"همام" طفل صعيدي حلمه "تلميذ" ومهنته "صبي فول" في الإسكندرية

"همام" طفل صعيدي حلمه "تلميذ" ومهنته "صبي فول" في الإسكندرية
- الزيت الحار
- الساعة الخامسة
- السبع بنات
- الشنط المدرسية
- العام المقبل
- تقديم أوراق
- شراء الخبز
- صندوق خشب
- مؤهل متوسط
- منطقة المنشية
- الزيت الحار
- الساعة الخامسة
- السبع بنات
- الشنط المدرسية
- العام المقبل
- تقديم أوراق
- شراء الخبز
- صندوق خشب
- مؤهل متوسط
- منطقة المنشية
في ساعات الصباح نفسها التي يبدأ بها عمله كـ"صبي" على عربة الفول المجاورة لمبنى إدارة غرب التعليمية والكائنة بشارع السبع بنات بمنطقة المنشية، يُفكر الطفل "همام هاني"، 14 عامًا، الصعيدي القادم من المنيا في حلمه، الذي ظل يراوده بعد تخلفه عن الذهاب إلى المدرسة قبل عامين بسبب انتقال أسرته إلى الإسكندرية، للعمل حيث يعمل بصناعة الفول وتقطيع الخبز البلدي إلى أنصاف.
في الوقت الذي يدق صوت جرس الفناء استعدادًا لتنظيم الطوابير، يجر "همام" عربة تحميل الأواني الفارغة في الشارع، فينظر إلى نفسه وإلى التلاميذ الذين في عمره نفسه وهم ذاهبون إلى المدرسة، يحملون الشنط المدرسية.
يستيقظ "همام" كل صباح، ويبدأ في النهوض، ليطبع ابتسامه على وجه شقيقته الصغرى البالغة من العمر 9 أعوام، مستعدًا للخروج من المنزل ليعد مهامه من تنظيف الآواني وشراء الخبز البلدي بكميات وإعداد خلطة الفول المتميزة بالزيت الحار ليخرج وهو يرتدي حذاء "كزلك" من البلاستيك بقدميه، وملبس خالي من روح الطفولة المعتادة، ليستقر الطفل الصعيدي بالوقوف على "عربة الفول" في الإسكندرية.
يقف الطفل همام، وهو يعمل بشغف، على عربة خشبية مليئة بأنواع الطعام، بها الفول آكلة أساسية بجانب عدد من المقليات من الباذنجان والبطاطس بالإضافة إلى المخللات وأنواع من السلطات والبيض.
يبدأ يوم "همام" بشراء الخبز ثم تقطيع الأرغفة أنصاف على صندوق خشبي مستعينًا بسكين، ثم بخطوات يأتي بالعربة الكائنة بمحل يمتلكه والده بالمنطقة نفسها إلى ناصية الشارع ويبيع سعر نصف الفول بـ2 جنيها، متطلعا إلى التعامل مع زبائنه من الكبار والصغار، الذين اعتادوا على الوقوف حول العربة بتمام الساعة الخامسة يجمع الآواني الفارغة بالعربة ليرجعها إلى المحل.
يتمتع الطفل الصغير بروح المرح حتى أصبح محبوبًا من الزبائن، ويحرص على مصاحبة التلاميذ في المدارس المجاورة، ليتعلم منهم الدروس.
ويقول "همام" لـ"الوطن"، إنه تخلف عن الذهاب إلى المدرسة منذ إتيانه إلى الإسكندرية لانشغاله في العمل، حيث أتى برفقة والديه وشقيقته الوحيدة، مؤكدًا أنه رغب في مساعدة والده بالعمل على العربة خصوصًا بعد خسارتهم حيث كان يعمل الأب عاملًا زراعيًا بالمنيا حتى قرر الانتقال إلى محافظة أخرى.
يسكن الطفل بالمنطقة نفسها، ما ساهم في ذياع صيته بشكل أكبر لقرب منزله من مكان عمله، قائلاً: "أنا احترفت الشغلانة وأخدت عليها، بس طبعا حلمي أكمل دراستي في المدرسة أنا المفروض أكون في 5 ابتدائي من عامين".
ويؤكد أنه يحصل على مصروفه اليومي من والده، 20 جنيهًا، نظير عمله الـ12 ساعة، حيث يقف على العربة بجانب والده وعامل آخر.
يرفض والده همام هاني، الحاصل على مؤهل متوسط، العمل بالمحل الذي امتلكه منذ اقتطانه بالمنطقة بمعاونة الأهل في جمع المال، وذلك لأن المحل يقع في إحدى الشوارع الخلفية وليست الرئيسية بالمنشية ما يُخفى عن عين الزبون.
ويقول والده إنه عندما اتنقل اشترى محل بإحدى الشوارع الجانبية، إلا أنه مازال يقف على العربية مع نجله بالطريق الرئيسي، موضحا أنه يسهل في التردد عليه من أصحاب الميكروباصات والمارة الذاهبون إلى العمل في أوقات الصباح.
ويضيف أن المبلغ الذي يتقاضاه ابنه بسيط جدا: "هو بياخد الفلوس دي ليه، وأنا بحوش ليه فلوس تاني"، موضحًا أن ذلك ليس سعرًا لليومية التي يجب أن يحصل عليها عملاء عربة الطعام بالشارع.
وأكد أنه يحرص على التحاق نجله الصغير بالمدرسة حيث الصف الخامس الابتدائي: "هخليه يروح المدرسة ويبدأ يذاكر من السنة الجاية"، مشيرًا إلى تقديم أوراقه إلى مدرسة أحمد لطفي التجريبية.