بروفايل| إيمانويل ماكرون.. «كارت أصفر»

كتب: نادية الدكرورى

بروفايل| إيمانويل ماكرون.. «كارت أصفر»

بروفايل| إيمانويل ماكرون.. «كارت أصفر»

بوجه صغير وملامح حادة لم تغب عنها الابتسامة، حتى مع إصدار التهديدات، حاول الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون مواجهة أصعب الأزمات منذ توليه الرئاسة فى مايو من العام الماضى، بعد تظاهر الآلاف من حركة «السترات الصفراء»، منتصف الشهر الماضى، للتنديد بسياسته الاقتصادية، إلا أنه بدا أكثر إصراراً برفض الاستماع لمطالب التغيير، وأكثر توعداً بتهديد مثيرى أعمال العنف والشغب بالتظاهرات.

رغم تأييد استطلاعات الرأى لحركات الاحتجاج، فإن مراقبين أشادوا بالخطة الاقتصادية لـ«ماكرون»، 41 سنة، التى أعلنها خلال برنامجه الانتخابى، مستفيداً من خبرته فى المجال المصرفى والاستثمارى، وتولى مناصب سابقة، مثل وزير للاقتصاد والصناعة والاقتصاد الرقمى فى حكومة مانويل فالس الثانية حتى عام 2016، لتدعم هذه الخبرة خطواته السياسية التى كان أبرزها تأسيس حزب «إلى الأمام» منذ أربع سنوات، الذى يُعد من التوجهات الوسطية.

وفى 16 نوفمبر عام 2016، وهو نفس اليوم الذى انطلقت فيه تظاهرات حركة السترات الصفراء هذا العام، أعلن «ماكرون» ترشحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية، إلا أن فارقاً بسيطاً بينه وبين منافسته فى الجبهة الوطنية اليمينية «مالاين لوبن» جعل «ماكرون» يتولى منصب الرئيس الفرنسى الثامن فى مايو الماضى.

وكان صعود رئيس أربعينى للجمهورية الفرنسية الخامسة بنظام شبه رئاسى، جاء بعد الجمهورية الرابعة ذات النظام البرلمانى، لافتاً للنظر ومدعاة للفخر، بل سرعان ما تم تداول الأنباء عن قصة ارتباطه بمعلمته فى المدرسة الثانوية بريجيت ترونيو، التى تكبره بـ24 عاماً، وأصبحا مرتبطين وهو فى الثامنة عشرة من عمره، ليعيش مع أطفالها الثلاثة من زوجها السابق، ليزيد بريق قصر الإليزيه، ويصبح أيقونة للعديد من الشباب، قبل أن تهتف الجموع من الشعب الفرنسى، منذ أيام، برحيله. درس «ماكرون» فى معهد الدراسات السياسية فى باريس عام 2001، وأكمل دراسته فى المدرسة الوطنية للإدارة بعدها بعام، وحصل على الماجستير ودبلوم الدراسات العليا فى الفلسفة فى جامعة باريس نانتير. وانعكست دراسته للسياسة والإدارة والفلسفة فى رؤيته للسياسة الخارجية الفرنسية، التى أراد من خلالها تغيير النسق الدولى الأحادى الذى تسيطر عليه أمريكا، ليعيد أمجاد أوروبا ما قبل الحرب العالمية الثانية، ويزيد من دورها الدولى من خلال أطروحاته عن الجيش الأوروبى، وتوجيه انتقادات لاذعة لرئيس أقوى دول العالم، الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بأن خطاب الأخير أشبه بـ«الشعبوى» الذى لا يراعى المصالح الوطنية، إلا أن ساعات كانت الفاصل بين حرب الانتقادات بين «ماكرون» و«ترامب» واندلاع تظاهرات فرنسا، التى قد تجعل «ماكرون» يعيد التفكير فى سياسته الأمنية بفرض حالة الطوارئ خلال أيام لوقف زلزال الخسائر الاقتصادية.


مواضيع متعلقة