«الاهتمام مبيطلبش».. محمد بيدلع «غزالة»: «شامبو وتوك وشعر مضفر»

كتب: عبدالله عويس

«الاهتمام مبيطلبش».. محمد بيدلع «غزالة»: «شامبو وتوك وشعر مضفر»

«الاهتمام مبيطلبش».. محمد بيدلع «غزالة»: «شامبو وتوك وشعر مضفر»

بكل ما أوتى من صبر ومحبة، يقف إلى جوار «غزالة» يصفف شعرها، ثم يقوم بتضفيره، وتنتهى الضفيرة بـ«توكة» صغيرة، وإلى جواره تقف أمه وعلى وجهها ابتسامة، لرؤية طفلها ذو الـ15 عاما، يمارس أحد شئونه باهتمام بالغ، حتى وإن كان تضفير شعر مهرة صغيرة لا تنتمى حتى للخيل العربى. ورغم سنوات عمره إلا أن محبة محمد عبدالتواب للخيل بدأت فى طفولته، حين كان يرى الذين يستعرضون بالخيل، وظلت أمنيته فى اقتناء حصان قائمة، حتى حققها له والده منذ فترة.

«أنا كنت بشوف زمان فى الأفراح الناس بتركب خيل وترقص بيه، أروح أركب الحمارة وأقعد أقلدهم، بس الحمارة حاجة والخيل حاجة» يحكى محمد، وهو واقف على قدميه، ويمسك شعر «غزالة» التى اشتراها له والده بـ6 آلاف جنيه منذ فترة وصار عمرها 13 شهرا، بينما يركز فى تفاصيل كل ضفيرة على حدة، ويضع فى فمة «توكة» ما إن يفرغ من ضفيرة حتى يلفها حولها، متنقلا إلى خصلة شعر أخرى: «سميتها غزالة، ومهتم بيها جدا، وكل يوم بدلعها آخر دلع». يدرس محمد فى الصف الأول الثانوى، ويحصل صباح كل يوم على مصروف 5 جنيهات، يدخرها كلها لمهرته، ويأخذ من والده أموالا أخرى لرعايتها: «مصروفى كله ليها، بجيبلها توك كتير، وبجيبلها شامبو وأمشاط مختلفة، وبحميها كل يوم».

يضع محمد حول رقبة مهرته حذاء، ويعتبره حاميا لها من الحسد والعين، فاهتمام الصغير بها جعلها محط أنظار الكثيرين، وبينما كان أصدقاء الصغير ينادونه للخروج معهم للعب داخل القرية التى تقع بمحافظة المنوفية، لم يستجب لهم: «قاعد للمهرة بتاعته ليل نهار، وبيحبها بشكل مش طبيعى» قالتها أمه، بينما كان هو ينظف سرجها ويلمع القطع النحاسية التى تزينها: «ومصروفه كله رايح عليها، وبياخد منى ومن أبوه عشان يجيبلها شامبو وكريمات».

يتدرب محمد مع نفسه على الرقص بمهرته، ولم يتقن الأمر بعد، لكنه يحاول: «أجمل فسحة بالنسبالى لما أركبها وأتحرك بيها فى البلد».

يبدأ يوم محمد بإطعام «غزالة» وتنظيف مكانها، ثم يقوم بتنظيفها هى وتقديم وجبة الإفطار، ثم يتجه إلى مدرسته، وحين يعود يفضى بقية يومه معها: «خليت أمى تعلمنى إزاى أضفر الشعر عشانها، وعمرى ما هشغلها فى شغل البيت، ولما كلمت حد يدربنى قاللى لازم أهتم بيها الأول وأحبها وبعدين هتعلم كل حاجة».

 


مواضيع متعلقة