مشاركون في "السترات الصفراء" لـ"الوطن": إما تنحي ماكرون أو الاستفتاء

مشاركون في "السترات الصفراء" لـ"الوطن": إما تنحي ماكرون أو الاستفتاء
تحدثت "الوطن" مع مشاركين في احتجاجات حركة "السترات الصفراء" التي انطلقت اليوم في العاصمة الفرنسية "باريس"، والتي تتواصل رغم تراجع الرئيس إيمانويل ماكرون، عن قراراته بشأن زيادة رسوم الوقود والمحروقات.
وفضل المحتجون، الذين تحدثت معهم "الوطن" عبر تطبيق "تليجرام"، استخدام الأحرف الأولى من أسمائهم فقط، أو الاسم الأول، خوفا من الشرطة السرية على حد قولهم.
وقال "تايون" أحد المحتجين لـ"الوطن"، إن الفرنسيين مستاؤون من الأوضاع الاجتماعية، وأن الفرنسيين خرجوا إلى الشوارع لكي يعرف الرئيس "ماكرون" ذلك، مضيفًا: "لذلك من الممكن أن يطلب منه التنحي عن منصبه".
وأضاف: "أنا لا أخشى من حدوث فوضى في حال رحيل ماكرون، لكن في الوقت ذاته ليس من المؤكد رحيله".
وواجهت "الوطن" محتج "السترات الصفراء" بأن الرئيس وحكومته تراجعوا عن القرارات بشأن زيادة الضرائب على المحروقات، فرد قائلًا: "الحكومة منفصلة عن الواقع، الرئيس الفرنسي قال لنا إنه سيتراجع عن الضرائب، لكن المشكلة أننا بالفعل لدينا كثير من الضرائب، ونحن نعاني من الجوع وقلة المال، وإننا بحاجة إلى تعديل هذه الأوضاع".
"الناس تطالب بذلك لكنه ليس حلا"، هكذا تحدث "إم . بي" محتج آخر من بين محتجي حركة "السترات الصفراء" لـ"الوطن"، عن المطالبات باستقالة الرئيس الفرنسي، قائلا: "أناس كثيرون في الشوارع يطالبون باستقالة ماكرون، لكن هذا في رأيي ليس حلا لمشكلاتنا الاجتماعية".
واستدرك: "لكن في الوقت ذاته فإن النظام الحالي، يحتاج إلى إجراءات مراجعة ليكون نظام أكثر عدلا وإنصافا".
وأوضح المحتج: "العبء الضريبي ثقيل جدا على جميع مواطني الطبقات الوسطى، بينما الأغنياء يدفعون ضرائب قليلة جدا".
وتابع: "كثير من المواطنين يشكون عدم قدرتهم على إكمال الشهر نتيجة نقص المال، والزيادة في الضرائب التي كانت مقررة في يناير كانت ستزيد الضغط على الأسر الأكثر هشاشة".
وأشار المحتج: "الحل ليس في إسقاط النظام، الحل في مراجعة النظام بعمق، واعتماد بعض الأدوات الديمقراطية كالاستفتاء الشعبي".
واندلعت الاحتجاجات في نوفمبر بسبب الضغط على ميزانيات الأسر بضرائب الوقود، ومنذ ذلك الحين تحولت المظاهرات إلى تمرد واسع شابه العنف في بعض الأحيان، ولا يوجد زعيم رسمي لحركة الاحتجاج مما يجعل من الصعب التعامل معها.
وقالت السلطات إن الاحتجاجات اختطفتها عناصر يمينية متطرفة وعناصر فوضوية تصر على العنف وتثير الاضطرابات الاجتماعية في تحد مباشر لماكرون وقوات الأمن، ومع ذلك، اضطر ماكرون للقيام بأول تنازل كبير في رئاسته بالتخلي عن ضريبة الوقود، وتراجعت شعبية ماكرون في استطلاعات الرأي.
ورغم التنازل، تواصل حركة "السترات الصفراء" المطالبة بتنازلات أكثر من الحكومة بما في ذلك خفض الضرائب وزيادة الرواتب وخفض تكاليف الطاقة وحتى استقالة ماكرون، ولم يتحدث ماكرون علانية منذ أن أدان اضطرابات يوم السبت الماضي أثناء قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين لكن مكتبه قال إنه سيلقي كلمة للأمة مطلع الأسبوع.
وتعد هذه أكبر أزمة تواجه ماكرون منذ انتخابه قبل 18 شهرا، حيث ترك لرئيس الوزراء إدوار فيليب التعامل مع الاضطرابات وتقديم تنازلات، لكنه يتعرض لضغوط للتحدث بينما تحاول إدارته استعادة زمام المبادرة بعد ثلاثة أسابيع من الاضطرابات الأسوأ في فرنسا منذ أعمال الشغب الطلابية عام 1968.
كما أعلنت نقابة الشرطة الفرنسية "Vigi"، أمس، إضرابا مفتوحا يبدأ اليوم، تزامنا مع الإضراب الذي أعلنت عنه ما يسمى حركة "السترات الصفراء"، التي تنفذ احتجاجات منذ 17 نوفمبر، وفقا لما ذكرته الوكالة الروسية نوفوستي.