أكبر شبكة لـ «السوشيال» تتحول إلى نزهة لـ «القراصنة» وعاصفة غضب ضد اختراق الحسابات

كتب: حسن عثمان

أكبر شبكة لـ «السوشيال» تتحول إلى نزهة لـ «القراصنة» وعاصفة غضب ضد اختراق الحسابات

أكبر شبكة لـ «السوشيال» تتحول إلى نزهة لـ «القراصنة» وعاصفة غضب ضد اختراق الحسابات

فى وصفه لموقع «فيس بوك» قال جوليان أسانج، صاحب موقع «ويلكيكس» ناشر التسريبات الشهيرة، إنه «أكبر آلة تجسس فى التاريخ»، ورأى أن مستخدميه يقدمون خدمات مجانية لصالح المخابرات الأمريكية التى بمقدورها الحصول على بيانات هؤلاء المستخدمين بدون موافقة أو علم إدارة فيس بوك، التى تقول إنها تتعرض لضغوط متزايدة من حكومات كثيرة من بينها حكومات غربية، للحصول على بيانات بعض المستخدمين».

{left_qoute_1}

فى نهاية مارس الماضى أعلنت «فيس بوك» أن شركة «كامبريدج أناليتيكا» للاستشارات السياسية، يمكن أن تكون قد حصلت بطريقة غير مشروعة على معلومات شخصية لما يقدر بنحو 87 مليوناً من مستخدمى الشبكة، معظمهم فى الولايات المتحدة، وقتها تعرضت أكبر شبكة للتواصل الاجتماعى فى العالم، إلى انتقادات لاذعة من المستثمرين وتواجه غضب المستخدمين والمعلنين والنواب بعد سلسلة فضائح بشأن موضوعات إخبارية كاذبة والتدخل فى الانتخابات الأمريكية وخصوصية المستخدمين، وبسبب تلك التسريبات انخفضت أسهم فيس بوك 1.4%، ووصل سعر السهم 153.90 دولار، وكبدته ما يزيد على 60 مليار دولار، 10 مليارات خسائر شخصية و50 مليار دولار تراجعاً فى القيمة التسويقية للموقع آنذاك، كما تراجعت القيمة السوقية للموقع بأكثر من 16% خلال يومين فقط من الفضيحة، فى غضون ذلك قالت لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب الأمريكى إن مؤسس فيس بوك ورئيسها التنفيذى مارك زوكربرج سيدلى بشهادته بشأن هذه القضية.

وأمام نصف سيناتورات الولايات المتحدة، داخل الكونجرس الأمريكى، وقف الشاب الذى لم يتجاوز عمره 30 عاماً، مُعتذراً عن التقصير فى تسريب البيانات، وقال: «واضح أننا لم نفعل ما يكفى لمنع استخدام هذه الأدوات للضرر أيضاً، وهذا ينطبق على الأخبار الزائفة والتدخل الأجنبى فى الانتخابات وخطاب الكراهية، وكذلك المطورين وخصوصية البيانات، لم نتخذ رؤية شاملة كافية لمسئوليتنا، وكان ذلك خطأ كبيراً، لقد كان خطأى، وأنا آسف، لقد بدأت فى فيس بوك وأديره، وأنا مسئول عما يحدث هنا».

لكن مؤسس فيس بوك والمسئول عن بيانات ما يزيد على 2 مليار مستخدم نشط شهرياً، لم يستطع أن ينفذ الوعد الذى قطعه على نفسه بحماية مستخدمى موقعه الذى تزيد قيمته السوقية على 5.4 مليار دولار، لتأتى فضيحة جديدة بعدها بأسابيع، تهز عرش فيس بوك، بعد نشر قراصنة إنترنت (هاكرز) 81 ألف محادثة خاصة من حسابات مستخدمى فيس بوك، ورغم نشر المحادثات، إلا أن مجموعة القراصنة قالت إنها تمكنت من اختراق مراسلات 120 مليون مستخدم لفيس بوك، قبل أيام.

ويقول إسلام خالد، الباحث المتخصص فى أمن المعلومات، إن الخصوصية على مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت مفقودة، وإن الأمان لا وجود له فى هذا العالم الافتراضى الذى يعج بالقراصنة الباحثين عن أى شخص لابتزازه وسرقته والربح من ورائه دون تعب، مضيفاً لـ«الوطن»، أن التكنولوجيا تتطور فى كل دقيقة، وأيضاً القراصنة يتطورون بشكل أسرع، لذلك يجب على مالكى شبكات التواصل الاجتماعى إنفاق الكثير من الأموال لتأمين المستخدمين، مؤكداً أن فضائح فيس بوك المستمرة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة.

وتابع: «يجب على الجميع تأمين بياناتهم، ولا أقصد هنا رواد مواقع التواصل الاجتماعى فقط وإنما أقصد المؤسسات الحكومية والخاصة، ووضع ميزانية لإنفاقها على تأمين البيانات والمعلومات التى تخصهم وتخص أعمالهم»، مشيراً إلى أن العديد من الجهات فى مصر والأشخاص أنفسهم لا يبالون بمدى خطورة تسريب بياناتهم.

وقدم «خالد» العديد من النصائح لرواد مواقع التواصل الاجتماعى لحماية بياناتهم من القرصنة، قائلاً: «يجب وضع كلمة سر قوية على الحساب، لأنّ ذلك سيصعب الأمر على المخترق من اختراق الحساب بسهولة، وسيضعف عنصر التخمين لديه، لذا من الأفضل الابتعاد عن وضع كلمات سر سهلة، أو يمكن تخمينها بسهولة كاسم العائلة، أو تاريخ الميلاد، أو تاريخ الزواج، وغير ذلك من المعلومات التى تبدو مألوفة، وبديهية للآخرين»، وأشار «خالد» إلى أهمية التصفح الآمن، خصوصاً أننا فى العادة لا نقوم بتفعيل خاصية التصفح الآمن فى الفيس بوك، وهذه الخاصية موجودة بمسمى تشفير Https، وهذا يجعل القراصنة أو الهاكر يتمكنون من دخول الحساب، والاستيلاء عليه، أو التنصت على ما نقوم به من خلاله.


مواضيع متعلقة