صراع تاريخي باستخدام "الفلفل".. قصة خلاف "بوكا" و"ريفر" أكثر من مباراة

كتب: رحاب عبدالراضي

صراع تاريخي باستخدام "الفلفل".. قصة خلاف "بوكا" و"ريفر" أكثر من مباراة

صراع تاريخي باستخدام "الفلفل".. قصة خلاف "بوكا" و"ريفر" أكثر من مباراة

فاق العديد من لقاءات الكلاسيكو التي تشهدها دوريات أوروبية وعالمية كبرى، حاز على الاهتمام العالمي، وانتظار الجمهور في مختلف أنحاء العالم، حيث يترقب الجمهور مباراة الإياب التي تجمع بين "بوكاجونير" و"ريفير" اليوم، فهي أكثر من مجرد مباراة في كرة القدم.

ما أحاط بمباراتي الذهاب والعودة، من سقوط الأمطار وتأجيل اللقاء الأول الذي انتهى بالتعادل، إلى الهجوم على لاعبي "بوكا"، وإصابة العديد منهم حتى وصل لحد رشق الزجاج بأعين قائد الفريق بابلو بيريز، وما ترتب عليه من تأجيل العودة إلى أكثر من مرة، لتقام الليلة، فكل هذه أشياء لفتت اهتمام الجمهور، ليس هذا فقط وإنما دائما ماتتحول لقاءات الفريقين الأرجنتينيين إلى معارك سجلها تاريخ لقائتهما.

وهذا العام سيكون المشهد مختلفا، وذلك لأن جماهير الفريق الزائر لن تكون حاضرة في المدرجات، وبذلك ستكون المدرجات مكتظة بجماهير صاحب الأرض فقط وهنا انتشرت مخاوف بتحول المباراة التي رفض كثير من الحكام المشاركة بها، لتوجسهم من تحولها إلى ساحة حرب.

وتعود قصة الخلافات بين "ريفر بليت" وجاره اللدود "بوكا جونيورز" إلى نحو قرن من الزمان، والتي يطلق عليها في الأرجنتين كلاسيكو الأغنياء والفقراء، بعدما قام مهاجرون إيطاليون وإسبان بتأسيس "الريفر" عام 1901، وبعدها بأربع سنوات قاموا بإطلاق البوكا عام 1905 في أحد أحياء العاصمة بوينس آيرس الفقيرة.

وتسبب قيام مؤسسي ريفر بليت بنقل مقر النادي إلى منطقة الأثرياء في العاصمة الأرجنتينية بدفع مشجعي بوكا جونيورز إلى اتهام خصمهم بالنرجسية، ليبدأ الصراع التاريخي والتنافس الكروي بينهما، الذي وصل إلى حد العُنف والقتل في كثر من المناسبات بحسب "لبنان 24".

وفي عام 1913، انطلقت الحرب بين جماهير الناديين، عندما فاز "ريفر بليت" على "بوكا جونيوز" بهدف مقابل لا شيء، لتندلع مواجهات بين المشجعين نجم عنها إحراق كثير من المحلات والمطاعم والحانات وأعلام "الريفر".

أما في عام 1931، فشهد الكلاسيكو الذي جمع بين الجارين حدثا فريداً، بعدما نجح "البوكا" في خطف التعادل من ضربة جزاء احتسبها له حكم المباراة، ليحتج لاعبو الليفر، ما اضطر الحكم إلى طردهم، لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد، فقد رفضوا مغادرة الملعب وتضامن معهم زملاؤهم في الفريق.

وقام المحتجون بالاعتصام في ملعب المباراة لأيام عدة، وانتقلت حالة الغضب إلى جماهير ريفر بليت التي وقفت خلف لاعبيها، ليتحقق ما كانوا يتمنونه نتيجة إلغاء قرار الحكم وهدف التعادل لـ"بوكا جونيورز".

وتطورت المواجهات العنيفة بين جماهير الفريقين لتصل إلى القتل، إذ فقد 71 مشجعا حياتهم في عام 1968 بسبب التدافع الكبير الذي حصل عند البوابة رقم 12 في ملعب ريفر بليت، ما اعتبر حينها كارثة إنسانية كبرى هزت ملاعب كرة القدم.

وقبل مباراة الإياب أول نوفمبر الحالي، كانت أخر مواجهاتهم في عام 2015، في دور الـ16 من البطولة، لتحول جماهير "بوكا" الملعب إلى جحيم بالنسبة لجماهير "ريفر بليت"، حيثُ رش بعض المشجعين رذاذ "الفلفل" على وجوه لاعبي الخصم خلال خروجهم من نفق الملعب.

 

 


مواضيع متعلقة