بخلاف الفرنسيين.. أصحاب السترات الصفراء في مصر يعمرون ويبنون: اتعلموا

كتب: محمود حسونة

بخلاف الفرنسيين.. أصحاب السترات الصفراء في مصر يعمرون ويبنون: اتعلموا

بخلاف الفرنسيين.. أصحاب السترات الصفراء في مصر يعمرون ويبنون: اتعلموا

متشابهون في الزي ولكن مختلفون في الهدف.. فعلى بعد 60 كيلو مترا من العاصمة القاهرة، ترى ملحمة وطنية بطلها العمال يرتدون "السترات الصفراء".. يخترقون قلب الصحراء لبناء المشروعات القومية، ولكن على بعد أكثر من 3 آلاف كليو متر من القاهرة، حيث العاصمة الفرنسية باريس تجد الخراب والدمار الذي ينفذه أصحاب "السترات الصفراء"، رغم التنازلات التي قدمها الرئيس الفرنسي ماكرون وأعلنتها الحكومة وأقرها البرلمان، بدعوى الضرائب المفروضة على الوقود.

 

العاصمة الإدارية الجديدة

بسواعد مصرية، يجرى العمل على مدار اليوم دون توقف، لإنجاز مشروع العاصمة الإدارية القومي الكبير في الوقت المحدد له، الذي اعتبره الكثيرون تحديا جديدا لا بد من إكماله، كلا منهم يسعى لتحقيق الحلم المقرر الانتهاء من المرحلة الأولى منه عام 2023.

وينقسم العمل في العاصمة على مساحتها الشاسعة البالغة نحو 168 ألف فدان إلى مجموعة من المراحل المختلفة، تبلغ مساحة العمل في المرحلة الأولى فقط نحو 10 آلاف فدان، بعض شركات المقاولات المصرية تختص بتنفيذ الحي السكني، والبعض الآخر لتنفيذ الحي الحكومي، وثلاثة للمدن الطبية والرياضية ومركز المؤتمرات والحديقة المركزية.

"ما تحقق من إنشاءات يسر العين".. هذا ما قاله محمد عطا، أحد العمال بالعاصمة الإدارية، مضيفا "العمل مستمر على مدار الـ24 ساعة في جميع المواقع .. ونحن نسابق الزمن للانتهاء من التكاليف التي أسندت ألينا".

 

أنقاق قناة السويس

لا يختلف المشهد كثيرا عما هو موجود بالعاصمة الإدارية الجديدة.. فتجد خلايا النحل هنا وهناك يعكفون على العمل وهم يرتدون "السترات الصفراء"، كلا منهم يهدف إلى إنجاز مشروع أنفاق قناة السويس الجديدة، ويتضمن 7 أنفاق أسفل قناة السويس لعبور السيارات.

إبراهيم ناصر، شاب يبلغ من العمر 27 عامًا، من ضمن العمال المشاركين في تنفيذ المشروع الكبير، يقول لـ"الوطن"، إنه يعمل في المشروع منذ العام الماضي، وتم تكليفه للعمل في من قبل شركته التي تسهم في تنفيذ مشروع أنفاق قناة السويس، وتتركز مهام وظيفته في محافظة الإسماعيلية.

وبحسب ناصر، "العمل في الموقع لا يتوقف أبدًا ومستمر على مدار اليوم، فالعمل ورديتان كل منهما 12 ساعة متواصلة، الكل يهدف لإنجاز المهام المطلوبة في الوقت المحدد".

 

 

باريس

بوتيرة متسارعة، اتسعت دائرة العنف في فرنسا، مقابل رفع المحتجين من عناصر السترات الصفراء، وغيرهم سقف مطالبهم، بعد استجابة الحكومة الفرنسية الجزئية الأسبوع الماضي، لمطلب إلغاء ضرائب المحروقات، وتعليق تلك الضرائب لمدة 6 أشهر.

وتجددت المواجهات صباح السبت بين الأمن ومثيري الشغب الذى حاولوا الخروج في مسيرة إلى قصر الإليزيه، للمطالبة بحل البرلمان ورحيل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن السلطة، وخروج فرنسا من عضوية الاتحاد الأوروبي، بخلاف رفع الحد الأدنى للأجور.

وانتشرت مظاهر العنف والدمار والخراء في شوارع عاصمة الجمال باريس.. وخلال المواجهات التي سقط خلالها عدد من المصابين، ارتفعت حصيلة المعتقلين لما يزيد على 500 شخص، وسط حالة من الكر والفر بمحيط الشانزليزيه، وعدد من المناطق الحيوية في العاصمة الفرنسية باريس.

واستخدمت عناصر الأمن قنابل الغاز في محاولة لتفرقة المحتجين دون جدوى، وسط صدامات عنيفة قرب قوس النصر، وذلك بعدما أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية الاستعانة بـ89 ألف عنصر أمنى لمواجهة تلك الاحتجاجات.

وكانت احتجاجات السترات الصفراء التي انطلقت قبل قرابة شهر، تطالب فقط بإلغاء الضرائب المفروضة على المحروقات، وهو المطلب الذى استجابت له الحكومة الفرنسية منتصف الأسبوع الماضي، بتعليقها تلك الضرائب لمدة 6 أشهر.

 

 

 

 

 


مواضيع متعلقة