، بسبب نزول حمار خاص بالطرف الأول لأرض زراعية ملك الطرف الثاني وإحداث بعض التلفيات بها، وفي آخر الشهر قام أفراد من عائلة "أبوالعلا" بقتل أحد أفراد عائلة "قناوي" ثأرًا للسيدة القتيلة الأولى في ديسمبر من عام 2016.

- "الأرض ليست ملكك في أسوان":

وفي أسوان، أوقدت نار الفتنة والحرب الثأرية بين قبيلتي "دبوادي" و"بني هلال" بأسوان اللذان يحملان تاريخا من الثأر والدم يصعب نسيانه أو تجاهله، واشتهرت قبيلة "الدابودية" بعزة النفس وعدم الرضوخ للحلول الوسط، أما قبيلة بني هلال فيرجع نسبها إلى بني عامر بن معاوية بن هوازن بن منصور بن عكرمة، وهي قبيلة نازحة من شبه الجزيرة العربية، وتعتبر واحدة من أشهر وأكبر القبائل العربية التي هاجرت لشمال إفريقيا في بداية القرن الخامس الهجري، وتُعرف في التراث الشعبي بـ"تغريبة بني هلال".

وفي أبريل 2014 أشعلت فتنة الثأر التي أسفرت عن مقتل 28 شخصا، حتى تجددت الاشتباكات مرة أخرى في يونيو 2014، وأسفرت عن مقتل شخصين، ما دعى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إلى التدخل للصلح بين القبيلتين.

- "الثأر لا يمت بمرور الأعوام"

وفي مركز "البداري" بمحافظة أسيوط يعتبر الصراع بين عائلتي "النواصر" و"زناتي" واحد من أقدم صراعات الثأر في مركز البداري ويعود لعام 1947 ويرى أفراد العائلتين الثار كردا للكرامة ورفضهما لادراج كلمة "مصالحة" في قاموسهما حتى الآن رغم وصول عدد ضحايا إلى 27 قتيلاً.

- "رقم قياسي بأعداد المتوفين بسبب الثأر في عائلة واحدة"

وفي مركز "أبنوب" بمحافظة أسيوط أيضا سجلت عائلات "العسيرات" رقما قياسيا في عدد ضحايا الصراعات الثأرية التي نشبت بينهم الذي وصل إلى 200 قتيل منذ بداية الخصومات في عام 1950، حتى نجحت قوات الأمن أخيرا في إنهاء 60 خصومة ثأرية وإتمام المصالحات بين العائلات المتخاصمة، وكان أشهرها في محافظة سوهاج هي التي قامت بين عائلتي "الحناشات" و"عبدالحليم" في قرية بيت علام التي راح ضحيتها 22 شخصا.


مواضيع متعلقة