طارق شوقي: لابد من نشر فكرة الإيمان والاقتناع الجماعي بعملية التغيير

كتب: الوطن

طارق شوقي: لابد من نشر فكرة الإيمان والاقتناع الجماعي بعملية التغيير

طارق شوقي: لابد من نشر فكرة الإيمان والاقتناع الجماعي بعملية التغيير

بدأت اليوم الثلاثاء فعاليات اليوم الثاني من أعمال الأسبوع العربي للتنمية المستدامة في نسخته الثانية، والذي انطلق أمس تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في الفترة من 19 إلى 22 من نوفمبر الجاري، والتي تقوم بتنظيمه وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

وشهدت أولي جلسات اليوم الثاني حلقة نقاشية بعنوان "التعليم كأحد ركائز الاستثمار في رأس المال البشري"، حيث ترأس الحلقة الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وبحضور والدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بجمهورية مصر العربية.

كما شارك بالحلقة النقاشية السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، والدكتورة جهاد عامر، رئيس لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة وعضو البرلمان المصري، الدكتور خالد أمين، مدير مركز السياسات الاقتصادية الكلية بمعهد التخطيط القومي، وحنين اسماعيل، رئيس فريق عمل برامج التنمية البشرية بلبنان وسوريا والأردن، البنك الدولي، كما شارك الدكتور أحمد كمالي نائب وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري لشئون التخطيط بالحضور.

ومن جانبه أشار الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، إلى أننا حاليًا نمر بمرحلة التغيير، وذلك بعد إجراء العديد من المؤتمرات والجلسات النقاشية التي ناقشت ضرورة التغير في التعليم مع اتفاق الجميع على أهمية التغيير، مشيرًا إلى الاكتفاء بهذا القدر من الكلام والانتقال إلى مرحلة التنفيذ مؤكداً على أهمية وجود إيمان واقتناع جماعي بفكرة التغير وإلا سيظل الأمر مقتصرًا على حديث المثقفين والغرف المغلقة.

وأضاف طارق شوقي، أن التغيير المستهدف ليس تغييرًا في الكتب والمناهج انما تغيير في الثقافة وفى الوعي الاجتماعي أيضًا، كما شدد وزير التربية والتعليم على دور الإعلام والمجتمع المدني في نشر الوعي حول ضرورة وجد الإيمان الاجتماعي بضرورة التغيير متابعاً أننا كمجتمع حتى الآن نخشى من العلاج فنختار البقاء في المرض وحول التحديات التي تواجه فكرة التغير.

وأشار شوقي أن الفخر الاجتماعي الذي يسعي إليه الناس بفكرة مدارس اللغات فضلًا عن غياب فكرة الاقتناع الجماعي يعوق عملية التغيير قائلًا: "نحن نصرف على الخرسانة والطوب أكثر مما نصرفه على العقول".

وأضاف طارق شوقي أن المجتمع لديه مشاكل موروثة لابد من السعي نحو حلها وأعطى مثلًا حول دمج ما يقرب من 16 جهة تدريب بوزارة التربية والتعليم لتوفير تلك الميزانيات، مشيرًا أن ما تم توفيره تم توجيها إلى مشروع تطوير التعليم دون الحاجة إلى تمويل أي جهة خارجية.

وأشار طارق شوقي أن التعليم الحالي ليس مجاني ونحن نعمل على جعله مجانيًا، مؤكدًا على أننا بحاجه إلى شباب قادر على التحول بسرعة أكثر، مشيرًا إلى نجاح البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة في إحداث نتائج خيالية خلال فترة قصيرة.

وأكد طارق شوقي أنه لابد من حل السبب الذي يدفع التلاميذ في اللجوء إلى الدروس الخصوصية، وذلك برفع كفاءة المدارس ورفع رواتب ودخل المعلم وتابع "أننا لابد وأن نعلم أننا سندفع فاتورة التغيير ليس بفاتورة مادية وانما فاتورة القرارات"، مشددًا على أنه يجب احترام القرارات بمنع الاستثناءات والمجاملات والتي تسهم بدورها في إحداث فجوة برفع كثافات الفصول في جهات وقلة المعلمين في جهات.

ومن جانبها أكدت الأستاذة حنين إسماعيل على أن الاستثمار في العنصر البشري هو أجدر استثمار يمكن أن تقوم به الدولة كما لفتت إلى المبادرة التي أطلقها رئيس البنك الدولي في اندونيسيا بعنوان "رأس المال البشري"، والتي تهدف إلي تحفيز ومساعدة الدول في الابتكار بالتنمية البشرية من تعليم وصحة وحماية اجتماعية، مؤكدة أنه وفقاً للمبادرة فإن التعليم هو أهم ما يرفع أو يقلل مؤشرات القياس، مشيرة إلى الاهتمام البالغ الذي يوليه البنك لفكرة الاستثمار في البشر.

فيما استعرضت الدكتورة جهاد عامر مؤشر "تنافسية التعليم ومهارات الشباب"، مؤكدة أن الشباب هم الأساس وهم من سيكونون على الطريق للمستقبل وأشارت جهاد أن الاستثمار في العنصر البشري هو الطاقة المحركة لدول العالم حيث أن الانطلاق نحو العمل يكون من خلال الطاقة البشرية.

وأشارت جهاد أن ترتيب مصر في مؤشر التنافسية من حيث نسبة التلاميذ الى المدرسين في التعليم الأساسي يأتي في المرتبة 86 من بين 140 دولة و الـ99 من حيث ترتيبها في الدول العربية في ركيزة المهارات.

فيما أكد الدكتور خالد أمين أن الدول العربية تعاني من تدني في معظم المؤشرات، مشيرًا إلى أنه لابد من البحث عن أسباب تدني تلك المؤشرات فيما يتعلق بالتنافسية ورأس المال البشري وتناول السياسات والإصلاحات المطلوبة مع ادراك كيفية انفاق المال العام فيما يتعلق بمجالات الصحة والتعليم ورأس المال البشري، مشيرًا إلى أن الانفاق حالياً لا يتم توجيهه لإحداث تغيير أساس بل يتجه نحو الأجور والبنية التحتية أكثر منه في البنية التكنولوجية وأكد خالد أمين على ضرورة الانتقال من موازنة البنود إلى موازنة البرامج والأداء مع الاستفادة من الموازنات المستجيبة مع التركيز على فكرة المسائلة.

وتابع خالد أن من ضمن التحديات التي يتم مواجهتها فكرة المركزية المفرطة في اتخاذ القرارات الخاصة بالقطاعات المرتبطة برأس المال البشري مؤكداً أن اللامركزية تؤثر ايجابياً على مؤشرات أهداف التنمية المستدامة.

وأشارت السفيرة هيفاء أبو غزالة أن معظم الدول العربية حالياً استثمرت في البناء ونسيت الاستثمار في الانسان مشددة على ضرورة رفع قيمة مهنة التعليم وتعزيز قيمتها وقيمة المعلم مع إعادة تشكيل خارطة المعلم للتحول إلى مجتمعات التعليم المهنية المختلفة لتنتج منها مخرجات تعليمية مميزة.

ويهدف الأسبوع العربي للتنمية المستدامة إلي دعم خطط تحقيق اهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية من خلال ملاقاة الخطة الأممية في برامجها للتعامل مع قضايا التنمية المستدامة في المنطقة العربية إلي جانب الانطلاق بالشراكات نحو العمل لتحقيق أبرز الأهداف التي يتعلق بها مستقبل المجتمعات العربية، فضلًا عن توفير منصة حوار للبحث في قضايا التنمية المستدامة في المنطقة العربية.

جدير بالذكر أن الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، كانت قد قامت أمس بإلقاء كلمة السيد رئيس الجمهورية بالجلسة الافتتاحية من فعاليات اليوم الأول بالمؤتمر كما شاركت سيادتها بأولى جلسات اليوم الأول بعنوان" دور الشراكات الذكية في تحقيق التنمية المستدامة في الدول العربية.

ويُشار إلى أن اليوم الختامي للمؤتمر الموافق الخميس 22 من نوفمبر هو يوم "مصر" من فعاليات الأسبوع العربي للتنمية المستدامة، حيث سيتم مناقشة العديد من الموضوعات التي تدور حول آفاق التنمية المستدامة والابتكار والبحث العلمي وكيفية الحصول علي طاقة نظيفة و القضاء علي الجوع إلى جانب القاء الضوء علي سوق مصر للتنمية المستدامة.

 

 


مواضيع متعلقة