مخرج «فتوى»: الفيلم يحكى عن فترة دقيقة فى تاريخ تونس المعاصر.. وأتمنى طرحه فى مصر

كتب: نورهان نصرالله

مخرج «فتوى»: الفيلم يحكى عن فترة دقيقة فى تاريخ تونس المعاصر.. وأتمنى طرحه فى مصر

مخرج «فتوى»: الفيلم يحكى عن فترة دقيقة فى تاريخ تونس المعاصر.. وأتمنى طرحه فى مصر

واصل الفيلم التونسى «فتوى» للمخرج محمود بن محمود، رحلة الجوائز فى المهرجانات حيث بعد حصده جائزتى «التانيت الذهبى» وأفضل ممثل فى ختام الدورة الـ29 من مهرجان قرطاج السينمائى، حصل على جائزة سعد الدين وهبة، لأحسن فيلم عربى، فى مسابقة «آفاق السينما العربية»، فى ختام الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائى، وهو الفيلم الذى احتفى به جمهور المهرجان فى عرض «كامل العدد».

وبعد تسلم الجائزة، أشار المخرج محمود بن محمود إلى رغبته فى طرح الفيلم بدور العرض السينمائى فى مصر كونه يحمل رسالة مهمة عن التطرف والإرهاب، قائلاً لـ«الوطن»: «سعيد بردود الفعل فى مهرجان القاهرة، وأراه أكبر مكافأة لأى مخرج بالدرجة الأولى، ولا أستطيع القول إن الجوائز غير مهمة لكنها بالنسبة لى تأتى فى درجة ثانية، ولا يزال أمامنا جولة فى المهرجانات الدولية، إذ يشارك العمل فى مهرجان بروكسل لسينما البحر الأبيض المتوسط، بحكم كونه إنتاجاً مشتركاً تونسياً بلجيكياً، إضافة إلى مهرجانات فى روما والمغرب، ومن المقرر طرحه بدور العرض التجارية فى بلدان البنلوكس وتونس بداية العام الجديد».

على مدار 100 دقيقة يعود المخرج محمود بن محمود بالزمن إلى فترة صعبة على المجتمع التونسى تحديداً عام 2013، مع ظهور الجماعات التكفيرية والظلامية على الساحة، من خلال «إبراهيم» الذى يعود من فرنسا إلى تونس بعد فترة طويلة من الغياب ليدفن نجله الطالب فى كلية الفنون الجميلة، الذى توفى فى حادث دراجة بخارية، وفى محاولة فك غموض مقتل ابنه يكتشف تورطه فى نشاط مع إحدى الجماعات المتطرفة.

{long_qoute_1}

«قد تكون أحداث الفيلم تدور فى الماضى، لكن الإرهاب لا يزال واقعاً فى عدد كبير من الدول حول العالم، حتى إن تونس شهدت عملية إرهابية تزامنت مع إقامة مهرجان قرطاج»، قالها المخرج التونسى محمود بن محمود، متابعاً: «الفيلم يحكى عن فترة دقيقة فى تاريخ تونس المعاصر، بالتحديد بعد عامين من الثورة مع بروز الحركات السلفية المتطرفة والعلمانية من ناحية أخرى، فتلك التيارات ظهرت بعد الثورة وتنتفع من المناخ الديمقراطى لكن تختلف النوايا».

وذكر المخرج التونسى أنه كتب فكرة الفيلم 2008: «كان بمثابة عمل تنبأ بتطور نشاط الجماعات الإرهابية، واستوحيت أحداثه من مقالات نشرت فى الصحافة البلجيكية عامى 2005 و2006، وللأسف لم نتمكن من مشاركة منتج فرنسى إذ إن كلفة الفيلم كانت مرتفعة، لذا أجل المشروع، وصورت فيلم (الأستاذ) فى 2010»، موضحاً أنه كان من المزمع تصوير العمل فى بلجيكا، مضيفاً: «كانت الأحداث الأساسية للفيلم تدور عن مهاجر مغربى ترك زوجته التى تعمل بالسياسة وابنه فى بلجيكا وعاد إلى المغرب، لكن عندما تعذر إنتاجه هناك بدأنا العمل على الفيلم فى تونس وحافظنا على الإنتاج المشترك مع بلجيكا، وأدخلنا عدداً من التغييرات على القصة».

وتحدث «محمود» عن سبب اختياره الفنان أحمد الحفيان لتقديم الدور، قائلاً: «أراه أكثر شخص مناسب للدور، خاصة بعد تعاوننا فى التجربة السينمائية السابقة، كونه ممثلاً جيداً قابلاً للتطور، واستحق جائزة أفضل ممثل على أدائه المميز فى الفيلم، إضافة إلى الفنانة غالية بن على، التى تقدم خلال الفيلم دور الناشطة السياسية التى تسعى الجماعة الإرهابية إلى اغتيالها».

وعن نهاية الفيلم التى انقسم حولها كثيرون، أوضح المخرج: «النهاية قد تكون مأساوية مرتبطة بالقصة وشكلت صدمة للبعض ولم يكن ينتظرها أحد، لكن لها معنى آخر رمزى، حيث إن الإرهاب مشكلته الأكبر مع المسلمين الذين يملكون قراءة تنويرية مختلفة للدين، أكبر من العلمانيين أو الملحدين»، مشيراً إلى أن الفترة الزمنية التى دارت فيها الأحداث شهدت اغتيالات سياسية كثيرة استهدفت ناشطين سياسيين بحجم ثقيل وراح ضحيتها عشرات الضحايا، وأرى أن الفيلم تنبأ بموضوعات لا تزال مطروحة حتى اليوم.

وتابع: «أى مسلم عادى يعيش تحت رحمة التكفيريين، خاصة فى دولة مثل تونس فى صدد مشروع إصلاحى، فمؤخراً جرى تمرير مشروع المساواة بين الإناث والذكور فى الإرث، وهناك مشاريع أخرى، لكن ليس الجميع يتقبل الاجتهادات أو التأويلات الجديدة لبعض النصوص الدينية، ورغم أن الوضع الأمنى فى تونس تحسن كثيراً مقارنة بالفترة التى تلت الثورة، لكن نجد من هؤلاء الجماعات من يخرج فتوى تبيح دماء أعضاء اللجنة التى أجازت تلك القوانين التى تتعارض مع الدين من وجهة نظرهم، فأحداث الفيلم تدور حول فتاوى إباحة الدماء التى تصدرها تلك الجماعات، والفتوى الرئيسية فى الفيلم أُصدرت بحق ناشطة سياسية وتنتقل تلك الفتوى إلى استهداف شخصيات أخرى».


مواضيع متعلقة