حسام الخولى يكتب: العنف ضد النساء

حسام الخولى يكتب: العنف ضد النساء
ظاهرة أصبحت فى تزايد ملحوظ، يحاول المجتمع السيطرة عليها من خلال صدور تشريعات تجرّم هذه الظاهرة، لكن هذه التشريعات والقوانين تُحد بدرجة ضعيفة من هذه الظاهرة، لأن العلاج الأصلى هو النزول إلى جذور المجتمع ومحاولة القضاء على تلك الظاهرة، أما تطبيق القانون فهو يحجم بعض آثار الظاهرة بعد انتشارها، فإذا نظرنا إلى هذه الظاهرة سنكتشف أن مستوى التعليم والنشأة لهما دخل كبير فى هذه الظاهرة، فكلما زاد مستوى التعليم قلت هذه الظاهرة، وبالطبع لكل قاعدة شواذ. لدى مستوى التعليم الجيد توجد هذه الظاهرة أيضاً، لكن يمكن حصرها بأنها ظاهرة مرضية. أما لدى التعليم المنخفض، فهى ظاهرة كبيرة، فالمجتمع المصرى حصل له تغيير كبير وغريب. فكان فى زمن قريب الأماكن الشعبية هى المكان الآمن للمرأة للمعيشة، لا وجود لتحرش أو مضايقات. كان الشاب إذا تعرّض لامرأة بأى مضايقة ينال من العقاب من أيادى شباب ورجال الحى ما يجعله درساً له فى الحياة، حيث كان الحى الشعبى أسرة مترابطة، لها كرامة واحدة، والتعدى على امرأة من الحى كان يعتبر اعتداءً على كرامة الحى بأكمله. ذهلت حينما سمعت من أصدقاء عما شاهدوه على مواقع التواصل من تسجيلات لبعض الأفراح فى المناطق الشعبية، وحينما شاهدت بعضاً منها لم أصدق ما شاهدت. هذا ليس ناقوس خطر، إنه زلزال بقوة ٨ ريختر يضرب المجتمع المصرى. طب نشوف إحنا رايحين على فين؟ ببساطة ظاهرة التوك توك وتأثيرها على المجتمع المصرى والعنف ضد المرأة، أما نجيب أطفال يتراوح عمرهم من تسع إلى أربعة عشر عاماً، ونسيّبهم التعليم، ونشغلهم فى قيادة التوك توك، ويختلطوا بجميع الأعمار والسلوكيات، ويكون دخل الطفل ١٠٠ جنيه أو أكثر يومياً، تفتكروا إيه النتيجة؟ النتيجة صناعة آلاف من القنابل البشرية ضد المجتمع. وماذا تتوقعون معاملة هذا الطفل عند بلوغه سن المراهقة للمرأة؟ نحن نتكلم عن أعداد تتعدّى مئات الآلاف، ظهرت نتايجها وستظهر أكثر. للأسف أصبح قطاع كبير من المجتمع مصاباً بشيزوفرينيا (انفصام فى الشخصية)، فهو يدافع عن مظاهر التدين ويطبق عبر سلوكياته كل ما يخالف مبادئ الأديان والأعراف والإنسانية.
كنا فى الماضى القريب أدوارنا محددة. كان الرجل ليس بالصفة، لكن بالفعل. كان هو الحامى الأول للمرأة حتى دون معرفة بها. كان يدافع عنها فى كل زمان ومكان. كانت صفة النخوة مربوطة بصفة الرجل، لا يمكن الفصل بينهما، وإذا فصلت تزال صفة الرجل منه.تربينا عليها، فأصبحت جزءاً منا.
كان من المستحيل أن تجد رجلاً يجلس على مقعد، وامرأة تقف فى المواصلات العامة.
حينما تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن بناء الإنسان، أخذ البعض هذه الكلمات على أنها توجيهات.
والبعض منا لم يستوعبها أو أخذها بفكرة كلام لخطاب سياسى، أنا لما سمعتها شُفت واقع المجتمع المصرى واللى كلنا شايفينه.. ياااااه وصلنا لكده إزاى؟ وحنغيره كده إزاى؟ مش حينفع حد يغير لوحده، كلنا لازم نغير.
أناشد كل امرأة قبل الرجل، أنتِ الأم، ربّى ابنك على النخوة، علّميه معنى الرجولة. كل ابن بتربيه إما أن يكون طاقة إيجابية للمجتمع، أو يكون قنبلة تهدم ولا تبنى.
أما الرجل، على الأقل، افتكر أمك وأختك، حينما تعامل أى امرأة، افتكر أن الرجولة تصرُّف.. افتكر يعنى إيه كلمة راجل.