طبيب التخدير صاحب "الروشتة المسافرة" عبر الزمن لـ"الوطن": "فرحت بابني"

كتب: محمد علي حسن

طبيب التخدير صاحب "الروشتة المسافرة" عبر الزمن لـ"الوطن": "فرحت بابني"

طبيب التخدير صاحب "الروشتة المسافرة" عبر الزمن لـ"الوطن": "فرحت بابني"

منشور متداول على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" منذ يومين، لطبيب تخدير شاب صادفته حالة مرضية قرر لها الأطباء إجراء جراحة قلب مفتوح لتغيير الصمام، وفي أثناء حديثها معه أعطته "روشتة" مكتوب بها "زميلي العزيز المريضة تعاني من نقص الكولينستريز الكاذب Pseudocholinesterase deficiency وهو مرض وراثي لا يظهر له أي أعراض إلا عند تعرض المريض للتخدير"، ليتفاجأ الطبيب الشاب بتوقيع والده.

"ابني الدكتور محمد يعمل نائب تخدير في معهد القلب بإمبابة، وأثناء تجهيز غرفة الجراحة لسيدة، أبلغته تلك السيدة بأنها تعاني من حساسية البنج وأخرجت له الروشتة التي كتبتها أنا منذ 18 عاما، وحينما قرأها وجد خطي وتوقيعي، وقالت له إن هذا الطبيب أنقذها حينما كانت تلد قيصريا عام 2000 في مركز فاقوس بمحافظة الشرقية، ليرد عليها أن هذا الرجل (والدي)، لتحتضنه وتقول له أنها تكن لي أسمى معاني الشكر، وأنني أحسنت صنيعا معها وتعتبر ما فعلته معها حتى الآن جميلا لن تنساه طوال حياتها"، هكذا حكى الدكتور لطفي سالم، قصة الروشتة التي سافرت عبر الزمن لتقع في يد ابنه الطبيب عبر مريضة واحدة لـ"الوطن".

ويوضح الطبيب الأب، أن هذا المرض معروف لدى أطباء التخدير، وفي السنوات السابقة كانوا يواجهون متاعب عديدة لمعالجته، مشيرا إلى أنه حاليا طبيب على المعاش وكان يعمل في معهد الأورام بفاقوس، وتخرج في كلية الطب القصر العيني عام 1978 وحصل على الماجستير من جامعة عين شمس ودبلومة التخدير من كلية الطب بجامعة الزقازيق، التي تخرج فيها نجله الدكتور محمد الذي استلم منذ فترة قصيرة نيابة التخدير في معهد القلب.

الدكتور لطفي لم ير المنشور على "فيسبوك"، حيث إنه لا يتفاعل على حسابه بشكل دوري ويستغل الإنترنت في تحميل الكتب الطبية لمتابعة كل جديد في مجال التخدير، ليجد رسائل كثيرة على تطبيق "واتساب" من أصدقائه الأطباء، ويجري اتصالا فيما بعد بنجله الذي قال له "يا بابا أنا كتبت البوست بالإنجليزي".

تطوع عددا من الأطباء لنشر ما كتبه الطبيب الشاب، حيث قام طبيب من المنصورة بترجمته للغة العربية، وطبيب آخر يدعى هاني مهنى نشره في أحد الجروبات، واختتمه بهذه الجملة "لغاية دلوقتى إحنا أمام طبيب محترم ترك لزميله المستقبلي مصباح يضئ له الطريق وينقذ حياة مريض".

ويختتم الدكتور لطفي حديثه لـ"الوطن": "سعدت كثيرا بكم الاتصالات التي استقبلتها على هاتفي، وفخور بنجلي محمد الذي يعشق تخصص التخدير وكان يعمل معي أثناء الدراسة واختار هذا التخصص بإرادته، رغم نصائح زملائه بأن أطباء التخدير يواجهون مشكلات عديدة، مصر بها كفاءات كثيرة في شتى المجالات، والأهم من ذلك شباب يمتلك ضمير حي لبناء هذا الوطن".

 

 

 


مواضيع متعلقة