في ذكرى ميلاده.. ابن "ملك الكوكايين" بكولومبيا يروي عن ذكرياته كأب

كتب: الوطن

في ذكرى ميلاده.. ابن "ملك الكوكايين" بكولومبيا يروي عن ذكرياته كأب

في ذكرى ميلاده.. ابن "ملك الكوكايين" بكولومبيا يروي عن ذكرياته كأب

لقب بـ"ملك الكوكايين"، فكان يهرب أكثر 15 طنا يوميًا في منتصف الثمانييات، وكسب المليارات من الدولارات ومع أوائل التسعينيات كان صافي ثروته يُقدر بـ30 مليار دولار، هكذا أصبح أحد الشخصيات الشهيرة في العالم، إنه "بابلو إسكوبار".

لم يرث ابن بابلو إسكوبار، "خوان" تجارة المخدرات، فلم يكن أمامه سوى تغيير هويته والفرار من كولومبيا، بعدما رفض اتباع طريق والده.

والعام الماضي، أجرت شبكة "يورو نيوز" حوارا مع "خوان"، الذي أراد إرسال رسالة سلام ومصالحة في جميع أنحاء العالم، خلال زيارته لمدينة "ليون" الفرنسية.

أهدى خوان لـ"يورو نيوز" صورا حميمة لوالده مؤسس مافيا كولومبيا.

وقال خوان بابلو إسكوبار: "لدي الكثير من المعلومات والأدلة حول حياته، يبدو لي أن صورة بابلو إسكوبار استخدمت لرواية قصص غير صحيحة عنه، عليَ قولُ الحقيقة حول بابلو إسكوبار، إنها ليست حقيقة تفيدني، بل على العكس من ذلك، هي حقيقة تُظهر والدي بصورة سلبية للغاية، أسوأ من الطريقة التي يظهر بها في المسلسلات التلفزيونية أو الأفلام".

وأوضح أن الصحافة قارنت والده الراحل بروبن هود، وأنه قام بمشاريع اجتماعية تجاهلتها الدولة، شيد المنازل والمستشفيات والمدارس والمراكز الرياضية، والمشاريع، التي لم تكن لتقوم بها الدولة لولاه.

ويضيف: "هذه المشاريع خلقت تعاطفا كبيرا من قبل الطبقات الاجتماعية التي كانت تشعر بأنها مهجورة وأدت أيضا إلى افلاته من العقاب وحمايته لسنوات، حياة والدي مليئة بالتفاوت والتناقضات والمفارقات لقد شيد المرافق الرياضية لإبعاد الشباب عن المخدرات، لكنه مولها بعائدات المخدرات".

وتابع أنه كان شاهدا على أسوأ عنف يمكن تخيله "حتى كوينتن تارانتينو لا يمكن أن يتصور شدة العنف الذي كان موجودا في هذه العائلة وفي هذا البلد الذي عانى من العنف الذي تسبب به والدي".

ويواصل: "لدي أفضل ذكريات عنه كأب والأسوأ عن عنفه. الشيء الوحيد الذي اتفق به مع الذين كتبوا عن بابلو إسكوبار هو حبه غير المشروط لأسرته"، متابعا: "حين كنا وجها لوجه، مثلنا الآن، قلت له آلاف المرات إنني لم أكن أحب القنابل التي يُفجرها، لم أكن أحب أن يختطف الناس، وأن يقتل الناس، لأنني كنت أعرف أن العنف الذي كان يولده سيتحول ضدنا".

وروى خوان واقعة غريبة: "لقد أعطاني صبي في الـ13 من عمره رسالة كتبها لي يقول فيها (أعرف من هو والدك منذ كنت في الثامنة من عمري. أعرف من هو لأن جدتي حدثتني عنه، كنت مهتما بالأفلام والمسلسلات وبكل شيء يتحدث عنه. كنت أريد أن أصبح ببابلو إسكوبار لغاية قراءة كتابك. الآن أريد أن أكون صحفيا)".

حكى خوان في حواره، مشاهد من حياته مع والده قائلا: "يجب معرفة المزيد عن القصة الحقيقية لبابلو إسكوبار، وليست تلك التي تمجده، النسخة البراقة التي نشاهدها في المسلسلات التلفزيونية، أسأل نفسي (ما الفائدة من امتلاك قصر إذا لم يكن لديك من ينتظرك فيه ليلا؟) عشت مختبئا مع والدي، كنا محاطين بملايين الدولارات وكنا جياعا. عادة، المال يحمي من الجوع. لكن في حالتنا، المال جلب لنا الجوع والموت والعنف وفقدان أحبائنا. الكثير من العنف الذي لم يتوقف. لا أنصح أحدا بدخول هذا العالم لأنني شخصيا لا أعرف مهربي مخدرات متقاعدين".

وعن حظر الكوكايين والمخدرات في كولومبيا قال: "أعتقد أن الوقت قد حان بالنسبة للدول فى جميع أنحاء العالم للبدء في بحث إمكانية إعلان السلام مع المخدرات لأننا لن نحل هذه المشكلة بالرشاشات، الذين يمتلكون أكبر الآليات الرشاشة هم تجار المخدرات".

وشدد خوان على أن التعليم هو أقوى سلاح يمكن العثور عليه لمعالجة مشكلة المخدرات، وأنه لا يستطيع أن يتخيل طفلا كان أكثر عرضة للمخدرات واستخدامها مما كان عليه هو شخصيا في ثمانينيات القرن الماضي "علمني والدي جيدا، لم أجرؤ على محاولة استهلاك الماريجوانا حتى بلغت الـ 28 عاما".

وبسؤاله عن ابنه، وأنه لفترة طويلة لم يكن يرغب في الإنجاب، قال "عندما كان ابني في الثانية من عمره، بدأت أقول له من هو بابلو إسكوبار، بالطبع لم أخبره ما هو الحظر أو ما هي تجارة المخدرات، كان يعرف أن جده هو بابلو إسكوبار، مسؤوليتي تجاهه هي تربيته على الاحترام والمحبة لأنني أعلم أن والدي كان سيفعل هذا لو كان على قيد الحياة، بطبيعة الحال، سيكون ابني على بينة فيما يتعلق بالجرائم التي ارتكبها جده لأن اليوم الذي ستكون لديه فرصة أن يصبح بابلو إسكوبار المقبل، عليه أن يتمتع بما يكفي من العوامل لاختيار مسار آخر".


مواضيع متعلقة