في ذكرى ميلاده الـ116.. مسيرة إنشاء المتحف المصري من بولاق لـ"التحرير"

في ذكرى ميلاده الـ116.. مسيرة إنشاء المتحف المصري من بولاق لـ"التحرير"
- أعمال البناء
- أعمال التطوير
- أفضل تصميم
- الآثار الإسلامية
- الآثار المصرية
- البيئة المحيطة
- التراث المصرى
- الحضارة المصرية القديمة
- الحملة الفرنسية
- أثار
- أعمال البناء
- أعمال التطوير
- أفضل تصميم
- الآثار الإسلامية
- الآثار المصرية
- البيئة المحيطة
- التراث المصرى
- الحضارة المصرية القديمة
- الحملة الفرنسية
- أثار
"كأنه منارة تشع نورها بميدان التحرير".. إنه المتحف المصري تلك التحفة الفنية الوردية اللون ذات القباب والتي تصل الماضي بالحاضر، وتعيد صياغة التاريخ، في قلب العاصمة يقع أكبر وأشهر المتاحف على مستوى العالم لكونه أول متحف مفتوح أنشئ على مدار التاريخ وهذا أهم ما يميزه عن غيره من المتاحف التي سبقته في الإنشاء، ونظرا لما تتمتع به الآثار المصرية من دقة عالية الصنع من قبل القدماء المصريين.
وفي الوقت الذي كان يعتقد فيه المصريون أن هذه الحجارة تختبئ بها كنوز، كانت تلك الحجارة هي ذاتها الكنوز بالنسبة للأجانب، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء متحف للحفاظ على الآثار المصرية، فكانت الحملة الفرنسية على مصر أول من نبه لقيمة التراث المصري القديم تبعها محمد علي باشا، الذى أصدر أول مرسوم ينظم العمل بالحفائر والاتجار بالآثار، وأمر بمنع خروجها من مصر دون تصريح وخصص في عام 1848 جناحا لها بمنزل الدفتردار بالأزبكية، والتي سرعان ما ازدحمت بالآثار، وتعرضت أكثر من مرة لحوادث السرقة والنهب.
وعن تاريخ المتحف، قال الدكتور طارق العوضي، المدير الأسبق للمتحف في عهد سعيد باشا، إنهم عينوا المسيو أوجست مارييت الأثري الفرنسي مأمورا لأعمال العاديات نظرا لنشاطاته واكتشافاته الأثرية، التي حققها ومنها الكشف عن السيرابيوم في سقارة، وفي نفس العام تم منح مارييت بيتا متواضعا عند منطقة بولاق، لتكون النواة الأولى لأول متحف للآثار المصرية، ونقل إليها مارييت الآثار التي عثر عليها أثناء حفائره، وفي عام 1863 وافق الخديوي إسماعيل على مشروع بناء متحف للآثار المصرية بوسط المدينة، ولكن تأجل المشروع لظروف مالية، وتم الاكتفاء بمنح مارييت باشا عربخانة أمام دار الأنتيكخانة في بولاق، ليضمها ويوسع بها متحفه، وفي عام 1878 حدث ارتفاع شديد في فيضان النيل أغرق متحف بولاق، وأدى إلى ضياع بعض محتوياته وكذلك مكتبة مارييت ورسوماته وأوراق حفائره.
وتابع العوضي، "أغلق متحف بولاق للترميم والإصلاح حتى عام 1881 عندما أعيد افتتاحه وفي نفس العام توفي مارييت وخلفه (ماسبيرو) كمدير للآثار وللمتحف، وفي عام 1890 عندما تزايدت مجموعات متحف بولاق، نُقلت سرايا إسماعيل باشا بالجيزة ومن خلال محضر اجتماع مجلس النظار نعرف أن تكلفة نقل المتحف ومقتنياتة بلغت ثلاثون ألف جنيه مصريا، وعندما جاء العالم (دي مورجان) كرئيس للمصلحة والمتحف وأعاد تنسيق هذه المجموعات في المتحف الجديد الذي عرف باسم متحف الجيزة".
وأضاف المدير الأسبق، "عاد ماسبيرو مرة أخرى ليدير المصلحة والمتحف، وفي مارس من عام 1893، اجتمع مجلس نظارة الأشغال العمومية، لمناقشة طلب إنشاء متحف جديد للآثار لكي تنقل إليه بدلاً من سراي الجيزة أو الإبقاء عليها في سراى الجيزة بعد الاكتفاء بترميم السراي فقط، وفي الطلب المقدم تم حساب تكلفة إنشاء متحف جديد بمبلغ 130 ألف جنيه، بينما تكلفة ترميم سراي الجيزة بمبلغ 80 ألف جنيه".
وكان مقدم الطلب جاستون ماسبيرو، يطمع في الموافقة على إنشاء متحف جديد للآثار، وقالت الدكتورة صباح عبدالرازق، مدير المتحف، تكشف محاضر الاجتماعات، التي سبقت بناء المتحف عن السجال الذي سبق بناءه، حيث ظهر من خلال المحضر معارضة شديدة لإنفاق مبالغ كبيرة سواء على إنشاء متحف جديد أو ترميم مبنى متحف، ومن المعارضين كان بطرس باشا غالى الذي قال، "هذه المذكرة مشتملة على مسألتين كل منهما على حدتها، الأولى إنشاء محل جديد للأنتيكخانة والثانية ترميم سراي الجيزة الموجودة الأنتيكخانة فية الآن، فإن كانت ترى اللجنة أن ترميم السراى المذكور يجعلة صالحا لحفظ الآثار ولوقايتها من الحريق فالأولى الاقتصاد على إجراء الترميمات والإصلاحات اللازمة وصرف النظر عن إنشاء محل جديد".
وهنا رد عليه جارستن بقوله، "قمنا بعمل مقايسة بالترميمات والتصليحات اللازمة فوجدنا أنها تبلغ حوالي 80 ألف جنيه، ولا يكون المحل لائقا للأنتيكخانة، ولذلك فضلنا إنشاء محل جديد أما دولة رياض باشا، فكان من أشد المعارضين سواء لإنشاء متحف جديد أو لصرف 80 ألف جنيه على ترميم مبنى سراي الجيزة".
وتهكم على فكرة نقل الأثار قائلا، "في البداية قالوا لا بد من نقل الأنتيكخانة من بولاق بسبب الرطوبة، وتم نقل الأنتيكخانة إلي سراي الجيزة، وتكلفت أعمال النقل 30 ألف جنيه، والآن يطلبون نقل الأنتيكخانة إلى متحف جديد يتكلف إنشاؤة 130 ألف جنية لا يستفيد منه سوى الأوربيون أما أهل البلد فلا وإني أرى أن مبلغ 20 ألف جنيه كافية لترميم السراي وإبقاء العاديات بها".
وتابعت عبد الرازق، "استمرت المداولات بشأن مشروع إنشاء المتحف المصري، وفي النهاية وتحت ضغط عالم الآثار الفرنسي دى مورجان تمت الموافقة على إنشاء متحف جديد للآثار، خلال اجتماع مجلس النظار بتاريخ 6/ 5/ 1894، برئاسة الحضرة الخديوية، ونص قرار الإنشاء على الآتي، "وافق المجلس بعد المداولة على إنشاء متحف جديد فيما بين النيل وقشلاق قصر النيل وأن يطلب لأجل ذلك من صندوق الدين لحد 150 ألف جنيه".
بعد ذلك الاجتماع بدأت الخطوات الفعلية لبناء المتحف الجديد، ومنها تحديد الأرض، وإزالة ما عليها من أي إشغالات أو أعمال، وتم الإعلان عن مسابقة لأفضل تصميم وجائزتها ألف جنيه مصري. بدأت أعمال البناء فعليا في 1898، وافتتح المتحف في 1902، مطلا على النيل مباشرة.