«أمرت أن أقاتل الناس».. «حق» حوله الإرهابيون إلي «باطل»

كتب: سعيد حجازي وعبدالوهاب عيسي

«أمرت أن أقاتل الناس».. «حق» حوله الإرهابيون إلي «باطل»

«أمرت أن أقاتل الناس».. «حق» حوله الإرهابيون إلي «باطل»

«أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله»، حديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، استخدمته الجماعات الإرهابية في نشر افكارها للقتل والذبح والإرهاب باسم الدين، الأمر الذي يتناقض مع تفسير الحديث الشريف.

يقول الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر: «كلمة الناس في الحديث لا يقصد منها الكون كله أو البشرية كلها، لأن «ال» في الناس للعهد، أي ناس معهودين ومخصوصين؛ وهم مشركو مكة الذين أخرجوا المسلمين، وحاربوا النبي ونكثوا عهودهم ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، وللأسف فهم البعض الحديث على أنه يجب استخدام السيف لنشر الإسلام فهم خاطئ، ولا يدل على معرفة بعلوم اللغة العربية.

لينك فيديو الإمام الأكبر:

الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية شرح الحديث بقوله: «معنى قتال رسول للناس إنما قصر على من اعتدى على المسلمين وقاتلهم أو من حال بين الناس وبين معرفة دين الله الحق، بل أن النبي أكد حقوق غير المسلمين فقال «ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة»، فالمقصود في الحديث المشركين الذي ناصبوا النبي صلى الله عليه وسلم العداء في مكة وآذوه واعتدوا عليه وأصاحبه.

وأوضح مفتي الجمهورية، في تفسيره الذي نشرته دار الافتاء عبر موقعها الرسمي، أن الغاية عند الجماعات التكفيرية أن يصلوا إلى أهدافهم الخبيثة ولو على جماجم الآخرين، فلا يعلموا العقول في فهم نصوص القرآن والسنة ومقاصد الدين للحفاظ على الدماء والأموال والأعراض.

ورصدت دار الإفتاء 12 حديثًا نبويًا، عبر موقعها الرسمي، للدلالة على خطأ فهم الجماعات الضالة منها أن النبي كان إذا أمر أميرًا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرًا ثم قال اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال أو خلال فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم أدعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم أدعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا فسلهم الجزية فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه ولكن أجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك فإنكم أن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا قال عبد الرحمن هذا أو نحوه».

وأوضحت الدار أن الأحاديث تؤكد أن الحرب في الإسلام جاءت للدفاع عن النفس وتأمين الدعوة والمطالبة بالحقوق المسلوبة ونصرة الحق، فشروط الحرب تشمل النبل والوضوح ولا قتال إلا مع المقاتلين ولا عدوان علي المدنيين وإذا جنحوا للسلم وانتهوا عن القتال فلا عدوان كذلك المحافظة علي الحريات الدينية والبيئة فلا يقتل حيوان بغير مصلحة ولا تحرق اشجار أو تفسد الزرع والثمار والمياة ولا تهدم البيوت.

وقال الدكتور محمود مهنا عضو هيئة كبار العلماء لـ«الوطن»: «جماعات الإرهاب تمارس سياسة الاجتزاء فلا تعرف من اللغة العربية إلا الشكليات، فلا يوجد في تاريخ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته من بعده أنه حارب كل الناس، فهناك فرق بين قول أمرت أن أقتل وقول أمرت أن أقاتل، فاقتل هو الأمر بالقتل، أما المقاتلة فهي حاصلة بين طرفين فالذى يبدأ منهما هو قاتل والثانى هو المقاتل وهو الذى يدفع عنه الاعتداء، كذلك «ال» الموجودة للعهد يعنى لأناس مخصوصين وهم الذين ناصبوا النبي العداء، وليست لكل الناس، فمسيرة النبي من الغزوات تؤكد ما نقول.


مواضيع متعلقة