«السيسى» والمرأة والشباب والبيئة

مجدى علام

مجدى علام

كاتب صحفي

كان انعقاد المؤتمر الدولى للتنوع البيولوجى على أرض شرم الشيخ فرصة كبيرة لاستعادة مكانة مصر الدولية، بصفتها دولة قائدة فى القارة الأفريقية ومعبرة عن خبرتها الطويلة منذ عهد عبدالناصر وحتى عهد السيسى فى الإحاطة بكل جوانب احتياجات وتحديات أفريقيا، ومن حسن الحظ أن يناقش هذا المؤتمر إعلان Aishi لثلاثى الغذاء والماء والوقود، الذى بغيره لا يحيا الإنسان، وهو الإعلان الذى وقعت عليه كل دول العالم بما فيها مصر، ويهدف إلى توفير الغذاء للإنسان والقضاء على الجوع، وكذلك ضرورة توفير المياه النقية للبشر التى يعانى أكثر من نصف سكان العالم من ندرة توافرها، وكذلك الطاقة التى تجعل سكان الغابات يقطعون أكثر من نصف مساحة الغابات على الكرة الأرضيّة لتوفير الوقود ولو على حساب التنوع البيولوجى والمناخ الذى يهدد استمرار البشرية على الكرة الأرضيّة، ولعل هذا ما جعل الخبراء يحددون ١٥% من مساحة الأرض فى كل دولة و١٥% من المساحة المائية لكل دولة لتصبح محميات طبيعية لتوازى ربع ما يفقده العالم من التنوع البيولوجى سنوياً، وتسجل التقارير أن أكثر من مليون طائر برى يتم اصطيادها فى مصر أثناء الهجرة إلى جنوب أفريقيا، مقبلة من الشمال، وأن مساحات أشجار المانجروف البحرية على مستوى مصر والعالم قد انخفضت بنسبة ٥٠% وهو الشجر الذى يمتص ٥٠% من نسبة انبعاثات الكربون، وعليه فإن الحفاظ على الطيور البرية المهاجرة ووقف شباك الصيد العشوائى أو صيد البنادق الجائر الذى قضى على النعام وثعلب الفنك والضباع المصرية خاصة من الإخوة العرب، وقد يكون من أهم نتائج هذا المؤتمر هو مناقشة استراتيجية العالم لحماية التنوع البيولوجى ما بعد ٢٠٢٠ لتصل إلى ٢٠٣٠.

وختاماً فإن الرئيس السيسى فى كلمته حقق عدة أبعاد هامة مرة واحدة، أنه حقق إدماج المرأة فى النشاط البيئى وهو أحد مطالب استراتيجية التنوع البيولوجى، وكما أكدت د. ياسمين فؤاد فى كلمتها أنها تلقى وزميلاتها من الوزيرات المصريات،كل الدعم من الرئيس، وأكد الرئيس أن إدماج الشباب هو سياسة مصرية ثابتة وحقيقية، وهو كذلك بُعد هام ورئيسى فى استراتيجية التنوع البيولوجى، ثم قبل هذا وبعده فإن مبادرة الرئيس عن ضرورة دمج الاتفاقيات الدولية الثلاث المرتبطة ببعضها فى اتفاقية واحدة، وهى اتفاقيات التنوع البيولوجى والتصحر وتغير المناخ، تحقق أملاً تتطلع له دول العالم الثالث، خاصة أفريقيا، ليؤكد الرئيس رسالته المتمسك بها فى كل المجالات إدماج المرأة والشباب والبيئة فى كافة المجالات وهذه هى التنمية المستدامة.

لكن المؤتمر من خلال كلمة الرئيس أعطى لمصر بعداً دولياً فى الاهتمام بقضية دولية بل وكونية، وهى دور مصر فى حماية الطبيعة من التهديد بالانقراض إلى العودة لأصل مساحته ولو بالاقتراض تطبيقاً لمبدأين يتحكمان فى إدارة التنوع البيولوجى وهو الحفاظ على الموجود واستعادة المفقود أى conservation وrestoration وهما عاملان يلخصان كل ما يقال عن التنوع البيولوجى باختصار وبتحديد واضح للدول فى دورها المحلى والعالمى.

ومن أهم أبعاد هذه الاستراتيجية دمج ٥ مجالات مع التنوع البيولوجى، وهى قطاعات الطاقة والتعدين والصناعة والبنية التحتية والصحة، وهو ما يستدعى إعادة مصر لخطة التنمية المستدامة فى ظل هذا البعد الجديد والخطير والهام.