جوزيف عطية.. شماس كنيسة يبدع في احتفالات المولد النبوي

كتب: نهال سليمان

جوزيف عطية.. شماس كنيسة يبدع في احتفالات المولد النبوي

جوزيف عطية.. شماس كنيسة يبدع في احتفالات المولد النبوي

أن ترتفع رايات الوحدة الوطنية تحت شعار "يحيا الهلال مع الصليب" هي حدث متكرر، تتناقله الأفواه وتسمعه الآذان بشكل أصبح رتيبًا، ولكن أن تجد أفعال المحبة تسير بحيوية على الأرض معنى جسده جوزيف عطية، شماس كنيسة ومدرس التربية الموسيقية، عشق كلمة "المحبة"، وسعى لنشرها قولا وفعلا في واقعه، فكان أن قرر أن تكون حفلة المولد النبوي بطابع مختلف في مدرسة الألسن الحديثة التي يعمل بها مسئولا ومشرفا على الأنشطة الفنية كمدرس أول، فرفع شعار "اصنعوا الخير يا أهل الخير"، وبدأ الإعداد والتدريب لما يزيد عن 250 طالب للمشاركة في فعاليات المناسبة الدينية.

سعى جوزيف، كما يحكي لـ"الوطن"، أن يقدم فعالية تليق بقيمة الرسول وتقدم الخير من خلال غرس قيم مساعدة الفقراء ومعاودة المرضى وزيارة أهالي الشهداء، وتقديم عمل فني يبث الحماس المفقود لدى الطلبة تجاه الأغاني والمناسبات الدينية بعد أن شاعت موضة أغاني المهرجانات، ولمزيد من الإبداع قدم مدرسي الألسن الحديثة الإذاعة المدرسية وشاركوا في طابور ما قبل ابتداء الفعاليات حتى تكون القدوة عملية.

"يا طيبة جئتك صبا... لرسول الله محبا... بالروضة سكنت روحي... وجوار الهادي محمد"، كلمات درَّب شماس الكنيسة تلاميذه على فهم معانيها ثم آدائها بحماس وبكثير من المحبة وبإيمان حقيقي، بعد أن اختار أغنية تناسب سنهم والأذن الموسيقية وتخدم الهدف الذي وضعه جوزيف عندما عزم تدشين فعاليات الاحتفال بالمولد النبوي، وهو الربط بين الطلبة وبعضهم وبينهم وبين المدرسين بـ "هارموني المحبة"، لتقديم عمل نابع من القلب يمكنه التأثير في المتلقي، وحتى تزيد مساحات النور والمحبة والإيجابيات حولنا، فيقول جوزيف عطية "المحبة زي البرفان اللي ريحته جميلة ولما بيظهر كل الناس بتتنعم بيه".

احتفال مدرسة الألسن الحديثة بالحي السابع بالمولد النبوي لهذا العام كان له طابع خاص، تعاون فيه المدرسين مع الطلبة من خلال تدريب مكثف ومستمر حتى تترسخ بذور المحبة لدى الأطفال عندما يرون ذلك من خلال تعامل المدرسين، وحتى لا يعتقد البعض أن الاحتفال كان مجرد واجب يتم قضاؤه وإنما شعار حياة، تكلل بالنجاح الملموس من أولياء الأمور ومن حاضري الحفل، ثم أعقب ذلك تكريم مادي ومعنوي وإشادات بما قدمه الأطفال تحت إشراف مدرسين ذوي إيمان وعزم، فشعر جوزيف أن جهده لم يذهب هباءًا وأنه كالطالب الذي انتهى من الواجب ثم جاءت لحظة الثواب والعقاب، فلقي تقدير إدارة المدرسة له ولمجهوده، وأكثر ما أسعده أن وصلت رسالته للحاضرين.

في أي فعالية فنية، يقف مدرس التربية الموسيقية مع طلابه من المسلمين قبل الصعود إلى خشبة المسرح ويطلب منهم الدعاء أو تلاوة الفاتحة، ثم يقف مع طلابه من المسيحين ويذكرهم بالصلاة، وبذلك يبدأ الفريق الفني في تقديم عروضه وقد ضمن أن "الله المحبة" سيدعم جهدهم بالنجاح والتفوق.

 


مواضيع متعلقة