لتجنب غضبه.. جزر أولاوند تقدس البحر بتقليد يشبه عروس النيل في مصر

كتب: صفية النجار

لتجنب غضبه.. جزر أولاوند تقدس البحر بتقليد يشبه عروس النيل في مصر

لتجنب غضبه.. جزر أولاوند تقدس البحر بتقليد يشبه عروس النيل في مصر

منذ مايزيد على 7 آلاف عام، اعتاد المصريون القدماء على إرضاء نهر النيل بتقديم الهدايا والقرابين له، وكان الأمر يصل إلى أن يقدموا له الفتيات الجميلات التي يطلقون عليها عروس النيل.

ورغم أن الفراعنة سبقوا غيرهم فى تقديس نهر النيل إلا أن هناك شعوب قلدتهم فى تقديس بعض البحار أو الخوف منها، بتقدم الفتيات الجميلات هدايا لها، فقد عرفت جزر أولاند التابعة لفنلندا هذا التقليد، وكانت تفعله كل عام في احتفال فريد يعرف باسم "يوم البحر".

ففي هذا اليوم يحمل السكان المشاعل ويرتدون ثياب مزركشة ويتجهون نحو البحر، الذي تتناثر حوله ما يزيد على 6 آلاف جزيرة يحتفل سكانها كل عام بيوم البحر يرقصون ويغنون، وتأتى مجموعة أخرى إلى المكان نفسه ترتدي أقنعة غريبة لرؤوس حيوانات غريبة، وتظهر من بينهم فتاة يحملها خمسة أشخاص يقودهم شاب يحمل رمحا مزخرفا بصداف البحر، ثم يلقي هذه الفتاة في البحر فيسود صمت عميق، بحسب كتاب "أغرب عادات الشعوب وتقاليدها" لأديب أبي ضاهر. 

وتظهر الفتاة بعد برهة من تحت أقدام صخرة تشبه كهفا، فيتعالى الصياح والصراخ، ويبدأ الرقص من جديد حول الفتاة، التي تجلس على صخرة تحدق في البحر، ويرمز هذا الاحتفال إلى عادات أهل أولاند في التاريخ البعيد عندما كانوا يقدمون شخصا إلى البحر في كل عام، فيما فسر بعض المؤرخين بأن هذا تحذير لأهل الجزيرة بخطر قادم عبر البحر.

وكان البحر أحد رموز الجزيرة التي كان أهلها يعيشون على صيد حيواناته، التي عن طريقها عرفوا مغامرات أجدادهم الفايكنج الذين أرعبوا بريطانيا وسواحل الشمال، حيث كانت سفن الصيد تصل إلى حدود هذا البحر، الذي كثيرا ما يغضب فيبتلع عددا منهم، فكان عليهم أن يقدموا له الأشخاص ليهدأ ويرضى، فهو المستبد الطاغي يمتد سلطانه إلى حيث اللانهاية.

ولهذه الجزيرة عادات وتقاليد غريبة حيث يوجد فيها أطرف المقابر في العالم، ففي كل قبر ينام قبطان يحمل أمجاده الخاصة، ولا تجد قبرا لا يحمل غير لقب قبطان، وهم من أكثر الشعوب تعصبا لوطنيتهم، حيث يحتفظ كل أولندي فى بيته بكتاب فى صفحته الأولى شجرة العائلة وصور فوتوغرافية لبيت أجداده القديم وبيته الحديث.


مواضيع متعلقة