"اكتئاب غامض".. تفاصيل إنسانية عن الطبيب المنتحر يرويها صديق طفولته

كتب: عبدالرحمن قناوي

"اكتئاب غامض".. تفاصيل إنسانية عن الطبيب المنتحر يرويها صديق طفولته

"اكتئاب غامض".. تفاصيل إنسانية عن الطبيب المنتحر يرويها صديق طفولته

ربما لم يتخيل أحد من مجموعة أصدقائه أن الاكتئاب الذي يمر به صاحبهم الطبيب النفسي الشاب، وحديثه الدائم عن الانتحار أن يتحول إلى حقيقةٍ بين غمضة عين وانتباهتها، ويغيب عنهم صديق الطفولة الذي عهدوه دومًا بينهم، بعد أن ألقى بنفسه من الطابق التاسع، ليهرب الشاب إبراهيم أحمد من اكتئابه المستمر بتسليم روحه إلى بارئها.

"محدش كان يعرف سبب اكتئابه ولا هو نفسه، ولو عرفنا كنا عالجناه".. بتلك الكلمات روى الصيدلي محمد الليثي، صديق الطبيب المنتحر منذ أن كانا في المرحلة الإعدادية، قصة اكتئاب صديقه، الذي هاجمه منذ ما يقرب من عامين، وبدأ يتزايد تدريجيًا دون أن يعرف أحدهم أسباب ذلك الوحش القاتل المخيف الذي سكن روحه وأصبح يكبر تدريجيًا داخلها.

الطبيب النفسي المنتحر كان محبوبًا للغاية، في عمله بمستشفى دمنهور بين زملائه والعاملين معه، كما كانت حياته مع أسرته هادئة لا يشوبها المشاكل أو التوترات "علاقته بالناس كلها كانت كويسة جدا وكان محبوب بطريقة متتوصفش"، وهو ما يزيد اكتئابه غموضًا، وربما يكون السبب الذي جعل الأدوية المضادة للاكتئاب غير مجدية معه.

كثيرٌ من الشائعات تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، والتي تلت وفاة الطبيب الشاب مباشرة، فندها "محمد" صديق طفولته "إبراهيم مكانش خاطب زي ما بيتقال ومكانش عنده شقة بيجهزها ولا حاجة" حيث كان يعيش مع أسرته في هدوء وسلام، ولا يمتلك "شقة" خاصةً به.

الموت كان يجري على لسان الطبيب النفسي المنتحر دومًا خلال العامين الأخيرين "كان دايمًا بيتكلم عن الانتحار بس كلامه عنه زاد في الفترة الأخيرة أوي ومتخيلناش إنه ينفذ كلامه ده" حتى في لقاء "محمد" الأخير به منذ نحو الأسبوعين لم يظهر عليه أنه سينفذ حديثه عن الانتحار ومفارقة الحياة "حتى واحد صاحبنا قابله قبل انتحاره بيوم ومكانش فيه أي علامات جديدة عليه تقول إنه هينتحر".

 

اقرأ أيضا

انتحار طبيب نفسي من أعلى برج سكني بالبحيرة

قبل طبيب البحيرة.. أطباء نفسيون انتحروا

"الاكتئاب الذي قتل معالجه".. القصة الكاملة لانتحار طبيب نفسي بالبحيرة

"الاكتئاب الدوري".. لماذا لجأ طبيب البحيرة للانتحار؟

"لماذا ما زلت على قيد الحياة؟".. جولة في بروفايل الطبيب النفسي المنتحر


مواضيع متعلقة