«اليمين» يحصد ثمار فوضى «السترات الصفراء».. و«لوبان»: نقف فى مواجهة الحثالة

«اليمين» يحصد ثمار فوضى «السترات الصفراء».. و«لوبان»: نقف فى مواجهة الحثالة
- أدنى مستوياته
- أسعار الوقود
- أعمال العنف
- أعمال تخريبية
- أعمال عنف وتخريب
- أعمال نهب
- الاتحاد الأوروبى
- الانتخابات الأوروبية
- أحداث
- أحزاب
- أدنى مستوياته
- أسعار الوقود
- أعمال العنف
- أعمال تخريبية
- أعمال عنف وتخريب
- أعمال نهب
- الاتحاد الأوروبى
- الانتخابات الأوروبية
- أحداث
- أحزاب
«أعمال تخريبية».. هكذا تحولت تظاهرات حركة «السترات الصفراء» على زيادة أسعار الوقود وسياسة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الاقتصادية، التى بدأت فى 17 نوفمبر الماضى، بعد أن تصاعد دخان احتراق السيارات، وبعض المبانى الرئيسية فى شوارع باريس خلال الأيام الأخيرة، والقيام بأعمال نهب للعديد من المحال، والمراكز التجارية الكبرى، بحسب ما أفاد المراسلون، ما جعل الحكومة الفرنسية تتهم المتطرفين من اليمين بتأجيج الاحتجاجات، وفى مقدمتهم «الحركة الوطنية» بقيادة المرشحة الخاسرة ماريان لوبان.
وهاجم وزير الداخلية الفرنسية، كريستوف كاستانير، بشكل مباشر، «لوبان»، معتبراً أن «مشاغبين» لبوا دعوتها إلى التظاهر فى الشانزليزيه، وأن اليمين المتطرف يستغل المظاهرات للقيام بأعمال تخريبية، ويقيم حواجز فى الشانزليزيه، وقالت المتحدثة باسم شرطة العاصمة إنه تم اعتقال 16، فيما يخشى المسئولون من خطط اختراق جماعات اليمين المتطرف واليسار المتطرف لحركة التظاهرات. وقالت وزيرة الصحة الفرنسية، آنياس بيزون، إن العنف الذى تشهده باريس، اليوم، غير مقبول، وإن محتجى «السترات الصفراء» عليهم أن يجاهروا بمعارضتهم للجماعات المتطرفة التى فرضت نفسها على مطالبهم المشروعة، وأضافت الوزيرة لإحدى الإذاعات الفرنسية: «أود أن أسمع السترات الصفراء وهم يقولون إن هذا النوع من التظاهر استولت عليه جماعات متطرفة وإنهم لا يقبلون ذلك»، وحثتهم على تنظيم أنفسهم ليتسنى لهم بدء حوار مع الحكومة.
ورغم نفى «لوبان» عبر التليفزيون للدعوة للتظاهر، فإن تغريدات زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية جاءت بإشادة لتظاهرات السترات الصفراء فى باريس ووصفت المتظاهرين بأنهم «شعب فرنسا الذى يقف فى مواجهة الحثالة»، وسرعان ما أطلقت مطالبتها بضرورة أن يجتمع «ماكرون» مع أحزاب المعارضة السياسية الفرنسية، فى استغلال واضح للأحداث فى باريس.
{long_qoute_1}
وتؤكد غالبية التحليلات أن هذه الاحتجاجات تقوى من موقف اليمين، وتدفع بعدد من السيناريوهات، أسوأها استقالة «ماكرون» والدعوة لانتخابات رئاسية جديدة، وأقلها حدة زيادة نسب تمثيل الحزب اليمينى فى الانتخابات المقبلة.
ويرجح خالد شقير، رئيس جمعية مصر فرنسا، السيناريو الأخير بأن تزيد فرص تمثيل اليمين إلى أكثر من 40% خلال الانتخابات المقبلة للمجالس المحلية، لكنه لن يصل لرأس السلطة، لافتاً فى تصريحات لـ«الوطن» إلى أن الشعب الفرنسى ليس عنصرياً ولديه الشجاعة الكافية بأن يواجه التيارات المتطرفة.
ويعوّل «شقير» على تحركات الحزب الديجولى الأخيرة لمواجهة صعود اليمين المتطرف، من خلال تبنى الحزب لسياسات متشددة تجاه الهجرة لتفويت الفرصة على اليمينيين للوصول للحكم، كما أن التيارات المتطرفة فى فرنسا تحاول استغلال صعود تيارات يمينية فى أمريكا وإيطاليا للترويج لأفكارها، التى يأتى على رأسها الخروج من الاتحاد الأوروبى.
«أكثر المستفيدين» من تظاهرات «السترات الصفراء»، بحسب «شقير»، هو الحزب اليمينى، مستفيداً من أخطاء «ماكرون» السياسية والاقتصادية»، إلا أنه يؤكد أن حركة الاحتجاجات «شعبية» وليست لها علاقة بأى حزب سياسى، وذلك من خلال وجوده لأكثر من مرة وسط الاحتجاجات.
وأرجع «شقير» تصاعد أعمال العنف فى تظاهرات الأيام الأخيرة لمجموعة من الأفراد يطلق عليهم اسم «المخربين»، وهى مجموعة معروفة لدى الشعب الفرنسى، حسب قوله، تستغل الأحداث الكبرى لتثير أعمال عنف وتخريب، كان آخرها أحداث مباريات كأس العالم، وهى مجموعة من المهمشين والفقراء.
وتعوّل أحزاب المعارضة السياسية الفرنسية على إخفاق «ماكرون» فى إيجاد مخرج سياسى للأزمة يراعى حقوق الطبقات الاجتماعية الفقيرة والمتوسطة، بأنه لن يتمكن من استكمال خططه الإصلاحية، وستستمر شعبيته فى التراجع إلى أدنى مستوياتها، وهو ما سيؤثر بدوره على الانتخابات الأوروبية التى سيخوضها حزبه فى مايو المقبل، كما ستضعف من فرص ترشحه لولاية رئاسية جديدة فى انتخابات 2022.